مراسلة مصرية في العراق تروي تفاصيل نجاتها من رصاص داعش
نجت مراسلة وكالة "سبوتنيك" الروسية سارة نور الدين (مصرية الجنسية) من حادث إطلاق نار في مدينة الموصل القديمة بالعراق كاد أن يودي بحياتها، فيما أصيب جندي عراقي كان برفقتها بجراح بعد استهدافه بنحو 5 طلقات.
وروت سارة نور الدين أحداث اليوم قائلة: "بدأ اليوم الميداني في مدينة الموصل القديمة برفقة جهاز مكافحة الإرهاب، أول شيء كنا نصوره جامع النوري الكبير وكان معي جندي، وجهاز مكافحة الإرهاب أرسل معي سيارة هامر مصفحة.. ثم انطلقنا من جامع النوري الكبير لحي الميدان لأنني طلبت تصوير ما يجري من تفكيك العبوات الناسفة بعدما سمعنا صوت انفجار".
وتابعت "ركبنا الهامر وتوجهنا لحي الميدان، وجدناهم يخرجون جثتين لجنديين عراقيين من خبراء المتفجرات، فطلبت تصوير استكمالهم لعمليات تفكيك عبوات المنازل، كان هناك ما يقارب ألف جندي عراقي من مكافحة الإرهاب والجيش متواجدين، الجندي الحراسة الذي كان معي من مكافحة الإرهاب سأل الضباط المسئولين عن "مدرسة طاهرة" إن كانت آمنة، فقالوا "نعم تقدروا تطلعوا.. تم تفكيك العبوات فيها".
وأضافت "طلعنا المدرسة.. نحو دورين.. وصلنا للسطح.. وجدت على يساري جدار فيه فتحتين واحدة كبيرة مثل الباب وكانت غرفة وكل شيء بها متناثر، بعدها توجهت نحو الفتحة الثانية شكلها كان غريبا لا هي باب ولا هي نافذة!!. استغربت فرجعت وسندت ظهري على الجدار وتقدمت بهدوء تام دون أي كلمة ولا أي صوت لحركة.. اختلست النظر من الفتحة، فوجدت قناصًا حليق الذقن وتظهر عليه النحافة ويرتدي ملابس مدنية عادية ويختبئ خلف الكنبة ساندًا عليها سلاحه باتجاهي مباشرة وفي لحظة التقت نظراتنا، ثم أرجعت رأسي وقلت للجندي الذي يرافقني أن يرجع، لأنني ارتعبت وقلت له يوجد مسلح. فقام الجندي بالتقدم في مواجهة الفتحة".
وأكملت "أصبح بيننا وبين سلاح إم 16 الطويل نحو متر فقط لا غير وبعدها بدأ القناص إطلاق نار كثيف جدًا.. الجندي الذي كان يمسك سلاحه في جزء من الثانية وقع وأنا عطيتهم ظهري وركضت نحو فتحة الغرفة اللي كنت أصورها في البداية. والتفت قبل هروبي لأرى أن الجندي ملقى أرضًا من دون سلاح ويده تنزف وجنبه ورجله ينزفان".
وأضافت: "أصيب الجندي بنحو 5 طلقات في الساق والظهر وفقد إصبعه، وأصبت فقط بخدوش وسحجات وكدمات في أنحاء الجسم. وقالي لي الجندي "اذهبي، أنا مصاب، روحي اركضي" فقلت له "انزل بسرعة"، وشديته فوقع فوقي وبعدها أصبحنا على الأرض في مقابل الفتحة، ثم زحفنا نحو باب الغرفة وبعدها لاقينا سلّم مكسر نحو الباحة الخلفية للمدرسة. لكن الباحة كانت مغلقة تمام، ولا شيء فيها غير جثتين وسيارات محروقة متفحمة فوق بعضها لسد الطرق المؤدية للمدرسة، ونظرت إلى الجندي المصاب فكان يقرأ الشهادة ويقول "سأقابل عليّ سأقابل عليّ". فقلت له "اسكت وتعال إلى خلف السيارة الآن".
وواصلت: "هناك بدأت اتصل بالنقيب بسام من الشرطة الاتحادية والضابط لؤي من مكافحة الإرهاب، وفي هذه الأثناء بدأ الرصاص يقترب والجندي المصاب يسند نفسه على السيارة المتفحمة ويترقب وصول القناص إلينا، عندها وبعدما سمعت صوت الرصاص يقترب قلت له "لا مجال ننتظر هنا لازم نمشي"، ثم وجدته ينظر نحو سيارتين فوق بعضهما البعض وطلب مني أن أذهب إلى هناك، فقلت له "اذهب قبلي"، وأسندته، وركب فوق السيارة الأولى وأنا وراءه مباشرة، لكنه ما لبث أنّ وقع على الأرض. لكن لم تمر لحظات حتى رأينا سيارة هامر التابعة لمكافحة الإرهاب في المقر بجانب المدرسة تتحرك صوبنا، ونقلونا في العربة المصفحة إلى طبابة المسجد النوري، حيث قدموا لنا الإسعافات الأولية، ثم نقلوا الجندي المصاب إلى مستشفى أمريكي، وأجروا له عملية جراحية لاستخراج الرصاصات تمهيدًا لنقله إلى بغداد لاستكمال العلاج".
وأضافت نور الدين "منعني الأطباء من الدخول إلى حيث كان الجندي يرقد لكن زميله دخل واطمأن عليه، حيث كانوا يستخرجون رصاصة من ساقه تمهيدا لنقله لاستكمال علاجه في بغداد، وعلمت لاحقًا أنّ الجنديين اللذين كانا معنا من جهاز مكافحة الإرهاب وظلا في الهامر عند صعودي أنا والجندي للمدرسة، قاما بعد سماعهما إطلاق النار بالصعود للبحث عنا لكنهما لم يجدونا ولم يجدا القناص وخافا علينا عندما رأوا سلاح الجندي M4 ملقى على الأرض وعليه دماء فظنوا أن الدواعش اختطفونا. وبعدما أبلغت النقيب بسام بالهاتف أبلغ دوريات جهاز المكافحة وعرف الجنديان أننا متجهين للطبابة (المستشفى الميداني) فجاءا وراءنا واطمأنا على ثم سألوني عن نوع السلاح وقلت إنه M16 ووصفته لهم فأكدوا ذلك بالإضافة إلى أنني قمت بإعطاء الأطباء الأمريكيين في المستشفى الميداني كل المعلومات عن الجندي ونقلوه بالإسعاف إلى المستشفى الأمريكي الخاص بقيادة العمليات وذهبت وراءه للاطمئنان عليه".