رئيس التحرير
عصام كامل

الغباء وتطهير القضاء


هل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها يتعاملان مع الشعب المصرى على أنه غبى ولا يفهم؟ هل هؤلاء يتصورن أنهم أذكى من الشعب؟ أم أنهم بحكم قلة خبرتهم يتصرفون كذلك؟ هل هم يفعلون ذلك بحسن نوايا نظرا لقلة الخبرة أم أن سوء النية والانتقام وحب السيطرة هو المتحكم فى تصرفاتهم اعتمادا على أن المصريين طيبون وينسون بسرعة؟ أقول هذا بمناسبة مظاهرة تطهير القضاء، أولا كلمة "تطهير" لا تليق بالقضاء المصرى الشامخ وإهانة لمؤسسة علّمَت وما زالت تُعلّم الدول العربية والأفريقية وكثيرا من دول العالم.

حينما كان القضاء ينصف الإخوان من ظلم وبطش النظام السابق كان قضاء عادلا ومنصفا وشامخا، حينما يكون القضاء سببا فى تواجدهم فى المؤسسات المنتخبة يكون عادلا وشامخا ونزيها، حينما كان سببا فى فوز مرشحهم بمنصب الرئاسة كان قضاء شامخا وعادلا ونزيها، ولكن حينما يقف القضاء ضد أطماعهم يكون فاسدا ويحتاج إلى التطهير، ليتهم يفعلون ذلك ولكن بشيء من الذكاء والحكمة.

منذ أيام قليلة خرج علينا مرشدهم السابق فى صحيفة (الجريدة) الكويتية وقال فى حوار صوتى -حاول إنكاره بعد ذلك- أنهم يجهزون قانونا لخفض سن التقاعد يسمح بنسف 3000 قاض، وكأنك تنسف حمامك القديم!! فيغضب القضاة ويقاضونه ضد هذه التصريحات المهينة، فتأمر جماعة الإخوان حزب الوسط أحد فروعها بطرح مشروع قانون للسلطة القضائية على مجلس الشورى الباطل.

كلها تصرفات ناس هواة غير محترفين فى عالم السياسية، يأتى ذلك تزامنا مع استدعاء محكمة الإسماعيلية لرئيس الجمهورية للشهادة فى قضية اقتحام السجون أثناء الثورة باعتباره أحد الهاربين من سجن وادى النطرون، وبإصرار رئيس المحكمة على طلبه هنا يصبح القضاء فاسدا بل يتلقى هذا القاضى تهديدا بالقتل.

القضاء أصبح فاسدا ويحتاج إلى التطهير لأنه يصحح القرارات الباطلة لمؤسسة الرئاسة مثل قرار تعيين النائب العام والدعوة لانتخابات البرلمان، وكذلك الحكم على رئيس الوزراء لأنه رفض تنفيذ حكم قضائى فى صالح الدولة، القضاء يحتاج للتطهير إذا حكم بحل جماعة الإخوان المسلمين.

إذا كان القضاء فاسدا فهذا معناه أن كل ما قام به يُعد باطلا بما فى ذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء على الدستور وحلف الرئيس لليمين أمام قضاة الدستورية، فى الواقع ليس فقط القضاء هو الذى يحتاج للتطهير من وجهة نظر الإخوان ولكن كل مؤسسة لا تسير على هواهم؛ حدث ذلك مع الأزهر والإعلام ويحاولون مع الجيش والمخابرات.

نحن مع تطهير كل مؤسسات الدولة وبالعناصر الأكفأ والأجدر وللصالح العام وليس من أجل خدمة الجماعة، وتعالوا نرى اختيارات الإخوان فى جميع الوظائف هل هم يختارون الأفضل والأكفأ؟ أمامنا مئات الأمثلة فى الوزارات والمصالح والهيئات لا والله إنهم يختارون فقط الأهل والعشيرة بصرف النظر عن الخبرة والكفاءة.

أما عن القضاء فهم يعلمون أن القاضى يحكم من خلال الأدلة التى أمامه وهذه الأدلة مهمة الشرطة، والتى لم يعد الإخوان يتحدثون عن تطهيرها، كنت أتمنى أن تكون دعوتكم من أجل تنفيذ أحكام القضاء فملايين الأحكام صدرت ولم تنفذ، وهذه أيضا مسئولية الشرطة التى لم تعودوا تتحدثون عن تطهيرها.

القضاء لديه من الآليات ما يستطيع من خلالها أن يلفظ أى عضو فاسد فى داخله والشعب يراقبه، ولديه طرق الطعن التى تصحح عوار أحكامه، الرحمة بهذا البلد فهو فى غنى عن معارك جديدة تشتت أبنائه وتمزق مؤسساته.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية