اللي معاه مليون محيره يشتري لاعب ويبطله
عن قناعة شديدة ويقين تام اتجهت كل المؤشرات نحو أمر بات مسلم به ليس الآن فقط لكن منذ الموسم الماضي ممثل في "ملايين الأهلي" التي يهدرها يمينًا ويسارًا بحثًا عن صفقات "فرز ثاني" لم ولن ترضى طموحات وتطلعات جماهير الأهلي التي تحلم بظهور إيفونا جديد والتعاقد مع خير بديل لرمضان صبحي، واستقدام ما يعوض رحيل تريزيجيه، واستنساخ أحمد حجازي آخر بعد رحيله إلى ويست بروميتش الإنجليزي.
الأهلي للموسم الثاني على التوالي يسير عكس الاتجاه وضد التيار بكل ما تحمله العباراتان من معنى بعد أن سدد 5 ملايين جنيه لسموحة لاستعادة إسلام محارب "ابن الأهلي" مع التفريط في مسعد عوض مجانًا وإعارة نجمه الصاعد ناصر ماهر أيضًا "فوق البيعة" بل بات في طريقه أيضًا لتكبيد خزينته ما يقرب من 9 ملايين جنيه لاستعادة هشام محمد "ابن الأهلي" من المقاصة، وذلك مقابل رحيل لاعبين تكبدت خزينة الأهلي أيضًا ملايين للحصول على توقيعهم.
بالونات الاختبار باتت سياسة تعتمد عليها إدارة الأهلي في تحريك صفقاتها مؤخرًا، حيث جاء طرح اسم ميدو جابر لاعب الأهلي للدخول في صفقة تبادلية وذلك بغض النظر عن موقف اللاعب منها ليشعل ثورة غضب الجماهير التي طفحت الكيل من التفريط في لاعب تم تسديد مبلغ يتأرجح بين الـ8 : 9 ملايين جنيه لشرائه الموسم الماضي بل وإعارة أحمد الشيخ الذي حصد لقب هداف الدوري هذا الموسم بعد طرده من الأهلي، بجانب أكرم توفيق الذي تكبدت خزينة الأهلي 6 ملايين لشرائه لتخزينه في ثلاجة الجزيرة، حيث لم يشارك سوى في دقائق معدودة.
الأمر بات صعبًا للغاية أن تقوم إدارة الأهلي بتسديد ما يقرب من 14 مليون جنيه لإتمام صفقتين فقط هما إسلام محارب الذي كان من الممكن الانتظار إلى يناير المقبل والحصول على توقيعه مجانا على اعتبار أن عقده مع سموحة كان متبقيًا فيه موسم واحد وهشام محمد المطلوب فيه 9 ملايين جنيه بجانب تسديد مليون و400 ألف دولار لشراء المغربي وليد أزارو الذي لم يكن بالصفقة "السوبر" التي ترضي طموحات الأهلاوية كما حدث في وقت سابق مع الجابوني ماليك إيفونا.
المدهش في "ملايين الأهلي" هي فكرة الإعارات المجانية التي يمنحها الأحمر لبعض الأندية، كما حدث مع عدد من لاعبيه الصاعدين في وقت سابق وتكرر مع الغاني جون أنطوي الذي تمت إعارته إلى المقاصة الشتاء الماضي مجانًا بالشكل الذي يمثل "عبثًا" في سوق الانتقالات.
ولن يتوقف عجز الأهلي عن إدارة ملف الصفقات والتعاقدات عند ما سبق شرحه بل امتد إلى فشله في استقدام صفقات "قنبلة" رغم الملايين التي تتواجد في خزينة النادي، حيث توقع أنصار الفريق بعد رحيل تريزيجيه وإيفونا ورمضان صبحي وأحمد حجازي أن تكون الصفقات المقبلة ممثلة في اختيار نجوم "فرز أول" كيوسف المساكني أو اري بابل أو خاما بيليات وغيرهم ولكن جاءت النتائج مخيبة للآمال تمامًا.
الآن أصبحنا أمام حقيقة مسلم بها هي أن الأهلي لم يعد النادي الذي يقاتل للاحتفاظ بلاعبيه بحثًا عن استعادة عرش أفريقيا والمنافسة على مونديال العالم للأندية كما كان في وقت سابق بدليل التفريط في حجازى وتريزيجية ورمضان صبحي وإيفونا وفشل تعويضهم وعلى نفس الخط يؤكد المسئولون داخله أن الأمر أصبح استثماريًا بحتًا وهو ما يعني بطبيعة المنطق ضرورة استخدام نجوم من العيار الثقيل لبيعهم بعد ذلك بمقابل مادي يخدم خزينة النادي ومن ثم بات هناك ضرورة ملحة لحسم هذا الجدل "هل تحول الأهلي إلى نادي استثماري يبحث عن الأموال فقط لإنعاش خزينته أم نادِ كبير وعملاق يسعى للحفاظ على نجومه للبقاء على عرش البطولات".
المؤكد أيضا أن الأهلي إذا أغلق ملف الصفقات دون تدعيم وسط الملعب بصفقة هشام محمد المطلوب فيه 9 ملايين جنيه لن يخسر شيئًا خاصة أنك يملك في وسط الملعب العديد من البدائل وهم حسام غالي وحسام عاشور وعمرو السولية وأكرم توفيق وأحمد رمضان بيكهام مع إمكانية توظيف أحمد فتحي وعبد الله السعيد بل ورامي ربيعة ومن ثم ستوفر على خزينتك 9 ملايين جنيه كاملة وكذلك سيحتفظ بعدد من اللاعبين الذين كان يخطط لإقحامهم في الصفقة لكن يبدو أن إدارة الأهلي باتت تسير وفقا للمثل الشهير "اللي معاه مليون محيره يجيب لاعب ويبطله" والأمثلة لا حصر لها.
كلمة أخيرة.. ليس هناك مجال لمقارنة ملف الصفقات في الأهلي وإهدار ملايينه بما يحدث في الزمالك كل موسم من إهدار صفقات على الأرض، خاصة أن وضعية الزمالك لا تسمح بإقحامه في أي مقارنات لأن الجميع يدرك جيدا أن الأبيض لم يغادر الإنعاش بعد.