خريطة التطرف والإرهاب

حتى ينجح المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف عليه الاستعانة بالخبراء والدارسين، وأن يضع خريطة للتطرف والإرهاب في بلدنا.. ربما يكون الإرهاب مركز الآن في مساحة من سيناء وبعض المواقع المتناثرة هنا وهناك في القاهرة والجيزة وبعض مدن الصعيد.. غير أن التطرف الديني الذي يصنع لنا هذه الوحوش الآدمية التي تقتل وتخرب وتفجر وتدمر وتحرق يتركز في مواقع معينة ومحددة في بلادنا.. وهذه المواقع هي التي تمنح التنظيمات الإرهابية القدرة على الاستمرار وتجديد شبابها.. وحتى تنجح في مواجهة الإرهاب يجب تجفيف منابع التطرف الديني هذه.

مثلا.. ألا يلفت الانتباه أن محافظة مثل محافظة المنيا قد استأثرت بالنسبة الأكبر من حوادث الصدامات الدينية بين مسيحيين ومسلمين والفتنة الطائفية، وأيضا أحداث العنف، خاصة التي تلت فض اعتصامي رابعة والنهضة.. وفي المقابل ألا يلفت الانتباه أيضا أن محافظة مثل أسيوط تصنف الآن كمحافظة خالية من العنف والإرهاب ومعها محافظة سوهاج كذلك، وللعلم كل هذه المحافظات الثلاث معروفة أنها أكثر المحافظات فقرا في مصر مع محافظة قنا.

إن المقاتل يجب أن يكون أمامه خريطة العمليات قبل أن يخوض الحرب.. والمجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف يقود حربا ضارية فرضت علينا ولا سبيل أمامنا سوى تحقيق النصر فيها.