رئيس التحرير
عصام كامل

تطهير القضاء أم تطهير القلوب؟!


فى كل مرة أريد العودة للحديث عن أحوال الرياضة فى مصر أجد نفسى أمام كوارث تحدث فى بلادى لا يمكن السكوت عنها، خاصة أنه مع كل كارثة جديدة يقترب اليقين عندى بأننا أمام حرب أهلية لا محالة إذا لم تتغير النفوس وتتطهر القلوب وتتغلب مصلحة مصر فوق أى مصالح أخرى. 

الكارثة الأخيرة التى تم التخطيط لها بكل دقة منذ فترة طويلة والمتعلقة بمظاهرات تطهير القضاء من جانب جماعة الإخوان، هذه المظاهرات فى ظنى أنها كانت مؤجلة منذ فترة طويلة ولكن تم اتخاذ قرار انطلاقها فى توقيت غبى بحجة إخلاء سبيل مبارك فى قضية قتل المتظاهرين.

فكل من دعوا إلى هذه المظاهرات متأكدون من أن هذا القرار جاء بقوة القانون ولكن أرادوا أن يستغلوا الموقف من أجل الضغط لتمرير قانون السلطة القضائية الجديد. فمن قاموا بالمظاهرات هم من يحكمون الآن وهم من يملكون مجلس الشورى وهم من يملكون كل مقدرات الدولة. 

ولذلك لست أدرى لماذا تظاهروا! وفى اعتقادى أن تظاهرتهم الأخيرة هى دليل واضح على أنهم يريدون تمرير شيء ما فى الظلام ويتخوفون من غضب الشعب ولذلك بادروا بالهجوم، الهجوم على من؟! لست أدرى. 

هاجموا وزير العدل الذى هو منهم لأنهم يعلمون أنه سيرحل قريبا، توجهوا إلى دار القضاء العالى رغم أن قانونهم سيخرج من مجلس الشورى، طالبوا بتطهير القضاء وهم من سبق وأن أشادوا بالقضاء المصرى بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

رئيسهم قال مهرجان براءات رموز النظام السابق، رغم عدم حصول أى مسئول من النظام السابق على براءة حتى الآن، خاصة أن كل ما صدر عبارة عن إعادة للمحاكمات، غضبوا من ابتسامة حسنى مبارك وهو داخل القفص فأعادوه إلى سجن طرة فى 48 ساعة فى موقف يوضح مدى "الغل" الموجود داخلهم وحرصهم الشديد على الانتقام بشتى الطرق وبأسرعها دون مراعاة لذكاء الشعب المصرى.

ما حدث يوم الجمعة الماضى لم يسئ إلى القضاة فقط ولكن أساء إلى مصر كلها، فعندنا يصل بجماعة الإخوان هذا التحدى والإصرار على هدم دولة القانون وإضعاف القوات المسلحة المصرية فهذا معناه أنهم بالفعل لا يريدون سوى مصلحة الجماعة رغم أنهم يرددون ليل نهار كلام معسول عن حبهم للوطن ومحاربتهم للفساد ودعوتهم للفضيلة.

فأنا كمصرى لا ينتمى ولن ينتمى لأى حزب أو تيار سياسى يشعر بالخوف من هدم القضاء على النحو المخطط له ويشعر بالصدمة من مخطط إضعاف القوات المسلحة، لأننى دائما أغرس التفاؤل فى داخلى بسبب ثقتى التامة فى هاتين المؤسستين، ثقتى فى أن مصر لن تنهار بسببهما مهما حدث من مخططات.

فيا إخوان مصر، يا من تحكمون وتسيطرون على كل مقاليد الدولة، يا حزب الحرية والعدالة، انظروا إلى مصر وطهروا قلوبكم من الغل والانتقام أفضل من مطالبكم بتطهير القضاء، هذا القضاء الذى كان سببا فى وصولكم إلى الحكم، وإلا فالطرف الأخير يطالب بتطهير القضاء أيضا الذى جاء بكم رغم كل التجاوزات التى حدثت فى انتخابات الرئاسة!!

Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية