رئيس التحرير
عصام كامل

«السياسة ملهاش دعوة بالاقتصاد».. تراجع واردات مصر من السعودية وزيادتها من قطر.. التعبئة والإحصاء يكشف خريطة استيراد القاهرة من الدول العربية خلال أبريل 2017.. وتعاون ضعيف مع دول حوض النيل

 الجهاز المركزي للتعبئة
الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء

هل تتعلق السياسة بالاقتصاد؟ وهل تدل لغة الأرقام على اتجاهات دولة ما؟ قد تكون تلك الرؤية هي الأفضل لدى كثير من المحللين السياسيين، إلى أن هناك جهة أخرى تشير إلى أن الاقتصاد ثابت والسياسة متغيرة، وبالتالي يجب أن يكون أي خلاف سياسي مقتصرًا فقط على الإجراءات السياسية، أما الاقتصاد أو لغة «البيزنس» فالأفضل أن تظل بعيدًا أو على الأقل آخر الأوراق التي يمكن استخدامها.


تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن واردات مصر خلال شهر أبريل 2017 يشير إلى أن القاهرة تتبع وجهة النظر الثانية فالاقتصاد يبقى بعيدًا عن السياسة، ومن هذا المنطلق فقد ازدادت قيمة الواردات المصرية من بعض الدول التي لا تربطها علاقات جيدة بالقاهرة وتراجعت قيمة الواردات مع بعض الدول التي تربطها علاقة وثيقة بالقاهرة.


السعودية
لم تعد علاقة القاهرة والرياض علاقة قوية فقط بل باتت إستراتيجية لمواجهة الأخطار التي تحيط بالوطن العربي، وظهرت ملامح تلك العلاقة خلال الأشهر الأخيرة ومن مشروعات التعاون بين مصر والسعودية.

ورغم تلك العلاقة فإنه بحسب التعبئة والإحصاء تراجعت واردات مصر من السعودية في أبريل 2017 إذ بلغت قيمتها 165.1 مليون دولار، مقابل 316.7 مليون دولار في أبريل 2016.


قطر
وكانت مفاجأة تقرير التعبئة والإحصاء هو زيادة واردات مصر من قطر، فبحسب التقرير فقد بلغت قيمة الواردات منها 111.2 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 76 مليون دولار في أبريل 2016.

ورغم أن تقرير التعبئة والإحصاء صادر عن فترة ما قبل المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، إلا أن الكثيرين أكدوا أن العلاقات بين القاهرة والدوحة متوترة منذ الإطاحة بمرسي ودعم قطر لجماعة الإخوان الإرهابية.

الأمر ذاته ينطبق على الكويت التي تربطها بمصر علاقة إستراتيجية قوية، فارتفعت قيمة الواردات منها إلى 114.1 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 27.7 مليون دولار في أبريل 2016 بحسب التعبئة والإحصاء.

أما بالنسبة للإمارات فقد زادت قيمة الواردات منها إلى 54.1 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 45 مليون دولار في أبريل 2016، وبحسب التقرير فإن باقي الدول العربية، بلغت قيمة الواردات منها 51.6 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 128.6 مليون دولار في أبريل 2016.

دول حوض النيل
لم يكن الأمر يقتصر على الدول العربية فقط، ففي الوقت الذي تؤكد فيه حكومة المهندس شريف إسماعيل على التقارب المصري الأفريقي، تثبت الأرقام أن الواردات تراجعت بشكل كبير فبلغت قيمة الواردات منها 11.1 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 29.2 مليون دولار في أبريل 2016، أما السودان، بلغت قيمة الواردات منها 2.8 مليون دولار في أبريل 2017، مقابل 6.2 مليون دولار في أبريل 2016.

أزمة الغلاء
من جانبه يرى سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي أن تراجع الواردات سببه الأساس ارتفاع الأسعار ما دفع المواطنين إلى تقليل استهلاكهم وهو ما يؤثر على الواردات المصرية بشكل عام.

وأضاف «صادق» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن ما يحدد الاستيراد هو المنتجات التي تنتجها كل دولة وأسعارها وطرق شحنها وبالتالي هي أمور بعيدة عن السياسة.
الجريدة الرسمية