«كندا والبدرى.. رايح جاي»
«هيبة الأهلي على المحك يا بدرى».. بات هو لسان حال أنصار الأهلي بعد تجرعهم مرارة الخسارة أمس على ملعبهم ووسط جماهيرهم «المدرجات الخالية» أمام الفيصلى الأردنى في افتتاحية مشوار الفريق بالبطولة العربية.
الأمر لن يرتبط بخسارة طبيعية وتحدث لكل أندية العالم، ولكن تبقى الظروف المحيطة بالمباراة والمشاركة الإجبارية في البطولة العربية و«هروب» البدري إلى كندا للاستجمام بحجة «الظروف الخاصة» عوامل تدفعنا إلى ضرورة فتح الملف على مصراعيه؛ للوقوف على حقيقة تنصيب البدري فرعونًا جديدًا يحكم الشياطين الحمر.
الجميع صفق للبدري ورفع له القبعة بعد الفوز بمسابقة الدوري «الضعيف» كما حمل البعض المدير الفنى للأهلي على الأعناق بعد الصعود «القيصرى» إلى دوري الثمانية بدوري أبطال أفريقيا، ولكن هل يستحق المدير الفنى للأهلي السفر إلى كندا وترك الفريق 3، 4 مرات في أقل من عام بحجة الظروف الأسرية رغم ارتباط الفريق باستكمال مشوار كأس مصر الغائب عن دولاب البطولات الأهلاوية منذ 10 سنوات، وكذلك البطولة الأفريقية الحلم الأكبر لمجلس محمود طاهر.. الإجابة بالطبع حاضرة بقوة وهى أن البدري أقوى من المجلس الحالى ويدرك جيدًا كيفية تحريك كل شيء داخل الأهلي كقطع الشطرنج، الأمر الذي سبق أن فشل فيه البدري في ولايتيه "الأولى والثانية" في وقت سابق؛ لوجود مجلس قوى ولجنة كرة تضم عملاقين هما حسن حمدى ومحمود الخطيب.
البدرى في ولايته الثانية التي هرب فيها إلى أهلي طرابلس الليبي كان يصرخ يمينًا ويسارًا بحثًا عن الصفقات والتدعيمات بل إنه خرج وهاجم لجنة الكرة وأطلق تصريحاته الشهيرة «مافيش فلوس ومحدش عايز يجيبلي صفقات ولو أنا مانويل جوزيه كانوا جابولى لبن العصفور» وانتهى المطاف بالهروب إلى ليبيا بحجة تأمين المستقبل ولكن الظروف الحالية وضعف المجلس الحالى منح البدرى القوة الشديدة للتحكم في زمام الأمور وترك الفريق يواجه أمواج البطولة العربية التي رفض البدري المشاركة فيها وتم إجباره عليها ومن ثم رحل إلى كندا وترك مساعده أحمد أيوب يواجه ملايين الأهلاوية بعد أن رفض قيادة الفريق بها.
هناك بعض الأصوات تهمس في أذنى وتؤكد أن البدرى حقق هذا الموسم ما يشفع له لفرض سيطرته على المجلس الأهلاوى، ومن ثم سيكون من حقه بسط نفوذه والتجديف كما يحلو له في بحر الجزيرة، ولكن عفوًا البدرى في وقت سابق حقق الدوري والسوبر المصرى والسوبر الأفريقي بل بطولة أفريقيا أيضًا ووصل بالأهلي إلى كأس العالم للأندية، ولم يستطع مغادرة الفريق إلى كندا أكثر من مرة في عدة شهور بحجة الظروف الأسرية رغم أن أسرته كانت موجودة هناك أيضًا بسبب وجود مجلس قوى قادر على إدارة الأمور بخبرة وتاريخ وكاريزما.
