أمريكا تستفز روسيا.. ترامب يمنح القوات العسكرية ضوءًا أخضر للعمل والتوسع بحرية.. إسقاط مقاتلة سورية بحجة استهدافها قوات المعارضة.. وشيطنة موسكو في عيون مواطنيها
لا يمر شهر منذ دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض، إلا وتتخذ الولايات المتحدة إجراءات تستفز بها روسيا، كان آخرها إسقاط المقاتلة السورية "اف-18"، وكأنها تحاول إخراجها من الحرب الباردة إلى مواجهة عسكرية ساخنة.
إجراءات استفزازية
وأوضح الكاتب والباحث الأمريكي ستيفن ماكميلان، في مقال له بموقع جلوبال ريسيرش البحثي الكندي، أنه من إجراءات ترامب الاستفزازية لإشعال الحرب مع روسيا، هي تسليم القوة العسكرية الأمريكية الضوء الأخضر؛ لفعل ما تريد، بدءًا من استخدام الفسفور الأبيض بسوريا والعراق، إلى إرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان.
وتساءل ماكميلان عن السبب الحقيقي لإسقاط مقاتلة أمريكية لطائرة سورية، لافتًا إلى تبرير الولايات المتحدة- التي دخلت سوريا بشكل غير قانوني- بأن الطائرة السورية، كانت تستهدف قوات تدعمها واشنطن، بينما ردت الحكومة السورية بأن الطائرة كانت في مهمة ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي (الذي صعد بفضل الدعم الأمريكي).
ولفت الكاتب إلى رد روسيا على العمل العسكري الأمريكي غير القانوني، قائلةً على لسان رئيس لجنة الاتصالات السياسية الروسية "أليكسي بوشكوف" إن ما حدث إجراء من إجراءات الحرب.
كما قال نائب وزير الخارجية الروسي "سيرجي ريابكوف": «نعتبر هذه الضربة استمرارا لنهج الأمريكيين المبني على تجاهل أحكام القانون الدولي». وتساءل: «ما هو إلا عدوان؟ إنه دعم للإرهابيين أنفسهم الذين تحاربهم الولايات المتحدة بادعاءاتها حول سياستها لمكافحة الإرهاب».
استغلال سوريا
ومع تصاعد التوتر إلى مستويات جديدة، حذرت روسيا الولايات المتحدة من تعقبها لطائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن التي تحلق غرب نهر الفرات كأهداف محتملة.
وحذر الكاتب من احتمالية أن يكون هدف الولايات المتحدة من إسقاط المقاتلة الشهر الماضي هو استفزاز سوريا لترد عسكريًا، ما يوفر لها مبررًا بغزو الولايات المتحدة وحلفائها لسوريا بشكل كامل وشامل.
مواجهة مباشرة
وتوقع ماكميلان أن تكون تلك الضربة الأمريكية مخططًا لإثارة موسكو كي ترد على واشنطن على أرض سوريا، حيث تبدأ حربا ساخنة، وتستبق الولايات المتحدة بهحوم نووي على روسيا.
واستشهد الكاتب بما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني عن اقتراب روسيا والولايات المتحدة بالفعل من مواجهة مباشرة في سوريا، في وقت سابق من العام الجاري، بعدما أطلقت الأخيرة 59 صاروخًا من طراز توماهوك على مطار سوري.
قبل أي حرب، تحرص الدولة على شيطنة الهدف في أعين الشعب بتدشين حملات مناهضة، مثلما فعلته الولايات المتحدة والدولة الغربية المناهضة لروسيا على مدى السنوات القليلة الماضية.