رئيس التحرير
عصام كامل

مباحث الجيزة عقد شقة وراء مقتل مغربية في الشيخ زايد

مديرية أمن الجيزة
مديرية أمن الجيزة

«ف. ت» سيدة مغربية تبلغ من العمر 57 عاما، نشبت خلافات أسرية بينها وبين زوجها، دفعتها إلى ترك دولة المغرب والمجيء بصحبة نجلتها إلى مصر، والإقامة بشقة سكنية في منطقة الشيخ زايد، إلا أنها لقيت مصرعها داخلها؛ بسبب خلاف على ملكية عقد شقة مع زوجها.


اعتاد الجيران المحيطون بها على رؤيتها كل صباح، حيث يتوجه إليها سائق المدرسة التي تعمل بها كمشرفة؛ ليوصلها إلى محل عملها، إلا أنه يوم الحادث توجه السائق، كما اعتاد كل يوم، إلى منزل الضحية؛ لتوصيلها إلى عملها، إلا أنه لم يجدها في مكان الانتظار المحدد، فقام بالاتصال على هاتفها، إلا أنه لم يتلق أي رد منها، انتظر السائق فترة زمنية، لكنه كان يريد الوصول في موعده، فصعد إلى شقة المجني عليها، وعندما طرق عليها لم يتلق أي رد، وعلى الفور اتصل بالأجهزة الأمنية، خوفا أن يكون قد أصابها مكروه.

تلقى البلاغ
حيث تلقى اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بلاغا من قسم شرطة الشيخ زايد، يفيد بالعثور على جثة لسيدة مسنة داخل شقتها بدائرة القسم.

وانتقل النقباء يوسف رشوان ومحمد معتمد ومحمد المسلمي معاونو المباحث، وبصحبتهم رجال الأدلة الجنائية، إلى محل البلاغ، وبالفحص، تبين أن الجثة لسيدة تدعى (ف. ت) تبلغ من العمر 57 عاما، وتعمل مشرفة في أحد المدارس، مسجاة على ظهرها، داخل غرفة نومها، مع وجود آثار بعثرة داخل غرفة نومها، مع سلامة كافة منافذ الشقة.

وأضاف الفحص وجود آثار خنق بجثة المجني عليها، ومن المرجح أن الخنق تم باستخدام وسادة أو قطعة قماش.

وبإخطار اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بتشكيل فريق بحث موسع، ترأسه العميد محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، والعميد عبد الوهاب شعراوى رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد عمرو البرعى؛ للوقوف على ملابسات الحادث وكشف غموضه.

جهود فريق البحث
بدأ رجال المباحث في مناقشة جيران المجنى عليها، والعاملين بالمحال القريبة من محل سكنها، والذين أكدوا أنهم لم يشعروا بأى تحركات غريبة داخل المنزل، ولم يسمعوا أي أصوات استغاثة صادرة من داخله، كما أن آخر مشاهدة للمجني عليها كانت مساء يوم الحادث، حيث كانت تقوم بشراء بعض المستلزمات لمنزلها، وبعدها علموا بالواقعة.

وأضاف الجيران، أن المجنى عليها لم يتردد عليها الكثير من الأشخاص، ولم يعرفوا أقاربها، فهى كانت تقيم بمفردها، خصوصا بعد وفاة نجلتها؛ إثر إصابتها بغيبوبة سكر مفاجئة منذ عام ونصف، وأن المجنى عليها عقب وفاة نجلتها، بدأت أن تشغل حياتها بالعمل كمشرفة مدرسة في الصباح، ثم الذهاب ليلا في عيادة طبيب، وأنها كانت تقضي أغلب أوقاتها خارج المنزل، وهذا كل ما يعلمونه عنها.

وكثف رجال المباحث من جهودهم في فحص مسرح الجريمة؛ ليجدوا بداخله قصاصة ورقية استطاعت حل اللغز، فقد كتبت المجنى عليها فيها بخط يدها، أنه إذا أصابها أي مكروه، فيكون المتسبب الأول في ذلك هو زوجها، وذكرت معه بعض الأشخاص، إلا أنه كان الأول.

بدأ رجال المباحث في إجراء تحرياتهم الموسعة حول هذا الاتهام، وأسفرت التحريات إلى أن هناك العديد من المشكلات بين المجنى عليها وزوجها، خصوصا في الفترة الأخيرة، حيث طلبت المجنى عليها الطلاق منه، ووافق زوجها على ذلك مقابل تنازلها عن عقد شقة تمتلكها، إلا أن الزوجة ماطلت في إعطائه له، ما دفعه للاتفاق مع عاطلين على سرقة العقد من داخل شقتها، بمنطقة الشيخ زايد، مقابل إعطائهم مبلغا ماليا، وأخبرهم بمواعيد تواجدها بالشقة.

وأضافت التحريات أنه يوم الحادث، تسلل المتهمان إلى شقة الضحية لسرقة العقد، إلا أنها استيقظت وشعرت بتواجدهما داخل غرفتها، فأجهزا عليها، وقاما بخنقها بوسادة حتى فارقت الحياة، وفرا هاربين من موقع الحادث.

بتقنين الإجراءات، وإعداد الأكمنة، أمكن ضبط الزوج، وأحد المتهمين، وبمواجهتهما، أمام المقدم أحمد سمير رئيس مباحث الشيخ زايد، اعترف الزوج بتحريضه على السرقة، واعترف الآخر بأنه تسلل إلى منزل الضحية، بقصد سرقة العقد بصحبة متهم آخر، وأنهما لم يقصدا القتل على الإطلاق، فتم تحرير أقوال المتهمين في محضر رسمي، وإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
الجريدة الرسمية