رئيس التحرير
عصام كامل

الزيادة السكانية «أزمة كل رئيس».. «الأعلى لتنظيم الأسرة» طريق عبد الناصر للسيطرة على معدلات الإنجاب.. السادات يفشل في تأسيس مدينة لاحتوائهم.. والسيسي: متظلموش أولادكم

فيتو

مولود جديد، سرير في مستشفى، كرسي في فصل، ميزانية في التموين ومنظومة الدعم والمعاشات والوظائف، ذلك كان يمكن أن يبدو طبيعيًّا في دولة غنية أو حتى زيادة المواليد فيها يسير بشكل طبيعي.


في مصر تختلف الصورة، فالدولة ليست غنية، والزيادة السكانية ترتفع معدلاتها عامًا بعد آخر لتصبح التحدي الأكبر أمام أي رئيس يريد أن يطور أو يحدث انتعاشة اقتصادية للمواطنين.

السيسي
ولم يكن هذا التحدى غائبًا على الرئيس السيسي الذي ساوى خطر الزيادة السكانية بالإرهاب، واضعا الزيادة السكانية في تحد مع الإرهاب لأنها تقلل فرص مصر في التقدم، واصفا الاثنين أكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها، فتزايدت مبادرات مكافحة الزيادة السكانية في عهده، واهتم أيضا بالقيام بمهمة التوعية في عدد من لقاءاته الإعلامية وخطاباته.

كما أصر أن يحدد الأزمة في مجموعة من الرسائل للمصريين، خلال مؤتمر الشباب الرابع الذي عقد خلال الأيام الماضية بالإسكندرية قائلا: «كتير منا بيشوف مداخلات يقولوا أنا عندي أربع أولاد مش عارف أأكلهم.. أنتي وأنت السيد المصري الفاضل والسيدة المصرية الفاضلة انتبه لأنك مسئول أمام الله قبل وطنك وأولادك عن الأولاد الذين ستنجبهم، يا ترى قدراتك المالية تتيح لك أن تنفق عليهم الإنفاق المناسب، لو قلت لأ هقولك أنت بتظلمهم وهتتحاسب، وأنا بتكلم من منظور ديني»، مستكملا: «أنت بتضيع أولادك لأنك مش قادر تنفق عليهم وتجيبهم وتقول هييجي رزقهم لا»، مضيفا: «لا نقتل أولادنا من إملاق».

تابع.. السيسي: الزيادة السكانية «غول» يبتلع النمو

وبجانب ذلك تستعد وزارة الصحة إلى إطلاق آليات أخرى لمواجهة تلك الزيادة السكانية بمشاركة عدد من الهيئات والوزارات.

مبارك
وقبل الرئيس السيسي اعتاد رؤساء مصر على الحديث عن تلك المشكلة ووضع ميزانيات لمواجهتها، وكانت الزيادة السكانية قضية التحدي الأكبر لمسيرة العمل الوطني، هكذا وصفها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في أحد خطاباته، قائلا: «لا بد أن تستمر الوقفة المصرية المصيرية إزاء هذه القضية المهمة التي تمثل التحدي الأكبر لمسيرة العمل الوطني»، كما عبر الرئيس عن وجهة نظره في التعداد السكاني في أحد خطاباته ساخرًا: واحد عنده تسع عيال وعايز شقة!

واعتمد «المخلوع» في مهمة مكافحة الزيادة السكانية على وسائل الإعلام، لتشجيع مبادرات التصدي للزيادة السكانية بجانب رجال الدين والدعاة والمفكرين والمثقفين والكتاب.

وكثيرا ما دعا الرئيس الأسبق أيضا لعقد مؤتمرات قومية للسكان لتجديد طرح هذه القضية، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني «باعتبارها إحدى القضايا الرئيسية في حاضر المجتمع ومستقبله».

تابع.. البرلمان يواجه الزيادة السكانية

السادات
أزمة الزيادة السكانية كانت صداعا أيضًا في رأس الرئيس محمد أنور السادات، والذي قال عنها في أحد خطاباته: «زيادة السكان عندنا ما زالت تسجل معدلا شديد الارتفاع، وحين نقول إننا نستقبل كل سنة مليون نسمة زيادة، فإننا نستقبل تلك الزيادة بالطبع في استخدام المرافق، وفي مصاريف الدراسة، وفي تشغيل الخريجين من المدارس والمعاهد والجامعات».

الرئيس الراحل حاول التفكير خارج الصندوق، بعدم الاكتفاء بالترويج لقضية تنظيم النسل، فقد حاول تخفيف الضغط عن القاهرة، بإنشاء عاصمة جديدة وجد فيها حلا لمشكلة التكدس السكاني، فوقع الاختيار على منطقة صحراوية قريبة من مسقط رأس السادات في المنوفية، لتقام عليها «مدينة السادات» التي كان ينوي الرئيس الراحل جعلها عاصمة إدارية جديدة، لكن الفكرة انتهت إلى الفشل، ولم يكن للعاصمة المقترحة أي مردود اقتصادي أو مروري أو أمني.

اقرأ.. غادة والي تطلق مشروعا للحد من الزيادة السكانية بين مليون سيدة

عبد الناصر
أما الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد أولى القضية السكانية اهتماما كبيرًا، وكان أهم محاور خطابه في الذكرى الرابعة عشرة لثورة يوليو 1952 الزيادة السكانية التي أصبحت قضية ملحة وقال: «إذا كنا وصلنا في زيادة السكان إلى أكبر نسبة في العالم - باكستان أكبر نسبة واحنا نمرة ٢ - والزيادة ٢،٧، والإحصاء الأخير قال إن مصر زاد تعدادها على ٣٠ مليونا، ومعنى هذا إن احنا كل سنة حنزيد مليون، طب حنوكل المليون دول منين إذا لم نعمل؟ يعني لازم نعتمد على نفسنا».

وتبنت الدولة وقتها مشروعات «تنظيم الأسرة»، بعد اعتراض الأزهر على مصطلح «تحديد النسل»، لكن الحملات روجت للاكتفاء بطفلين أو ثلاثة من أجل أسرة سعيدة، فأنشأ المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة في عهده عام 1965.
الجريدة الرسمية