صورة ياسين!
أدرك أن "خير الناس أنفعهم للناس" كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي قال أيضا "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" فطاف محافظات الإقليم الذي ينتمي إليه يسأل الناس عن حاجاتهم ليس ليستغلها ويستغلهم ويوظفها سياسيا إنما ليختار طريقًا آخرًا هو أن يرفعها بنفسه لرئيس البلاد وحكومتها!
كان يمكنه أن يلعن حظه وما أصابه وربما لو فعل ذلك لالتمس له البعض عذرا من بعد عذر.. وكان يمكنه أن يعتصم ببيته طالبا العزلة رافضا المجتمع بعد ما ألم به.. ولو فعل لالتمس له أيضا كل من يعرفه ألف عذر وعذر.. وكان يمكنه أن يسيء فهم التصوف ويعتزل الناس يصلي ويصل الليل بالنهار بين يدي الله، لكنه فهم أن الدين الحقيقي لا يعرف العزلة إنما يعرف الاستخلاف في الأرض!
إنه ياسين الزغبي الفتى الأول لمؤتمر الشباب بالإسكندرية ونجمه الذي خطف الأضواء حوله عن استحقاق كامل.. ضغطت عليه آلامه الخاصة في الاتجاه الصحيح فانطلق يحمل هموم غيره، فسار هنا وهناك سعيا بين محافظة وأخرى يحمل هموم الناس ويرفعها لولي الأمر..
لم يرفع مسألة شخصية ولا مطلبا خاصا.. لم يراجع مطلب ولم يتدخل برأيه في مظلمة.. ولم يتفنن كغيره بالتدخل فيما لا يعنيه مع من حملوه أماناتهم فكان رسولا عليه البلاغ وتأدية الأمانة فأبلغها وأداها وهو بين هذه وتلك لم تغب ابتسامته رغم أوجاع لا تحتمل!
ياسين الزغبي- الذي قدمه الإعلامي الكبير أسامة كمال قبل 3 سنوات- أبدع في الخير.. وفي حب بلده وشعبه ولم يبتدع في الشر ليطلق الرصاص ويفجر القنابل ويشعل النيران في مؤسسات الوطن.. ليؤكد قوله تعالى "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر" ويؤكد قوله تعالى" قل لا يستوي الخبيث والطيب".
استدعاء صورة ياسين بهمته وإصراره وصبره وحماسه وطموحه وابتسامته إلى أذهان شباب مصر كفيلة لتثبت أن الكثيرين من شباب مصر بخير ولا ينقصهم إلا طاقات تتفجر شرط أن تجد صدى وليس كمن تطلق صراخها في صحراء جرداء لا أذن فيها تسمع ولا عين تبصر.. وقد كان لصدى فوريا حتى إن الرسائل التي حملها ياسين وما فيها من طلبات تحولت إلى قرارات في قمة الشباب بالإسكندرية.. وهي قرارات لرئيس الجمهورية ويمكننا أن نقول اختصارًا إنها قرارات جمهورية تشجع على ظهور آلاف مثله.. مثل ياسين الزغبي.. فلا تترددوا!
تحية لياسين الزغبي.. ولمن شجعه.. ولمن احتضنه.. ولمن استمع إليه.. ولمن استجاب له!