انفراد.. استراتيجية «الإفتاء» لمواجهة الإرهاب والتطرف.. رسوم متحركة وأفلام قصيرة لتوعية الشباب.. برنامج يكشف دورة بناء الإرهابي.. والقضاء على التطرف في مرحلة المهد وإنشاء مكتبة إلكترونية
من أجل مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وتفنيد حججه التي ينشأ عليها الإرهابيون، أعدت دار الإفتاء خطة إستراتيجية تتداخل مع المؤثرات التي يتأثر بها المتطرف، وذلك للقضاء على الفكر المتطرف في مهده قبل أن يتحول إلى عمل مسلح على أرض الواقع يستهدف أمن الوطن وحياة الأبرياء، وذلك من خلال عدد من الأطر والبرامج والخطوات التي يتم العمل بها وتطبيقها بشكل دقيق ومتوازن، عبر عدة محاور، تتمثل في تشريح دورة بناء الإرهابي، الذي يهدف إلى تشريح عقلية المتطرف ونفسيته.
والتداخل مع المؤثرات التي يتعرض لها ويتأثر بها، وإنشاء مكتبة إلكترونية عن التطرف والإرهاب، تعمل على إدخال عدد من العناصر الحديثة، منها موسوعة التكفير، ووحدة الرسوم والأفلام المتحركة، وكذلك إنشاء مجلة "Insight" للرد على الإصدارات التي تنشرها "داعش"، وتأتى هذه الجهود استمرارًا لما تقوم به دار الإفتاء من جهود لمحاربة التطرف والإرهاب من خلال "مرصد الفتاوى التكفيرية"... "فيتو"، بدورها، حصلت على الخطة التنفيذية لإستراتيجية دار الإفتاء لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأبرز ملامح تلك الإستراتيجية
أولا: مشروع "تشريح دورة بناء الإرهابي"
والذي يهدف إلى تشريح عقلية المتطرف ونفسيته، والتداخل مع المؤثرات التي يتعرض لها ويتأثر بها؛ سعيًا لوقف تسلسل تلك المراحل التي تؤدي بالمتطرف للتحول إلى عنصر إرهابي يسعى بكل قوة وعزيمة للإضرار بالغير نفسيًا ومعنويًا، وذلك من خلال عقد جلسات العصف الذهني لخبراء في مجالات علم النفس، والعلوم الشرعية وخبراء الأمن والمتخصصين في شئون الجامعات الإرهابية والراديكالية، إضافة إلى عدد من المتخصصين في تحليل السياقات السياسية والاقتصادية لدورة تشكيل الإرهابى، للخروج بدليل إرشادي يحتوي على إجابات محددة وواضحة فيما يتعلق بكيفية تشكيل العناصر الإرهابية وتكوينها، والمراحل التي يمر بها المتطرف، بداية من التشدد، ووصولًا إلى العنف والتفجير، وكيف يمكن وقف تلك المراحل، والأدوات الضرورية للتصدي لكل مرحلة، والخيارات المطروحة للتعامل مع المتطرفين والتكفيريين.
الهدف منه
ويهدف ذلك المشروع إلى إعداد دليل استرشادي يوضح كيف ينشأ الإرهابي والمراحل العامة التي يمر بها والمسارات التي يقطعها، وصولا إلى تنفيذ العمل الإرهابى وممارسة العنف والعمليات الانتحارية، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة في هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك، إضافة إلى المدركات والمفاهيم المُعتَقَدة والمتداولة في عقلية المتطرف والتي تؤدي دروها في دفعه نحو التحول إلى إرهابي ينتظر الفرصة ليوقع القتلى والجرحى.
والجمهور المستهدف من ذلك، هم متخذو القرار من المهتمين بمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، وجهات التحقيق في قضايا التطرف والإرهاب، وهم المعنيون أيضا بشئون الدعوة والقيادات الدينية وأئمة المساجد الإسلامية في الداخل والخارج، وكذلك فئة الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة واستهدافًا من قبل التنظيمات والجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى دوائر البحث داخل العالم الإسلامي وخارجه والجامعات، والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بنشر السلام العالمي، وكذلك منظمات المجتمع المدنى العاملة في الحقل الاجتماعى والسياسي والثقافي.
ثانيا: مشروع مكتبة إلكترونية عن التطرف والإرهاب..
وتقوم تلك الخطوة على بناء وتكوين مكتبة إلكترونية ضخمة عن التطرف والإرهاب باللغتين العربية والإنجليزية، تضم أحدث الإصدارات والكتب والدوريات وتقارير مراكز البحث الأجنبي المختصة بمعالجة التطرف والإرهاب، كما تضم المكتبة كل الإصدارات والكتب والمقالات والمواد الصوتية والفيديوهات الصادرة عن الجماعات المتطرفة والإرهابية في مصر وخارجها، لتكون عونًا على فهم التطرف فكرًا وسلوكًا، ومن ثم التعاطي البناء والصحيح معه.
• موسوعة التكفير
ومن ضمن بنود الإستراتيجية أيضًا موسوعة التكفير، باللغتين العربية والإنجليزية، تتناول كل الموضوعات والقضايا والشبهات التي تستند إليها الجماعات المتطرفة، وترد عليها بأسلوب علمى وشرعى رصين، على أن يتم إتاحتها لكل المتخصصين والمفكرين وصناع القرار.
