رئيس التحرير
عصام كامل

حائط البراق.. قبلة الطامعين في رضا اليهود.. زاره «أوباما» و«ترامب».. «بوتين» داعب به أحلام الصهاينة.. ارتداء «القلنسوة» عربون للصفقات السياسية.. ورئيس وزراء إثي

فيتو

"حائط البراق" هو أحد أهم المواقع الإسلامية المقدسة لدى المسلمين، فمنه عرج الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" إلى السماء؛ ولكن تحاول دولة الاحتلال الصهيوني بشتى الطرق تهويده؛ فتارة تزعم أنه يعود إلى عهد الملك سليمان، وتارة تقرر أنه موقع لصلاتهم التي تأخذ شكل البكاء والانحناء وبالتالي حولت اسمه إلى "حائط المبكى"، وتارة تحول المدرسة التنكزية بالمسجد الأقصى الذي يحيط به الحائط غربًا إلى كنيس ومقرات شرطة.


المصالح الخاصة
وكما يحرص رؤساء وسياسيو بعض الدول على زيارة حائط البراق لأغراض وأهداف ومصالح خاصة، تحرص أيضًا دولة الاحتلال إسرائيل على أن يمر زوارها من الرؤساء والسياسيين رفيعي المستوى بالحائط لتؤكد للعرب والمسلمين والعالم أجمع تهويده رغم تأكيد لجنة دولية مختصة بأنه والمنطقة المحيطة به ملك للمسلمين، وآخر الرؤساء الذين زاروه هو "دونالد ترامب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحليفة الأولى لتل أبيب.

القلنسوة اليهودية
وأصبح "دونالد ترامب"، أول رئيس أمريكي يزور حائط البراق في منصبه، وحرص على ارتداء القلنسوة اليهودية السوداء، ووضع يده اليمنى على الحائط، ثم وضع ورقة بين حجارة الحائط، وعادة ما تتضمن الأوراق صلوات أو أمنيات، بحسب التقليد المتبع.

"ترامب" من أكبر داعمي دولة الاحتلال، حتى قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة، والدليل كشفت عنه صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية يوم 4 مايو الماضي، عندما ذكرت أنه لم يعارض في الماضي نقل اليهود الإسرائيليين من الأراضي المحتلة أثناء الحرب وإعادة توطينهم في أراض أخرى، مشيرةً إلى تدوين اسمه على جدار المتبرعين لإعادة توطين الإسرائيليين الذين كانوا يعيشون في سيناء وطُردوا منها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي بموجب اتفاقية السلام الموقعة مع مصر عام 1979، حيث حرص ترامب على التأكيد والتعبير عن ذلك من خلال التوجه إلى موقع الحائط بمفرده، دون أن يرافقه أي مسئول إسرئيلي، وتوجه معه فقط الحاخام "شموئيل رابينوفيتز" المسئول عن حائط البراق الذي يقع في القدس الشرقية وتقر الولايات المتحدة ودول العالم بأنها أرض فلسطينية محتلة.

قطعة أرض أمريكية
وبما أن إسرائيل هي قطعة أرض أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، يحرص المرشحون لرئاسة الولايات المتحدة على إثبات ولائهم للإسرائيليين، مثلهم مثل الأمريكيين، من خلال زيارة تل أبيب وبالتأكيد حائط البراق- أو حائط المبكى كما يزعمون- أثناء حملاتهم الانتخابية مثل الرئيس السابق باراك أوباما عام 2008 عندما وضع هو الآخر ورقة صلاة بين أحجار الحائط، وسبقه في ذلك الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2005، وقبله "بيل كلينتون".

وعلى الرغم من عدم زيارة "أوباما" للحائط خلال حملته الانتخابية الثانية عام 2012 وزيارته من قبل المرشح الجمهوري المنافس آنذاك "ميت رومني"، تزامنًا مع الجولة التي يقوم بها في إسرائيل لحشد دعم الأصوات اليهودية قبل بدء الانتخابات، إلا أن استطلاعات الرأي أشارت إلى تفضيل يهود أمريكا لأوباما، وبالفعل فاز الأخير بولاية ثانية.

بوتين والصهاينة
أما الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سعى منذ توليه الحكم عام 2000 لتطوير العلاقات مع إسرائيل من أجل زيادة الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط بعدما تخلى عنها سلفه بوريس يلتسن للتركيز على الشئون الداخلية، فأثارت زيارته لحائط البراق، عام 2012، استياء الدول العربية والإسلامية لتصريحه بأن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس.

معلم إسلامي
وعلقت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" على تصريحه، قائلة: "نقول لبوتين إن حائط البراق هو وقف ومَعلَم إسلامي خالص، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا حق لغير المسلمين في هذا الحائط أو في المسجد الأقصى المبارك، وكل الحقائق التاريخية والوثائق الدولية تؤكد إسلامية حائط البراق، ومنها لجنة شو البريطانية".

وآخر المسئولين الذين زاروا حائط البراق، وصلوا أمامه بالقلنسوة اليهودية حتى يومنا هذا، هو رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين الذي سافر إلى دولة الاحتلال للقاء نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم 5 يونيو الماضي، عندما أشاد بـ "العلاقات التاريخية" بين بلاده وإسرائيل، مشددًا على دعم بلاده لدعوة إسرائيل إلى قارة أفريقيا وتعزيز العلاقات بينهما، فضلا عن مواجهة البلدين التحديات المشتركة في محاربة الإرهاب، والتطرف، وتغير المناخ.

وتزامنت زيارة هيلي ماريام ديسالين لإسرائيل مع الذكرى الخمسين لاحتلال الصهاينة للقدس الشرقية وسيطرتهم بعد ذلك على حائط البراق عام 1967.
الجريدة الرسمية