الجمعة في السيدة زينب «اليوم المقدس».. القرويون صيد ثمين للباعة
يد كبيرة تختبيء تحت قفاز جلدي غامق اللون، تتحرك بانسيابية وخفة، حاملة سكين صغير في يد، وثمرة التين الشوكي في الأخرى، يستقبل الأعداد الكبيرة التي تخرج من مسجد السيدة زينب، رجال وسيدات بصحبة أطفالهم.
تشير الطفلة بإصبعها الصغير إلى عربة التين وتهز ساق والدها في إلحاح أن يشتري لها، يستقبلهم أحمد، الفتى العشريني ذو الوجه الأسمر والملامح الصعيدية الجادة، لتبدأ مهمته التي جاء منذ الصباح الباكر لأجلها، "يوم الجمعة دايمًا مختلف والناس فيه كتير وبنكسب فيه بزيادة بتوصل لـ80 و90% عن باقي أيام الأسبوع، أغلب الزباين بيكونوا من الأرياف والصعيد جايين يزوروا السيدة".
أحمد خريج أحد المعاهد المتوسطة الذي عمل في أكثر من مؤسسة، حتى استقر به المقام أمام عربة تين شوكي عند مدخل مسجد السيدة.
أحمد خريج أحد المعاهد المتوسطة الذي عمل في أكثر من مؤسسة، حتى استقر به المقام أمام عربة تين شوكي عند مدخل مسجد السيدة.
في الساحة المحيطة بالمسجد، صوت الخطيب يعلو في المنطقة ليعلن بتسليمه انتهاء موعد صلاة الجمعة، الأقدام تهرول للخارج مسرعة، أصوات قاهرية وأخرى تحمل لَكنات صعيدية وريفية، تختلط مع صوت بائع التين الشوكي، ونداءات بائع الفخار و"القلل"، يحاول صوت مذياع بائع السبح أن يتخللهم وهو يصدر أناشيد لمجموعة من الأفراد يتغنون حبًا وتقربًا "لأم هاشم".
يوم الجمعة في محيط مسجد السيدة زينب، يبدو للوهلة الأولى أنه موعد المولد السنوي لذكرى السيدة، الحياة تدب بأقدامها بكل قوة في كل ركن بالمنطقة، وكأن البشر قد بُعثوا من جديد بعد صمت دام فترة خطبة الجمعة، حتى الباعة ما إن تنتهي الصلاة حتى تجدهم أخذوا مواضعهم المخصصة والحماس يملأ عيونهم وأيديهم.
يوم الجمعة في محيط مسجد السيدة زينب، يبدو للوهلة الأولى أنه موعد المولد السنوي لذكرى السيدة، الحياة تدب بأقدامها بكل قوة في كل ركن بالمنطقة، وكأن البشر قد بُعثوا من جديد بعد صمت دام فترة خطبة الجمعة، حتى الباعة ما إن تنتهي الصلاة حتى تجدهم أخذوا مواضعهم المخصصة والحماس يملأ عيونهم وأيديهم.
إنه "اليوم المقدس"، كما أطلقت عليه "أم حبيبة"، بائعة لعب أطفال وخردوات في ميدان السيدة زينب منذ أكثر من عشرين عامًا، "الرزق يوم الجمعة كتير كل البياعين هنا بتستناه ونفسهم الأسبوع كله يكون جمعة"، فرغبة سكان القرى والصعيد في المداومة على زيارة السيدة زينب تعد لهؤلاء الباعة "صيدًا ثمينًا"، يتلقفونهم فور انتهاء زيارة المسجد ومعالمه.
أما في المنطقة الجانبية للمسجد، تجد أبو خالد، الرجل الذي امتلأ وجهه بالتجاعيد، وتركت الشمس آثارها على بشرته القمحية، فهو الابن البار للمنطقة، خمسة وسبعون عامًا وهو يأتي يوميًا في السابعة صباحًا برفقته عربته الخشبية الصغيرة، وقد امتلأت بالأواني الفخارية والقلل والأزيار.
أما في المنطقة الجانبية للمسجد، تجد أبو خالد، الرجل الذي امتلأ وجهه بالتجاعيد، وتركت الشمس آثارها على بشرته القمحية، فهو الابن البار للمنطقة، خمسة وسبعون عامًا وهو يأتي يوميًا في السابعة صباحًا برفقته عربته الخشبية الصغيرة، وقد امتلأت بالأواني الفخارية والقلل والأزيار.
"أنا ساكن عند جامع عمرو بن العاص، كل يوم الصبح باجي هنا بعد ما اشتري البضاعة من منطقتنا، وأبيعها جنب الست أم هاشم"، خمس وسبعون سنة ولم يكل أبو خالد من هذا المشوار الثابت، اعتادت روحه على هذا المكان وألفه حتى أصبح كالسمك الذي إذا خرج من مياهه فقد حياته.