بالفيديو.. أول اللجنة المحجوب نتائجها بالمنوفية: شعرت باليأس رغم تفوقي
وسط حالة من الترقب ممزوجة بالقلق والتوتر، ينتظر كل عام أولياء أمور طلبة الثانوية العامة نتيجة أبنائهم بعد عناء سنوات الدراسة في المراحل التعليمية المختلفة، حتى يتسنى لهم رسم ملامح مستقبلهم والدخول في المرحلة الجامعية.
وككل أولياء الأمور انتظرت أسر 20 طالبا بمدرسة سبك الضحاك الثانوية نتيجة أبنائهم إلا أن حالة من الإحباط والحزن الشديد سيطرت عليهم بعد محاولاتهم الحصول على النتيجة، إلا أنهم فوجئوا بحجبها دون أسباب معلومة وظنوا أن ثمة خطأ ما حدث، فأولادهم من المتفوقين دراسيا طيلة مراحل تعليمهم المختلفة وحاصلين على العديد من شهادات التقدير نظرًا لتفوقهم على أقرانهم من الطلاب ومن المستحيل أن يكونوا من الراسبين.
تحرك الأهالي صوب وزارة التربية والتعليم لمعرفة حقيقة الأمر وكان لما سمعوه أثر الصدمة والذهول، حيث فوجئوا أن أسباب حجب النتيجة هي تحرير مراقب اللجنة محضر إثارة الشغب داخل اللجنة والغش الجماعي، وعاش الأهالي أياما عصيبة وناشدوا جميع المسئولين للنظر لأبنائهم بعين الرحمة وإنقاذ مستقبلهم من الضياع الذي بدأ يلوح في الأفق، وبالفعل استجابت وزارة التربية والتعليم للأهالي وسلمتهم النتيجة مع رسوبهم في مادة الاقتصاد والإحصاء.
النتيجة كانت بها العديد من المفاجآت، حيث حصل أكثر من 8 طلاب على مجموع يؤهلهم لدخول كليات القمة، وجاءت النتيجة كالآتي ضياء محمد على حصل على 99.1%، وعبد الرحمن جلال 98.7%، وسعيد أحمد جواد 96.7%، وأحمد عبد الشكور 94.5%، ومحمد زكي 93%، وخالد عجاج 92%، ومحمد عبد الرسول 92%، ومحمد عاطف 90%، وفادي رضا 90%، ومحمد يوسف 91%.
فيما حصل الطالب فتحي مجدي على 85%، ومحمد عبد الرشيد علي 87%، ومحمد عبد الرشيد 87%، وشعبان ربيع 84%، ومحمد وليد 82%، ومحمود إبراهيم 82%، ومصطفى عزت 80%، وشوقي شوقي 84% وأحمد صفوت 70%.
ويقول الطالب ضياء محمد خضر الحاصل على 99.1% علمي علوم لـ"فيتو" إنه أصيب بخيبة أمل وذهول فور حجب النتيجة،، مضيفا :"كنت أنتظر أن أكون من أوائل الجمهورية، ولم أستوعب ما حدث وأُصبت بصدمة وشعرت بأنني فقدت الوعي وقمت بالاتصال بزملائي في اللجنة وتأكدت أن اللجنة بالكامل محجوبة نتيجتها بعد أن قام أحد أولياء الأمور بالاتصال بأحد قيادات وزارة التربية والتعليم وأخبره أنهم رسبوا في جميع المواد".
ولفت ضياء إلى أنه مضى أيام ما قبل تسلمهم النتيجة محبطًا يائسًا لدرجة كبيرة قبل أن تعود إليه الحياة من جديد بعد أن تسلم نتيجته بيديه، مشيرا إلى أنه شعر حينها بفرحة عارمة، وأن سنوات مذاكرته لم تذهب هبائًا إلا أن الفرحة لم تكتمل نظرا لقرار وزارة التربية والتعليم برسوبهم في مادة الاقتصاد والإحصاء والتي تجعلهم لا يستطيعون اللحاق بتنسيق المرحلة الأولى، مؤكدا أنه دائما ما كان يتمنى أن يصبح طبيبا يداوي آلام الناس ويقف بجوار الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقات الكشف أو العلاج أو إجراء العمليات الجراحية.
وناشد "ضياء" وزير التربية والتعليم أن ينظر إليهم بعين الرأفة وينقذ مستقبلهم من الضياع بإلغاء قرار الوزارة برسوبهم في مادة الاقتصاد والإحصاء وأن يكون تفوقهم طيلة سنوات دراستهم شافعا لهم لدى الوزارة.
فيما قال الحاج محمد خضر والد الطالب ضياء، إن نجله متفوق منذ الصغر وحاصل على شهادات تقدير لا حصر لها، مضيفا أن الدكتور أشرف هلال محافظ المنوفية الأسبق كرمه في عام 2010 وأعطاه ميدالية التفوق لأوائل الشهادات، مشيرا كنت أستقطع من قوت يومي من أجل أن أوفر له المصروفات وشعرت بالقهر عقب حجب النتيجة ولسبب غير منصف وعادل فاللجنة كان بها 15 طالبا شعبة علمي علوم و5 طلاب شعبة الأدبي كيف أن يقوموا بالغش الجماعي والمواد مختلفة وفي مادة لا تضاف للمجموع، مؤكدا أنه يحترم قيمة المعلم وأن نجله دمث الخلق ومتدين وبشهادة زملائه ومدرسيه، مطالبا بفتح تحقيق مع مراقب اللجنة والطلاب ومعرفة المخطئ ولو ثبت أن نجله من المخطئين سيعتذر وتفعل الوزارة ما تشاء.
وفي ذات السياق قال الطالب عبد الرحمن جلال الحاصل على 98.7 إنه شعر أن حلمه تحقق عقب تسلمهم النتيجة وأن مجهود السنوات الماضية أتى بثماره، وأنه بذل الكثير من الجهد كي يحصل على هذا المجموع، مطالب وزير التربية والتعليم بمراعاة ظروفهم في التنسيق وأنهم من الحاصلين على تنسيق يؤهلهم للالتحاق بكليات المرحلة الأولى، مؤكدا أنه ينوي الالتحاق بكلية الطب.
ويضيف الحاج جلال الديب والد الطالب عبد الرحمن، أنه عاش أقسى أيام وقت حجب النتيجة واصفا إياها بأصعب أيام حياته، مضيفا أنه من الظلم أن يحرم طلبة حاصلين على مجموع متفوق من مرحلة التنسيق الأولى، مشيرا إلى أنه أحس بالفخر والثقة عندما تسلم نتيجة نجله، مؤكدا أن هؤلاء الطلاب يستحقون التكريم كأقرانهم المتفوقين الذين كرمتهم مؤسسات الدولة ولا يستحقون العقاب الذي من الممكن أن يكون طالب واحد هو المخطئ والمتسبب في تلك المشكة مستشهدا بالآية الكريمة " ولا تزر وازرة وزر أخرى"، موجها الشكر للإعلام الذي أسهم بشكل كبير في حل المشكلة كما وجه الشكر لوزير التعليم على استجابته لمطالب أولياء أمور الطلاب وإعلان نتيجتهم، مطالبا بمراعاة التنسيق.