عفوًا.. البدري لم يحصد بعد بطولة أفريقيا هذا العام ولم يظهر الأهلي معه في البطولة الأفريقية كالبعبع سواء في دور الـ32 أو المجموعات، كما أن الصعود جاء بدعاء الوالدين، ونفس الأمر في بطولة الدوري المهلهلة التي كان منافسه فيها المقاصة الفريق المجتهد الذي لم يحصد بطولة في تاريخه في ظل غياب القطب الثانى «الوهمى» الزمالك الذي تحول إلى تاريخ وفيديوهات ومجرد حكايات عن نادٍ لم يعد كبيرًا في الكرة الأفريقية والعربية.
انبطاح المجلس الأهلاوي في التعامل مع البدرى وترك الأمور له على الغارب تنذر بصدمات قريبة للجماهير الأهلاوية، خاصة أن البدرى اتفق مع المجلس على تجربة العناصر الجديدة وأصدقاء الدكة في البطولة العربية من أجل تقييمهم وإعلان خارطة طريق الموسم الجديد، الأمر الذي لن يحدث لوجود البدرى في كندا، ومن ثم فإن الأمور باتت واضحة بشأن حسم البدري لكل شيء متعلق بقائمة الأهلي الموسم الجديد.
أمر آخر يبدو في غاية الأهمية ممثل في الخوف الذي ينتاب المجلس الأهلاوى حال رفض أي طلب للبدرى فالأخير يطلب كل شيء والإدارة ترددها «آمين»، وأكبر دليل على ذلك استقدام إسلام محارب بـ5 ملايين جنيه رغم اكتظاظ مركز الجناح بالعديد من اللاعبين وقبلها استقدام عمرو بركات وتجميده على الدكة وأيضًا حمودي في يناير الماضي مع عدم الاستفادة منه وكل ذلك رغم أن، البدري لم يحقق أي شيء حتى الآن سوى الفوز بالدوري البطولة التي اعتاد الأهلي على تحقيقها والتي لم يعد الفوز بها بمثابة إنجازًا، خاصة أن بطولة أفريقيا تبقى الهدف الأسمى للأهلي ومجلس إدارته وجماهيره بل إن البدرى خسر السوبر المصري أمام الزمالك وقدم أداءً متواضعًا حتى الآن في البطولة الأفريقية.
ما سبق استعراضه يؤكد وجود حالة من الرعب تنتاب المجلس الأهلاوي في تعاملهم مع البدرى الذي ترك الفريق في البطولة العربية وسط أزمات بالجملة بسبب تمرد عمرو جمال، ومع تصاعد أزمة تطفيش عماد متعب، وفى ظل احتقان عدد من أصدقاء الدكة الغاضبين من التجميد طوال الموسم بل امتد الأمر إلى رعب الأهلاوية من وداع البطولة العربية بعد أن كان الأهلي المرشح الأول للفوز بلقبها.
إدارة الأهلي باتت في حاجة لمزيد من الحسم في التعامل مع البدرى الذي يفعل ما يريد ويذهب يمينًا ويسارًا دون محاسبة، وكل ذلك بسبب أنه حقق الفوز بمسابقة الدوري التي أثبتت بمبارياتها هذا الموسم المقولة الشهيرة للمايسترو صالح سليم «أعور وسط عميان»، وأكبر دليل على ذلك أن نسبة كبيرة من جماهير الأهلي حتى هذه اللحظات غير راضية عن أهلي البدرى، خاصة أن الفوز فقط لم يكن الهدف الذي على إثره فُحر اسم الأهلي في قلوب عشاقه.. نعم أهلي البدرى يفوز ولكنه لم يعد ممتعًا.. نعم البدرى أعاد شخصية الأهلي ولكنه وضع طبيعى في ظل امتلاكه أفضل النجوم في الكرة المصرية، والأهلاوية ليسوا مسئولين عن اختيار مدربين "فاشلين" في المواسم الماضية عجزت عن التعامل مع اسم الأهلي، ومن ثم يهلل الجميع الآن بعودة هيبة الأهلي مع البدرى.. فالأهلي كبير بتاريخه وجماهيره ولا يستحق الرضوخ لـ«دماغ» مديره الفنى الذي يتعامل مع الأمور بمنطق.. «الحاكم بأمره».