رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية 2013 .. ظلام يا مصر.. والسبب "مرسى وقنديل".. المهندس عوض الكريم: السد الإثيوبى أثر بالسلب على "العالى".. المهندس محمد رشاد: صيانة السد فى خطر

خزان أسوان - صورة
خزان أسوان - صورة أرشيفية

انخفاض منسوب مياه النيل يوميا بشكل مخيف وللشهر الرابع على التوالى، وبمعدل كبير، وانخفاض المياه المنصرفة خلف خزان أسوان بالتتابع من 140 مليون متر مكعب إلى 70 مليون فقط، أمران خطيران للغاية على مستقبل مصر والمصريين ، خاصة وأن الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة، تجاهل ملف مياه النيل تماما برغم أنه كان يتولى حقيبة وزارة الموارد المائية والرى قبل توليه رئاسة الحكومة، ويكفى للتدليل على المخاطر الكارثية أن خبراء يتوقعون تقلص كهرباء مصر من السد العالى من 17% إلى 10% بالتزامن مع توقعات لخبراء بالمركز القومى لبحوث المياه بأن يحل الظلام على أجزاء كبيرة على مصر بنهاية العام الجارى 2013.


بداية.. قال المهندس محمد عمرو عوض الكريم، رئيس قطاع توليد الكهرباء بالسد العالى: السد يعد أحد أكبر محطات التوليد الكهرومائية فى العالم، وأحد ركائز الشبكة الكهربائية المصرية الموحدة وعمودها الفقرى، واستمرار انخفاض منسوب نهر النيل والمياه المنصرفة خلفه في خزان أسوان طبقا للمؤشرات والتقارير، بسبب تأثير بناء السد الإثيوبى على حركة وسرعة المياه، وهو ما أدى إلى تأثر حصة مصر من المياه.

"العالى تأثر"..

وأشار عوض الكريم، إلى أن القدرة الاستيعابية لمحطة كهرباء السد العالى هى توليد 2100 ميجاوات بسقوط تصميمى 234 مترًا مكعبًا، وتصرف تصميمى234 مترًا مكعبًا فى الثانية الواحدة، مشيرًا إلى أن الطاقة المولدة من السد العالى بلغت فى العام الحالى 9000 مليون ك.و.س، مؤكدًا أنها انخفضت إلى 11219 ك.و.س بانخفاض أكثر من 2000 ك.و.س.

وأضاف عوض الكريم، أن الطاقة المولدة من السد العالى تأثرت فى الثلاثة أسابيع الأخيرة بسبب استمرار انخفاض المنسوب بفعل الاستمرار فى بناء السدود الإثيوبية.

وأكد الكريم أن القدرة الاستيعابية للسد 2340 ميجاوات فى الساعة، مشيرا إلى أن انخفاض إنتاج الكهرباء من السد فى الفترة الأخيرة بفعل انخفاض منسوب النيل أدى إلى زيادة الضغوط والأحمال على السد بنسبة بلغت أكثر من 220 ميجا وات فى الساعة وهى نسبة كبيرة جدًا.

"ملف شائك"..

أما المهندس محمد رشاد، رئيس هيئة السد العالى السابق، فأشار إلى أن ملف دول حوض النيل ملف شائك ويحتاج إلى تدخلات سياسية حتى تتوقف الدول الإفريقية عن بناء السدود فى إثيوبيا وأوغندا، مؤكدًا أن صمامات السد تحتاج إلى عمليات صيانة دورية حتى لا يحدث أى خلل أو أعطال بها فتؤدى إلى أعطال داخل جسم السد.

وأشار رشاد، إلى أن الحكومة تخصص نسبة من حصة وزارة الرى لصالح صيانة السد، ولكن العجز فى الموازنة العامة للسد هذا العام بفعل الأزمة الاقتصادية، جاء على حساب صيانة السد، وهو ما يفسر انخفاض الكميات المنخفضة خلف السد وطاقة الكهرباء المولدة التى انخفضت إلى أضعاف ما كان ينتجه السد منذ عشر سنوات.

وأكد رئيس هيئة السد العالى السابق، أن على مصر أن توقف إنشاء السدود الإثيوبية حتى إذا تطلب الأمر استعراض القوة العسكرية لدول أوغندا وإثيوبيا بسبب المخاطر التى ستتعرض لها مصر من انخفاض حصتها من المياه على كمية الطاقة الكهربية المولدة والقدرة الاستيعابية للمياه المطلوبة لرى الزراعات وشق الترع واستصلاح الأراضي. 


"أديس أبابا بريئة"..

في حين أكد الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الرى السابق، وخبير المياه العالمي، أن السدود الإثيوبية ليست لها علاقة بانخفاض منسوب النيل، مشيرا إلى أن مصر تعتمد على 85 % من المياه القادمة من إثيوبيا والتى تأتى فى موسم سقوط الأمطار من شهر يونيو حتى سبتمبر.

وأضاف: المياه الإثيوبية تأتى إلى مصر فى شهر يولية، وهو ما يفسر عن حالة الانخفاض فى المياه المنصرمة خلف السد العالي، والتى تأتى لها المياه بنسبة 15 % فقط، ونستهلكها بشكل يومى أولًا بأول.

وتابع: مصر لن تتأثر ببناء السدود الإثيوبية فى الوقت الحالي، نظرًا لعدم الانتهاء من بنائها، متوقعًا وجود بدائل، فى حالة تخفيض حصة مصر من المياه.
الجريدة الرسمية