رئيس التحرير
عصام كامل

«نيمار» صفقة قطر الرابحة في أوروبا لمواجهة المقاطعة العربية.. «تقرير»

نيمار
نيمار

سادت حالة من الجنون ملاعب العالم بشأن أسعار اللاعبين، فلم يكن يتصور أحد منذ وقت قريب أن يكسر أحد الأندية مبلغ المائة مليون يورو مقابل شراء لاعب، ولكن بدأت القاعدة تتحطم مع الوقت بشراء نادي ريـال مدريد الإسباني للاعب الويلزي جاريث بيل من توتنهام الإنجليزي، وتطور الأمر قليلا مع صفقة نادي مانشستر يونايتد مع يوفنتوس لضم الفرنسي بول بوجبا بمبلغ 105 ملايين يورو.


ولكن عندما تعلق الأمر بنادي باريس سان جيرمان ومالكه القطري رجل الأعمال ناصر الخليفي، الذي يتحمل المسئولية الأكبر في تحسين صورة قطر داخل الأوساط الأوروبية، فالأمر هنا يتخطى الجنون ذاته، بل قد يصعب على العقل استيعابه، فبمجرد الإعلان عن موافقة النادي الفرنسي على دفع أكثر من نصف مليار يورو مقابل ضم اللاعب البرازيلي نيمار من فريق برشلونة الإسباني، انقلبت الأوساط الصحفية والإعلامية العالمية.

وبحسب تقرير لصحيفة «سبورت» الإسبانية، فإن الصفقة المجنونة تقدر بنحو 528 مليون يورو، يتحمل فيها النادي الفرنسي قيمة الشرط الجزائي الذي يصل إلى 222 مليون يورو كقيمة للشرط الجزائي في عقد اللاعب، بالإضافة إلى مبلغ 30 مليون يورو كراتب سنوي للاعب، فضلا عن قيمة الضريبة المستحقة والتي تبلغ 45% بجانب مستحقات أخرى سيتم دفعها ليصبح الراتب السنوي للنجم البرازيلي 61.2 مليون يورو سنويا مما يعني 306 ملايين يورو في 5 مواسم يضاف لها قيمة الشرط الجزاء لتصبح القيمة الإجمالية للصفقة 528 مليون يورو.

إلا أن الآلاف من الأسئلة طرحت نفسها حول الأسباب التي من الممكن أن تدفع أي نادي في العالم لدفع تلك القيمة في حين أنه من الممكن التعاقد مع 10 لاعبين على نفس المهارة والقدرات بأقل من القيمة التي سيتكلفها النادي الفرنسي، رغم أن خزينة النادي بحسب تقارير فرنسية لا يمكنها أن تحتمل تكلفة الصفقة، بما يشير إلى وجود أيدٍ منتفعة لديها أغراض ومصالح من إتمام تلك الصفقة بأي ثمن ممكن.

ومع انتشار فضائح تمويل قطر للإرهاب ودعمها لزعزعة الاستقرار بدول عربية، ودعم الجماعات الإرهابية، انكشف الأمر أمام العالم أجمع بالوثائق والمستندات، وتواجه قطر حاليًا المقاطعة من جانب مصر وعدد من الدول الخليجية، بما يؤكد على تورطها في أعمال الشر، بما دفعها إلى محاولة تسخير كافة أدواتها الناعمة لجلب تعاطف الرأي العام العالمي، حتى ولو أتمت الأمر بصفقة لاعب كرة قدم.

وتأتي الصفقة السابقة بالتزامن مع صفقات أخرى هامة مثل النجاح في التعاقد مع نجم منتخب البرازيل ولاعب يوفنتوس داني ألفيس، لمدة موسمين مقابل سبعة ملايين يورو، بالإضافة إلى صفقة أخرى في طريقها إلى النادي الباريسي، والذي من المتوقع أن يدفع 45 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات الجناح التشيلي الدولي.

ولنجاح ناصر الخليفي في ضم النجم البرازيلي والصفقات الأخرى، مكتسبات متعددة لإمارة الإرهاب، تتمثل في حشدها للرأي العام الفرنسي واستمالته عن طريق دعمها لمتعة كرة القدم الفرنسية بنجم من طراز رفيع، وإنعاش خزائن الدولة الفرنسية بالملايين جراء الضرائب التي ستحصدها من وراء إتمام الصفقة، بالإضافة إلى إظهار صورة قطر على أنها داعمة الرياضة الأولى في العالم.
الجريدة الرسمية