من الإبرة للصاروخ!!
"كنا سنة ٥٢ بنستورد إبرة الخياطة، وبنستورد المسمار، وبنستورد ماكينة الخياطة، وبنستورد العربية.. بنستورد كل حاجة، النهاردة نستطيع أن نفخر أننا نصنع كل شيء من إبرة الخياطة إلى الصواريخ.
بنصنع اللواري، بنصنع الأتوبيسات، بنصنع السفن، بنصنع الصنادل النيلية، الثلاجات، البوتاجاز، عربات الركوب، الدراجات - البسكليتات - الراديو، التليفزيون، ماكينات الخياطة، الورق، بعدين السماد، الحديد والصلب، الخشب المضغوط، البلاستيك، أدوية، مطروقات، عربيات سكة حديد؛ يعنى مئات الأصناف الجديدة موجودة النهاردة، يمكن جزء كبير منكم شاف هذه الأصناف أو هذه الأنواع في المعرض الصناعى.. بنصدر غزل ومنسوجات إلى أمريكا، بنصدر بترول، بنصدر إطارات السيارات - كاوتش السيارات - أثاث معدنى، أسمنت، سكر وأغذية محفوظة.. رفعت الكفاية الإنتاجية، وزادت الكفاية الإنتاجية وزاد الإنتاج..
علشان ناخد فكرة أحب أديكم بعض أرقام مقارنة بين سنة ٥٢ وسنة ٦١ لأنى ما قدرتش أجيب أرقام ٦٢ لأنها مش جاهزة لغاية دلوقت.
الذي نفذ من المشروعات الصناعية، والذي لا يزال ينتظر إكماله خلال الشهور القليلة القادمة في الصناعة من ٥٢ إلى ٦٢، عدد المشروعات اللى تمت ٣٤١ مشروعا صناعيا، عدد المشروعات اللى ينتظر الانتهاء منها ٦٣٧ مشروع صناعى.. دا التغيير، دى إرادة التغيير في الصناعة..
هذا الشعب المؤمن المناضل المكافح؛ صانع الحضارة وصانع التاريخ، إذا وجد الفرصة يستطيع أن يصنع المعجزات؛ لأنه حينما وجد الفرصة في الماضي صنع المعجزات، وأنا واثق - بعون الله - من إمكان هذا الشعب أن يقطع هذه المسافة، ويعمل على بناء بلده، ويعمل على تثبيت مبادئه، ويعمل على تثبيت مبادئ الكفاية والعدل.
ويعمل على بناء الاشتراكية، ويعمل على بناء العدالة الاجتماعية، ويعمل على خلق مجتمع متمسك بالدين والأخلاق.. مجتمع فاضل، مجتمع فيه تكافؤ الفرص.. هذا الشعب صانع الحضارة.. صانع التاريخ؛ سيصنع أيضًا المستقبل بعون الله، والله يوفقكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات"
السطور السابقة من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر سنة 62 في الذكرى العاشرة لثورة يوليو..
مصر كانت تستورد كل شيء ومع إطلاق عبدالناصر لمشروعه من الإبرة للصاروخ تحولت إلى دولة منتجة وأصبحت تصدر كل شيء في أقل من عشر سنوات وهي مدة قصيرة جدا في عمر الدول والشعوب، ولكنها بالإرادة كانت كافية للتقدم والإنتاج والتصدير، ولكن للأسف الشديد في العقود الأخيرة عدنا مرة أخرى دولة مستهلكة تستورد كل شيء من الإبرة للصاروخ مرورًا بالغذاء والطاقة وحتى المخلل وسجادة الصلاة وخلة الأسنان والشوفان.
لدرجة أننا بالأمس ونحن نحتفل بمرور 65 سنة على ثورة يوليو لم نجد منها سوى خطب عبدالناصر وفيلمي "رد قلبي" و"بورسعيد" وأغاني ثومة والعندليب، فالعدالة الاجتماعية ضاعت، والمصانع دمرتها مافيا الاستيراد..
ولكن لدينا المواطن الذي قال عنه عبدالناصر في خطابه "الشعب المصري عظيم وصانع للمعجزات كلما أتيحت له الفرصة".. لذلك كنت سعيدا حينما تضمن البرنامج الانتخابي للرئيس السيسي إنشاء 1000 مصنع خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، وأتمنى افتتاحها العام القادم تزامنا مع احتفالنا بالذكرى 66 لثورة يوليو ونهاية الفترة الرئاسية الأولى للرئيس لأن الصناعة هي أساس تقدم الدول ورفاهية الشعوب وسوف تنهي كل مشاكلنا في الإرهاب والبطالة والأسعار والفقر والجهل والمرض، الصناعة تحرر إرادتنا وترحم أبنائنا من مذلة العمل في الخارج وتجعل العالم كله يحترمنا ويعمل لنا ألف حساب.
أتمنى العام القادم مشاهدة فيلم عن إعادة افتتاح مصانع عبدالناصر، بدلا من فيلم "رد قلبي" ومشاهدة إنتاج آلاف المصانع للرئيس السيسي بدلا من فيلم "بورسعيد"، أتمنى حقًا أن نعود دولة منتجة من الإبرة للصاروخ، واللهم احفظ مصر.