الرئيس.. وصبر المصريين

كرر الرئيس السيسي في كلامه خلال مناسبات مختلفة قوله إن كثيرًا من مسئولي العالم الذين يلتقي معهم يبدون تعجبهم من قدرة المصريين على الصبر والتحمل لتبعات وأعباء الإصلاح الاقتصادى الكبيرة.. غير أن الرئيس السيسي في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح وتدشين القاعدة العسكرية المصرية الجديدة في منطقة الحمام بالقرب من حدودنا الغربية أضاف إشادة منه للمصريين على الصبر والتحمل لأعباء الإصلاح الاقتصادى.

والمواطنون خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، وهم الأغلبية الساحقة يستحقون بالفعل هذه الإشادة من الرئيس لصبرهم وتحملهم ما لا طاقة لهم به؛ لأنهم يعانون غلاء قاسيا التهم على الأقل ثلث دخولهم الحقيقية خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تجاوز معدل التضخم نحو 32%، وهو ما أدى إلى انخفاض مستويات معيشتهم.

وغنى عن القول إن هؤلاء يحتاجون الآن ما هو أكثر من الإشادة بهم وبصبرهم على الشدائد، وقدرتهم على تحمل تلك الأعباء الكبيرة للإصلاح الاقتصادى.. أو يحتاجون بصراحة بالغة ألا يطول صبرهم كثيرًا، وألا يستمر تحملهم طويلا ما لا طاقة لهم به.. أي يحتاجون أن تنتهى فترة الصبر والتحمل قريبا، وأن يبدءوا جني ثمار ذلك الإصلاح الاقتصادى، وألا يضطروا لانتظار سقوط هذه الثمار بعد أن يلتهمها القادرون وكبار الأغنياء.

ولعل ما قاله الرئيس السيسي في كلمته حول أنه يعلم بوطأة ارتفاع الأسعار يكون رسالة للحكومة لتمضي قدما وبخطى أسرع لتخفيف حدة الغلاء على عموم المصريين.. فإذا كانوا يصبرون ويتحملون فليس معنى ذلك أنهم لا يشكون أو لا يشعرون بالضيق.