أطرف تصريحات وزراء التموين.. جودة عبد الخالق: بعض مفتشي التموين «ذمتهم أستيك».. أبو شادي: كرسي وزير التموين مكتوب عليه متهم.. وخالد حنفي: «كيلو اللحمة بجنيه والفرخة بـ75 قرشا»
تلاحق خفة الدم المصريين أينما كانوا حتى لو كانوا مسئولين كبار، حيث احتل وزراء التموين بعد ثورة 25 يناير المركز الأول في إطلاق التصريحات النادرة والطريفة التي شغلت تفكير المصريين لفترات كبيرة.
وتعاقب على منصب وزير التموين 7 وزراء منذ الإطاحة بحكومة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، منهم 6 وزراء تخللت أحاديثهم نوادر طريفة عكست المشكلات التي تواجه كل منهم في إطار كوميدي.
جودة عبد الخالق
وقال الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، القادم من ميدان التحرير صاحب الفكر الاشتراكي:" لو فشلت في مهمتي سأعود إلى الميدان مرة أخرى".
وتنازل عبد الخالق عن الكثير من التقاليد التي ترتبط بروتوكوليا بطبيعة المنصب عندما استقل الأتوبيس وهو يرتدي ملابس الكاجول للذهاب إلى شون وصوامع القمح بالمحافظات مع قيادات الوزارة والصحفيين.
وله أيضا نوادر كثيرة منها أنه أجاب على فكرة طرح المكرونة لتعويض نقص الأرز بأنه ليس وزير المكرونة، وأكد أنها من أفكار الوزير السابق له الدكتور علي المصيلحي، كما انتقد مفتشي التموين بحدة عندما قال: "بعضهم ذمته أستيك وبنصف أستيك" لتعكس هذه العبارة الخلل في منظومة الرقابة التموينية المفترض فيها نزاهة الوظيفة العامة والحياد والشفافية وعدم التكسب من منظومة الدعم السلعي.
أبو زيد محمد
وتولى المهندس أبو زيد محمد أبو زيد المنصب خلفا لجودة عبد الخالق الذي رفض العمل مع حكومة الإخوان الإرهابية بعدما كانت تستهدف تسييس الدعم عن طريق حزب الحرية والعدالة، ولم يستمر أبو زيد طويلا في منصبه لكونه كان مجرد "بروفة" للأخوان.
باسم عودة
وتولى الدكتور باسم عودة منصب وزير التموين في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وقال: "إن 30 يونيو زي 30 يوليو أو أغسطس" ردا على موقفه من ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بالإخوان إلى غير رجعة.
أبو شادي
وجاء الدكتور محمد أبو شادي خلفا لباسم عودة ليجد الأرصدة الإستراتيجية من السلع الأساسية خاوية والقمح لا يكفي سوى شهرين رغم مزاعم الإخوان أنه يكفي لمدة 6 أشهر وكذلك الزيت لا يكفي سوى أيام معدودات ليصلح ما أفسده الإخوان.
وقال أبو شادي في إحدى تصريحاته :"مكتب وزير التموين مكتوب عليه متهم"، أشار إلى اتهام وزير التموين بالمسئولية عن أي أزمة، كما أن له تعليقا آخر طريفا عندما أعلن عن التسعيرة الاسترشادية للخضروات والفاكهة كل خميس من كل أسبوع ليقع في تصادم مع أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، الذي اعترض عليها لكونها تخلق سوقا سوداء ليرد أبو شادي قائلا" سودة سودة".
خالد حنفي
ويعد الدكتور خالد حنفي الذي تم الإطاحة به على خلفية توريد القمح الوهمي من أكثر وزراء التموين الذين أحدثوا نقلة نوعية في منظومة الدعم من خلال صرف مقررات سلع البطاقات والخبز بالبطاقات الذكية رغم المشكلات التي تحاصر المنظومة إلا أن من أندر طرائفه "سلع الخبز" غموس المصريين وكيلو اللحم بجنيه والفرخة بـ 75 قرشا " مما أثار جدلا في الشارع المصري.
وأكد الوزير أن كيلو اللحوم المستوردة بـ 29 جنيها ويدفع المواطن جنيها من البطاقة بعد تحديد الدعم النقدي له بـ15 جنيها إذا كان بالبطاقة فردين كما أن الفرخة البرازيلية في عام 2014 كانت بـ 14 جنيها و25 قرشا ويحصل عليها صاحب البطاقة بـ 15 جنيها.
علي المصيلحي
ولم يكن محمد علي مصيلحي الشيخ، بأسعد حظا من سابقيه، بعدما تولى المنصب ليواجه أزمات عدة منها إصابة القمح بفطر الأرجوت وقرار منع الاستيراد وأزمة نقص السكر وارتفاع أسعاره وتجاهل القطاع الخاص بعد تعويم سعر الجنيه ليكشف عن نوادره بكلام له مدلول " القطاع الخاص أعطاني ظهره" بعد امتناعه عن استيراد السكر.
أما الدكتور علي المصيلحي وزير التموين الحالي، فما أكثر نوادره وتعليقاته حول مختلف قضايا الدعم والأسعار بلغة فيها تهكم في كثير من الأحيان ومنها عندما اشتكت له سيدة من ارتفاع أسعار الطماطم في إحدى جولاته الميدانية على المجمعات والمطاحن فقال لها " أنت فلاحة واطبخي بالصلصة بدلا من الطماطم".
ولنوادر وزراء التموين تفسيرا لدى الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، مردها إلى الخلفية الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للوزير.
وأضاف أنه بجانب الضغوط اليومية والنفسية التي تحاصره من المواطنين لكون التموين وزارة حساسة يجد المصريون في التوجه اليها قبلة تساعدهم على الحياة من خلال الدعم والرقابة على الأسواق خاصة أن الإصلاحات الاقتصادية الرأسمالية تؤثر على الفقراء ومحدودي الدخل فيذهبون للضغط على التموين بما يجعل الوزراء يخرجون عن التقاليد والطقوس التي يتطلبها المنصب للتنفيس ببعض الكلمات التي تعد ذات مغزى وتحمل مؤشرات عن الأزمات التي تسعى الوزارة لحلها لكونها تمس المصالح المباشرة للمصريين التي تعد وزارة "الغلابة" كما يسمونها.