إذا الأقصى يوما أراد الحياة!
انتصر الأقصى بشبابه ومرابطيه ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.. انتصر الأقصى عندما تخاذلنا عن نصرته.. انتصر بقلوب طاهرة وعزائم صلبة وضمائر حية.. انتصر دون وقفة عربية واحدة.. انتصر بعد أن دفع الكيان المحتل ثمنا باهظا.. وقبل أن ينتصر تعرت قوى الظلم والطغيان وحوصر قادة الاحتلال في مواقعهم.. وقبل أن ينتصر فضح جيش الاحتلال وساسة الاحتلال ومفكري الاحتلال.
انتصر دون أن نزحف إليه بالملايين بعد أن زحف أصحاب الزحف وأصحاب القوة الحقيقية وأصحاب الإرادة العربية الخالصة.. انتصر شباب فلسطين الأبية بأجسادهم في مواجهة المدفع والصاروخ والبندقية.. انتصر شباب فلسطين العزيزة دون مدد من عواصم عربية.. انتصر بإرادة إنسانية لا تعرف الهوان ولا الاستسلام.. انتصر دون أن نمدهم بالقنابل.
تحولت الإرادة الفلسطينية إلى قنبلة لا تلين.. امتلأت الأرض المحتلة بالأبطال والفدائيين وحاصروا القوة الغاشمة في مربع الذل والهوان.. تراجع الاحتلال بعد أن عرف أن أصحاب الحق ليسوا بحاجة إلى أمم متحدة ولا إلى عالم عربى صامت.. صمدوا وحدهم بأطفالهم وشبابهم وشيوخهم.. صمدوا بنسائهم ورجالهم.. صمدوا في مواجهة القهر فقهروه.. تحولوا بين لحظة وضحاها إلى مقاتلين بالإرادة بعد أن رفضوا الهوان.
أثبت أبطال فلسطين المحتلة أن الحق أقوى من كل الأسلحة وأن الثورة الحقيقية لا تخمدها نيران أو دبابات أو طائرات.. أثبت الشارع الفلسطيني أنه لا يزال ينبض.. أثبت أشقاؤنا أنهم قادرون وحدهم على الوقوف في مواجهة الصمت العربى وفي مواجهة الخزى الدولى وفي مواجهة ضعف الجبهة السياسية الداخلية.
أثبت الشعب أنه الأجدر بعيدا عن صراع السلطة.. بعيدا عن لعبة الكراسى.. بعيدا عن معارك حماس الوهمية وتخاذل السلطة.. بعيدا عن عون لم يأت.. وبعيدا عن "شهدا بالملايين..ع القدس رايحين".. بعيدا عن الشعارات والهتافات ولغة التجار.. انتصر الشعب وحده.. قاد نفسه بنفسه.. خاض الحرب بلا هوادة.. قاد الأمة العربية إلى نصر جديد.. انتصروا وحدهم بالزحف تحت أصوات القنابل ودانات المدافع.. انتصروا واستعادوا أقصانا وأزالوا عنا خزيا وعارا يطاردنا.. انتصروا وما أعظم أن تنتصر عندما يحاصرك الأشقاء قبل الأعداء.