رئيس التحرير
عصام كامل

25 سنة رقص.. ذكريات فنانو الأوبرا مع أقدم مدربة باليه «تقرير»

فيتو

«25 عاما» قضتها المدربة «إلا إاتيوبا» بين أروقة دار الأوبرا المصرية.. تلك المدربة الأوكرانية التي جاءت في أوج صباها من وطنها الأم إلى مصر، لتقود تدريب فرقة بالية أوبرا القاهرة، عام 1993، حتى رحلت عن عالمنا أول أمس بعد تعرضها لأزمة صحية انتقلت على إثرها للرفيق الأعلى عن عمر يناهز 75 عاما.. لتصبح بذلك أقدم مدربة باليه بدار الأوبرا.


وطوال السنوات التي قضتها «إلا» في الأوبرا، كانت تواظب على الحضور بشكل شبه يومي، رغم تقدمها الكبير في السن خلال السنوات الأخيرة.. تراها تتجول في بروفات الفرقة بين الراقصين بجسدها الهزيل، تعطيهم الملاحظات الخاصة بمزيج من الحنو والشدة.

وعلى الرغم من انتقال منصب مدربة الفرقة إلى تلميذتها أرمينيا كامل التي أصبحت مدربة فرقة البالية الحالية، إلا أن «إلا» لم تتخل عن منزلها ووطنها الكائن في أروقة البروفات بين الرقص والتمايل بين الراقصين، فتلاحظ علاقة مودة وصداقة كبيرة بينها وبين جميع راقصين الفرقة من الأجانب والمصريين.

وخلال السنوات الطوال التي قضتها «إلا» في تدريب الفرقة، أسهمت في إعداد جيل الكبار من راقصي الأوبرا، التي تصدح شهرتهم الآن في جميع المحافل الدولية، ومنهم «نيللي كريم وهاني حسن وأرمينيا كامل وأحمد يحيى».

خبر وفاة «إلا» وقع كما الصاعقة على قلوب راقصي الفرقة، الذين تبادلوا الصور وكلمات الرثاء على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها كانت قلب الفرقة ورأسها المدبر، غير أن فقدانها يمثل خسارة كبيرة لكيان الأوبرا ولمسيرة طويلة، ربت خلالها قلوب الراقصين وعقولهم على عشق الباليه والإخلاص إليه.

وقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، في تصريحات خاصة لـ «فيتو»، إن الأوبرا خسرت بوفاة «إلا» إحدى القامات الكبيرة في فن البالية عامة وفرقة باليه أوبرا القاهرة بشكل خاص، مؤكدة أنها تركت بسمتها وتعاملها الطيب في قلوب جميع العاملين بالأوبرا، من أصغرهم إلى أكبرهم.

وأكدت رئيس الأوبرا أن «إلا» استطاعت خلال سنواتها الطويلة التي قضتها في الأوبرا أن تسهم بخبرتها في الارتقاء بالمستوى الفني والتقني لفرقة البالية.

أما الدكتور مجدي صابر رئيس البيت الفني بالأوبرا، فتحدث عن ذكرياته التي جمعته بـ «ألا» كونه أحد راقصي فرقة البالية القدامى، قبل انتقاله لرئاسة البيت الفني بالدار، فقال صابر خلال حديثه مع «فيتو»: «يمكن القول إني أول شخص تدرب على يد «ألا» التي أسهمت بشكل كبير في رفع مستوانا الفني إلى أعلى مستوى.. كانت سيدة في منتهى الإخلاص، تجلس إلى جوار كل راقص وتدربه وتصر على أدائه للحركات بشكل صحيح، وتدرك جيدًا مواطن السلبيات والإيجابيات في كل راقص دون كلل أو ملل».

وأكد صابر أن «إلا» كانت من الشخصيات العاشقة لمصر ودار الأوبرا، قائلا: «لو كانوا جابولها سرير وبيتوها في دار الأوبرا، مكانتش هتتأخر من كتر حبها لشغلها ولمصر».

وأضاف صابر أن «إلا» كانت تتواجد في الأوبرا خلال الفترة الأخيرة رغم مرضها وتقدمها في السن، إلا أنها قدمت استقالتها وعزمت على العودة إلى وطنها الأم أوكرانيا، وكأنها كانت تشعر بدنو الأجل.

وأشار إلى أنه بعد تعرضها لكسور في القدم والحوض وإجرائها لعدة عمليات جراحية، تعاون معها عدد من قيادات الفرقة على سحب استقالتها والإبقاء على تلك القامة إلى جوارهم، تقديرًا لها ولمجهوداتها، قائلا: «كان ذلك أبسط ما يمكن أن نقدمه لها بعد سنوات العمر الطويلة التي قضتها بيننا، فلم يمكن من المقبول أن نتخلى عنها في مرضها وشدتها».

فيما قالت ياسمين سراج، إحدى راقصات فرقة باليه القاهرة الشباب في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن «إلا» كانت من أكثر الشخصيات الطيبة في المعاملة، وعلى الرغم من توجيهها للراقصين وإبداء ملاحظاتها ببعض الحدة، إلا أنها كانت تحمل قلب في غاية الطيبة والرقة، مؤكدة أن جميع أفراد الفرقة سيفتقدون قلبها الطيب وتوجيهاتها البناءة خلال البروفات.
الجريدة الرسمية