رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الطلمبات الحبشية بديلة لمياه الشرب في بني سويف.. «تقرير»

فيتو

تشهد مراكز وقرى بني سويف، إقبالًا من المواطنين على شراء "الطلمبات الحبشية" عقب تَكرار انقطاع مياه الشرب في بعض القرى وتلوثها بمياه الصرف أخرى، الأمر الذي أجبر الأهالي على اللجوء للطلمبات الحبشية لاستخراج المياه الارتوازية لسد احتياجاتهم، رغم تحذيرات الأطباء بعدم الاعتماد على مياه الطلمبات في المأكل والمشرب، لعدم معالجتها، لكن الأهالي ضربوا بتلك تحذيرات عرض الحائط، مع الانقطاع المتكرر للمياه في قرى المحافظة وصعوبة وصولها للأدوار العليا في المدن.


انقطاع دائم
«فيتو» التقت عددا من أهالي المحافظة الذين أكدوا تجاهل المسئولين لأزمتهم فيقول عبد الرحمن منصور، مدرس، بقرية ميانة بمركز إهناسيا: نعاني من الانقطاع الدائم والمستمر لمياه الشرب ونستخدم الطلمبات الحبشية كبديل؛ فالمياه تأتي بشكل ضعيف لمدة ساعة فقط يوميا كما أنها غير صالحة للشرب.

الإصابة بالأمراض
وأضاف سيد عبد الونيس، مزارع، من نفس القرية: "لا نرى مياه شرب نهائيا في المنازل، مما يضطرنا لاستعمال المياه الجوفية عن طريق الطلمبات والمختلطة بمياه الصرف الصحي، ونتج عنها إصابة العشرات بأمراض الفشل الكلوي والكبدي والمعدية".

الفناطيس
وقالت منى محمد جابر، موظفة بالزراعة، من قرية مازورة بمركز سمسطا موجهة كلامها للمسئولين: "أغيثونا من الانقطاع الدائم للمياه فلا توجد قرية بالمحافظة لا يوجد بها مياه للشرب وعندما نشكو للمسئولين يتم إرسال فنطاس أو اثنين مياه، ثم تعود إلى ما كانت عليه، ونطالب المسئولين بوضع حل سريع وتوفير المياه بصورة آدمية".

مأساة متكررة
وقال جابر إبراهيم حسني، محام، مقيم بمدينة إهناسيا: نعاني من الانقطاع المتكرر للمياه، خاصة أحياء الشهداء والبوسطة القديمة والدكروري والمنطقة المحيطة بالمستشفى المركزي وكفر الخليدي وعزبة الصفيح، ويستمر الانقطاع لأكثر من خمسة أيام في المرة الواحدة، وعندما تعود المياه تكون مختلطة بروائح كريهة لا نعرف سببها.

قلة المحرومة
وقال إبراهيم رفاعي، من قرية "قلة" بمركز إهناسيا: قريتنا من أكثر قرى محافظة بني سويف حرمانًا من توصيل خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب ومياه الري والطرق، ولهذا فهي قرى طاردة للسكان ومن يمر عليها يظن أنه عاد ثلاثين عامًا إلى الوراء، بسبب ما تعانيه من نقص للخدمات.

تلوث المياه
وأضاف حسني فتوح هريدي، مهندس زراعي، من قرية دلهانس بالفشن: مشكلتنا تتلخص في انقطاع المياه لفترات طويلة تصل لعدة أيام فنستخدم الطلمبات الحبشية لكن الأمر يكون صعبًا لأن مياهها مُضرة للصحة وسرعان ما تتعفن الأمر الذي يضطرنا إلى شراء زجاجات مياه معدنية، متسائلا: "إلى متى سنظل هكذا؟".

المياه المعدنية
وقال مختار حسنين، موظف بالاتصالات، من قرية بني مؤمنة بمركز ببا: نضطر لاستخدام مياه الطلمبات الحبشية بسبب الانقطاع المتكرر للمياه، على الرغم من تَكرار شكوانا للمسئولين لكن لا حياة لمن تنادي وأنا لا أستطيع شراء المياه المعدنية".

مساجد بلا مياه
وأشار مصطفى محمود، محاسب، من مركز الفشن، إلى أن مياه الشرب انقطعت عن قريته "كفر درويش" منذ مساء أمس وحتى الآن.. 24 ساعة دون إخطار المواطنين، مضيفًا: المشكلة إن الأهالي لم يستعدوا لذلك وفوجئوا بقطع المياه دون سابق إنذار وبسبب ذلك لا نجد مياه نشربها أو نستخدمها في المنازل، حتى المساجد أعلنت أنه من يريد الصلاة عليه أن يتصرف في مياه للوضوء.

صدقة جارية
وقال محمود العسيلي، نقاش، بمدينة إهناسيا: توفي أحد أقاربي ورفض أبنائه إقامة سرادق للعزاء وأتفقنا على توجيه تكلفة العزاء في عمل خيري يكون بمثابة صدقة جارية على روحه، وبعد تشاور حول احتياجات المنطقة اتفقنا على عمل "طلمبة" بموتور رفع مياه تساعد الأهالي على إحتياجاتهم من المياه، خاصة مع تَكرار الانقطاع.

زيادة سعة المحطات
بدوره أكد المهندس محمد سعيد نشأت، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، أنه يجري حاليًا تنفيذ عدد من مشروعات التطوير لمحطات مياه الشرب بمراكز وقرى المحافظة، للقضاء على مشكلة ضعف المياه خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد الانتهاء من رفع سعة عدد من المحطات بالقرى.

تشريع لمنع الطلمبات
من جانبه قال أحد قيادات مديرية الصحة ببني سويف، فضل عدم ذكر اسمه: ليس من صلاحياتنا قانونا أن نمنع الأهالي من استخدام الطلمبات الحبشية، على الرغم من خطورتها على حياتهم، ولكن الحل في انتظام مياه الشرب من خلال محطات الشركة وصيانة الشبكات منعًا لتَكرار الانقطاع، لافتًا إلى أن اعتماد الأهالي على مياه الطلمبات في المأكل والمشرب سيؤدي حتمًا لإصابتهم بالأمراض الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية تتطلب تكاتف كافة الأجهزة، مطالبًا أعضاء مجلس النواب بتشريع قانون يمنع استخدام هذه الطلبات التي تسبب الفشل الكلوى وأمراض الكبد.
الجريدة الرسمية