رئيس التحرير
عصام كامل

عفيفى يشعل حرب العائلات في الصعيد بقرار "مجالس إعمار المساجد" .. مؤسس مسجد الفتح بأسيوط : أتوقع مشاجرات بالأسلحة الآلية داخل المساجد.. الشيخ الدسوقى أحمد: للقرار عواقب وخيمة على الدعوة

الدكتور طلعت عفيفي
الدكتور طلعت عفيفي وزير الاوقاف

علي الرغم من أنها الجهة الوحيدة المنوطة بتطوير الدعوة ، ونشر الإسلام ، الا ان غالبية قراراتها تؤدي الي عكس ذلك ، حتي ان قرار الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف بإنشاء مجالس ادارات إعمار المساجد ، أثار غضب لدى الائمة في الوزارة، او حتي عائلات الصعيد ، باعتبار ان هذا القرار سيعمل علي اثارة الفتنة ، ويجعل المساجد مكانا للصراعات القبلية والعائلية ، حتي ان بعض العائلات من الوجة القبلي هددت بغلق المساجد اذا اشرف عليها افراد من عائلة اخري ، ضمن قانون انتخاب مجلس ادارة إعمار المسجد.


ويوضح ذلك الدكتور خلف مسعود ، القيادي بحركة أئمة بلا قيود ، ان العائلات في الوجه القبلي لها طبيعة خاصة ، فكل عائلة تنشيء مسجدا خاصا بها ، يصلي فيه افراد العائلة ، ويعتبر رمزا لهيئة العائلة ، وبعد قرار الدكتور عفيفي بتشكيل مجلس ادارات للمساجد ، سيؤدي الي تحول المساجد الي ساحة للصراعات ، وستهدر الدماء ربما داخل المسجد ، لانه لن تقبل عائلة سيطرة افراد عائلة اخري علي مسجدها .
ومن جانبه يقول جمال سيد محمود, مؤسس مسجد الفتح بمدينة ابو تيج بمحافظة اسيوط ، انه لن يقبل بتسليم مسجده لأفراد من خارج العائلة للإشراف عليه ، مشيرا الي ان التعاون يتم بشكل رمزي ، وإنما بطريقة رسمية ، فهذا من المستحيل ، مشيرا لارتفاع مستوي الأمية بأسيوط ، ما سيرفع درجة الاحتقان والتحدي بين اهالي القرية, متوقعا وقوع مشاجرات بالأسلحة الآلية بداخل المسجد .
اما الدكتور حمدي أبو مساعد ، استاذ علم الاجتماع استاذ بجامعة اسيوط ، ومؤسس مسجد مكة المكرمة بقرية العزايزة مركز الغنائم ، بمحافظة اسيوط ، فيقول ان المسجد يمثل نظام اجتماعي ، له دور ايجابي في حل الخلافات والمنازعات بين افراد المجتمع ، ونظرا لمكانته الاجتماعية المرموقة ، لذلك تقوم العائلات الكبري ببناء المساجد ، وغالبا ما يمسي المسجد باسم العائلة ، لذا تشيّد المساجد بالصعيد ، هدفان اولهما انه يعطي وضع اجتماعي للعائلة ، والعمل علي محاربة الجريمة ، المتمثلة في " الثأر" ، والثاني " القيمة الاجتماعية " وذلك عبر رفع اسم العائلة ، بين عائلات القرية ، ويكون رئيس مجلس ادارة المسجد هو احد كبار العائلة ، اما مجلس الادارة فيشكل من شخص من كل منزل بالعائلة.
مؤكدا ان عمال المساجد غالبا ما يكونون ينتمون لنفس العائلة ، واذا ما حاول اشخاص من عائلة اخري ، اجبارهم علي تنفيذ اصلاحات او خلافة بالمسجد ، ستحدث مجازر لا يحمد عقباها .
اما الشيخ الدسوقي احمد مؤسس مسجد الرحمن بمنطقة الطب البيطري بقنا ، فيقول ان مجلس الادارة سيكون له عواقب وخيمة علي الدعوة بالمحافظة ، حيث ستتدخل الاهواء في السيطرة علي اموال الزكاة والتبرعات ، وسيسعي كل العائلات للسيطرة علي هذه الاموال التي ستقدر بآلاف الجنيهات شهريا ، وحينها ستتحول دور العبادة الي ساحة للصراعات بين العائلات
اللواء محمد عبد الفتاح عمر ,الخبير الأمني ، فحذر من خطر هذا القرار ، مؤكدا ان انتشار السلاح في محافظات الوجه القبلي ، لا يستخدم لسرقة المواطنين ، ولكن للدفاع عن النفس ، مؤكدا ان مواطني الصعيد ، بحوزتهم مختلف انواع الاسلحة النارية ، ابتداء من الطبنجات وحتي الآلي نصف الآلية والآلية ، والخرطوش ، وبنادق الصوت .
واذا حدث اختلافات حول اعضاء مجالس الإدارات من السهل استخدام الأسلحة النارية ، والتي ستتسبب في ازهاق الارواح ، مشيرا في الوقت ذاته ان مواطني الوجة القبلي لهم طبيعة خاصة ، فهم ينحازون للتعصب القبلي والعائلي .
الجريدة الرسمية