• وحدة الرسوم المتحركة والأفلام القصيرة
وهى الوحدة التي أنشئت بقرار من الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، وهى وحدة تكنولوجية متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة وقصيرة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة، خاصة فئات الشباب، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير.
• مجلة Insight
ويأتي الهدف من إنشاء تلك المجلة هو عدم اقتصار الإستراتيجية على مواجهة التطرف في الداخل فقط، بل تخطته لتصل إلى الخارج وإلى غير الناطقين بالعربية، سواء المسلمين أو غير المسلمين، وقد أصدرت الدار تلك المجلة ثمانية أعداد، وذلك للرد على مجلتى "دابق" و"رومية"، اللتين يصدرهما تنظيم "داعش" الإرهابى باللغة الإنجليزية، وتتناول ردودًا علمية وتفنيدًا شرعيًا لكل الشبهات الواردة في إصدارات تنظيم "داعش".
• إغراق إلكتروني برسائل مضادة للتطرف والإرهاب
كما ترتكز إستراتيجية الدار على الإغراق الإلكتروني للرسائل المضادة للمتطرفين ومخاطبة وسائل الإعلام العالمية والتعاطي البناء معها لنشر مقالات وحوارات ولقاءات للمفتى، لإزالة اللبس الذي علق بأذهان الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة، عن الجهاد والخلافة وتطبيق الشريعة وعلاقة المسلم بغير المسلم، بل القيم العليا والمحاكمة في الإسلام، التي تنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وتقديم الرؤية الوسطية للتعامل في التطرف فكرًا وشخصًا.
ونعرض فيما يلي الخطة التنفيذية لإستراتيجية دار الإفتاء لمكافحة التطرف والإرهاب
أولًا: مخاطبة العالم الخارجي لبيان موقف الإسلام ضد التطرف والإرهاب، وذلك من خلال عدد من العناصر، منها التواصل مع الصحف العالمية الإنجليزية والفرنسية والألمانية لنشر مقالات للمفتى، وكذلك مواصلة إصدار مجلة (insight) للرد على مجلتى "دابق" و"رومية"، والتي يصدرهما تنظيم "داعش" باللغة الإنجليزية، وتتناولان ردودًا علمية وتفنيدًا شرعيًا لكل الشبهات الواردة في إصدارات "داعش"، وكذلك من خلال إبراز العلاقة بين الإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا.
ويكون تنفيذ تلك العناصر من خلال مكتب المفتى والمركز الإعلامي ووحدة الترجمة بالدار، وكذلك مرصد الإسلاموفوبيا، وذلك خلال المدة من أغسطس 2017، إلى منتصف أغسطس 2018، على أن يكون المركز الإعلامي للدار هو المسئول عن تنفيذ ذلك.
ثانيًا: الإغراق الإلكترونى للرسائل المضادة للمتطرفين، ومخاطبة وسائل الإعلام العالمية، وذلك من خلال نشر حوارات ولقاءات للمفتى بالعربية وغيرها من اللغات، وكذلك نشر ألف رسالة موجزة تحوى محتوى بديلا للتطرف، وذلك من خلال مكتب المفتى، والمركز الإعلامي ووحدة الترجمة، وصفحة الدار الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وذلك في الفترة من أغسطس 2017، إلى منتصف أغسطس 2018، على أن يكون المركز الإعلامي هو المسئول عن المتابعة.
ثالثًا: الوصول لشرائح متنوعة من الشباب من خلال الوسائل الأكثر جاذبية وانتشارًا لمواجهة التطرف في مهده، وذلك من خلال إنتاج أفلام رسوم متحركة وقصيرة عن دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة، من خلال وحدة أفلام الرسوم المتحركة، وذلك في الفترة من أغسطس 2017 إلى منتصف أغسطس 2018، على أن يكون المركز الإعلامي هو المسئول عن المتابعة.
رابعا: تفنيد شبهات المتطرفين والإرهابيين وتقديم العون على فهم التطرف فكرًا وسلوكًا، ومن ثم التعاطي البَنّاء والصحيح معه، وذلك من خلال إصدار موسوعة لقضايا التكفير باللغتين العربية والإنجليزية وتحديثها بشكل نصف سنوي، تتناول كل المواضيع والقضايا والشبهات التي تستند إليها الجماعات المتطرفة، وترد عليها بأسلوب علمى وشرعي رصين، وكذلك من خلال مواصلة تطوير وتنمية مكتبة إلكترونية ضخمة عن التطرف والإرهاب باللغتين العربية والإنجليزية، تضم أحدث الإصدارات والكتب والدوريات وتقارير مراكز البحث الأجنبي المختصة بمعالجة التطرف والإرهاب، على أن تضم المكتبة كل الإصدارات والكتب والمقالات والمواد الصوتية والفيديوهات الصادرة عن الجماعات المتطرفة والإرهابية في مصر وخارجها.
ويتم تنفيذ ذلك من خلال أدوات الأبحاث الشرعية، ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وكذلك مرصد الإسلاموفوبيا، والمرصد الإعلامي، وذلك في الفترة من أغسطس 2017، وحتى منتصف أغسطس 2018، على أن يكون المركز الإعلامي هو المسئول عن تنفيذ تلك الخطوات.
"نقلا عن العدد الورقي"...