إعلامنا يلهث وراء القطط الضالة
(الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ) الإمام علي بن أبي طالب.
لا أجد تفسيرًا مقنعًا لحالة الهياج المقرونة بالاحتفاء بتصريحات الكويتي عبد الله النفيسي والتي زعم فيها أن إيران عرضت على مرسي مبلغ ثلاثين مليار دولار كاستثمارات (فقط لا غير) مقابل ترميم المساجد الفاطمية واستيراد 20 ألف مصري (فقط لا غير) سنويًا لتشييعهم!!.
ترى هل أقيم هذا الحفل البهيج لأن (النفيسي) كان أول كويتي حصل على الدكتوراة في منطقة الخليج ولذا فمن المحتم أن يكون عبقريًا فوق العادة كما أن تصريحاته هي (وحي يوحى علمه شديد القوى)، وهي حتمًا من نوع (اللؤلؤ والمرجان) الذى اتفق عليه الشيخان ضاحى وخلفان وسائر شيوخ الخبلان، خبراء الفلفل والباذنجان؟!.
يتجاهل بعض إعلامنا مواقف خبراء الفكر والسياسة في مصر، أهل الدار والأحرص على أمنها وسلامتها وتقدمها، ولا نراه يحتفي بها احتفاءه بالضجيج والعجيج الذي تحدثه تلك القطط الضالة التي طالما أزعجتنا أنصاف الليالي بسبب عراكها ومُوائها، ولا يخجل من تكرار هذه التفاهات التي تقدم لنا بلدًا عريقًا وعظيمًا مثل إيران يواجه حصارًا اقتصاديًا يفرضه الاستكبار العالمي وحرباً ضارية محتملة في صورة بلد سفيه ينفق ثلاثين مليار دولار من أجل ترميم بعض المساجد الأثرية وهي مسئولية تقع بكاملها على عاتق حكام بلد يدعي أنه (أول نور في الدنيا شق ظلام الليل)!!.
لماذا يصر (بعض إعلامنا) على التصرف كهمج رعاع أتباع كل ناعق ينعق في بوق الفتنة المذهبية التي تسعى جاهدة لإحياء الحروب بين المسلمين، على خلفية عرقية (فارسية عربية) متنكرًا لأبسط قواعد الدين التي قرأناها في القرآن وتعلمناها في المدارس والمساجد (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الحجرات (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)، أم أن هذه المبادئ قد ولى عهدها وانقضى في (الزمن السلفي الردئ) حيث لا صوت يعلو على أصوات دعاة الحرب الوهابيين الذين أثبتت الأيام أنهم (لا يتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَلَا يعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ).
ما أشبهنا بأولئك الذين يتركون أطفالهم يتضورون جوعا ويركضون في الشوارع لإطعام القطط الضالة بل ويصل بهم السفه والخبل حد إقامة حفل تكريم لهم لا لشيء إلا لأنها أول قط ضال يحصل على الدكتوراة في الخليج الأمريكي.
إنه حقًا عالم من الخراف الضالة والقطط الأضل سبيلًا.