القضية الفلسطينية ووهم السلام
تموت القضية بموت المؤمنين بها، تسقط كل أسلحة الدفاع عندما لا يوجد من يستطيع الدفاع عن هذا الحق، كيف تكون هناك قضية وحركات التحرير أو المسئولين عن الحق نفسه لا يفعلون شيئًا غير البيانات، فما بالك بمن هم ليسوا أصحاب الحق نفسه كيف تطلب منهم أن يؤمنوا بقضيتك وهم أصبحوا مشككين والكل حاليًا أصبح يردد لم تعد هناك قضية فلسطينية!
الانتهاكات الأخيرة، تلك الكلمة نسمعها كثيرًا في نشـرات الأخبار وعلى لسان المحللين ومقدمي البرامج والمفكرين، الانتهاكات الأخيرة في فلسطين وبالأخص عند المسجد الأقصى، والحقيقة أن تلك الانتهاكات الجميع يشاهدها منذ أن ولد في هذا العالم وهى لا تتوقف ولا يوجد من يوقفها نهائيًا، الموت والخراب يتضاعف في كل مرة إما بقتيل أو اعتقال أو غلق، وبعد كل هذا تأتي الحكومة أو الفصائل الفلسطينية تتحدث عن أنها لن تصمت ولن تتراجع، ثم نشاهد صلحا مؤقتا ليبدأ المحتل الصهيوني بالهجوم.
أي قضية حتى تنتصر لابد أن تكون مؤمنا بها، والحقيقة أن المسئولين والمفكرين والمثقفين لم تعد فلسطين بالنسبة لهم إلا مجرد حديث ووقت ضائع، بينما الكيان الصهيوني يؤمن بأن فلسطين بأكملها ملكٌ له، بل يؤمن بأنه أفضل من في هذا العالم، لا نسمع إلا الحديث عن السلام، رغم أن هناك قاعدة سياسية معروفة تقول إن الصمت وعدم التدريب الجيد لن يجلب لك أي سلام بل سيجعل عدوك يتربص بك ويقتلك ألف مرة لأنه يعلم جيدًا أنك أصبحت ضعيفًا.
ما نراه الآن هو مجرد لقطات لضياع فلسطين بطريقة تدريجية، نبدأ بالانتهاكات والاعتقالات والقتل والخراب وتشريد المواطنين، ثم ترهات وأحاديث ليس لها معنى وضعف في الإيمان وخروج ممن يقولون إنهم مفكرون يتحدثون عن أن فلسطين لم تعد قضية العرب ويجب التخلص منهم لأنهم أصبحوا مصدر إزعاج لنا، وقد وصل هذا الكلام والحديث إلى المواطنين حتى أصبحوا يرددون هذا العبث، لكن لا أستطيع أن ألوم المواطن بل ألوم هؤلاء ممن يقولون إنهم أصحاب رأي وعقل مستنير وهؤلاء الذين لا يجول بخاطرهم إلا المنصب والعيش براحة وأمان أما الشعب الفلسطيني فليذهب إلى الجحيم.
أصبح شعار تلك المرة فلتذهب فلسطين إلى الجحيم، الكل أصبح يردد هذا الشعار ويبقى أهل هذا الوطن يدافعون بكل قطرة دم ويؤكدون أنهم لا يستسلمون مهما كان وأيا كان ما يحدث، نحتاج إلى عقول وأشخاص يفعلون لا يتحدثون، فالسلام لن يأتي إلا إذا كان لديك القوة لاكتسابه، فلا يمكن أن تأخذ حقك بالحديث فقط، الدعم والإيمان والدفاع والفعل هما السبيل الآن لحل القضية إذا كان هناك أحد في هذا العالم يُريد الحل.
faresahmedtaha@gmail.com