رئيس التحرير
عصام كامل

«الرادار» يحاصر 5 مناطق أثرية.. نفرتيتي وسر الهرم الكبير أهم المستهدفين.. حواس: استكشاف الأهرامات يحدث ضجة عالمية.. والوزير يشترط معهدا علميا.. والنتائج «يا مولاي كما خلقتني»

نفرتيتي
نفرتيتي

حرصت وزارة الآثار على التوصل إلى المزيد من أسرار الفراعنة والنبش عن أماكن ومقابر جديدة تضاف إلى التاريخ والحضارة المصرية القديمة، لذلك لجأت الوزارة إلى استخدام أجهزة الرادار الحديثة في البحث، ومحاصرة 3 مناطق أثرية لغربلتها من خلال الأشعة والبحث داخل جدرانها عن اكتشافات جديدة، وإجبارها على البوح بأسرارها، لكن هذه المناطق استعصت حتى الآن على الأجهزة الحديثة ولم تتوصل إلى أي شيء جديد.


استخدمت وزارة الآثار أجهزة الرادار في استكشاف أسرار الأهرامات وبدأت بهرم سنفرو ثم انتقلت إلى هرم خوفو، ولم تتوصل إلى أي شيء ولم تكتف وزارة الآثار بذلك لكنها لجأت إلى نفس التكنولوجيا للتوصل إلى مقابر بعض الملوك بوادي الملوك، وأيضا البحث عن مقبرة نفرتيتي خلف مقبرة توت عنخ آمون للتأكد من نظرية نيكولاس ريفز.

وزار الفريق البحثي العالمي لمشروع استكشاف الأهرامات، معمل التحميض بالمتحف المصري الكبير، للوقوف على آخر مستجدات المشروع، ومدى التقدم في العمل والنتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن، بمناسبة استعادة الأفلام الحساسة المستقبلة لجزيئات الميون للأشعة الكونية من داخل هرم سنفرو الجنوبي "الهرم المنحني" بدهشور، بواسطة فريق العمل الياباني من جامعة ناجويا.

مسح الأهرامات بالرادار
وقال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، رئيس اللجنة العلمية المشرفة على مشروع استكشاف أسرار الأهرامات: إن وزارة الآثار تعمل حاليا على مشروعات سوف تحدث ضجة عالمية من خلال مسح الأهرامات بأجهزة علمية حديثة "رادار"، مشيرا إلى أن هناك بعثة من جامعة تورينو تقوم بعملية مسح لوادي الملوك بالأجهزة الحديثة، لأن هناك مقابر لم تكتشف بعد ومدافنهم موجودة بالمنطقة.

لجنة علمية
وأكد "حواس" أن وزارة الآثار شكلت لجنة علمية من الأثريين المصريين، ضمت الدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور مصطفى وزيري، مدير عام منطقة آثار الأقصر، إلى جانب فريق من جامعة بولى تيكنيكو بمدينة تورينو الإيطالية، برئاسة فرانكو بورتشيللي.

هدف المشروع
وأضاف "حواس" أن الهدف من المشروع هو مسح وادی الملوك بأجهزة حديثة للبحث عن مقابر جديدة لم تكتشف بعد، مشيرا إلى أن وادى الملوك يضم العديد من المقابر التي لم يتم اكتشافها مثل مقابر "أمنحتب الأول، وتحتمس الثاني" بالإضافة إلى ملكات من الأسرة الـ 18، إلا أن المسح لم يسفر عن أي نتائج حتى الآن.

تحليل النتائج
وأوضح "حواس" أنه جار تحليل نتائج عملية المسح بمعرفة الجانب الإيطالي، ومعرفة خبراء كبار بمجال قراءة إشعارات أجهزة البحث الراداري والجيوفيزيقي، ليعودوا بتلك النتائج، واستئناف عملية المسح مجددًا بمنطقة وادى الملوك، مشيرا إلى أن ما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام الأجنبية بشأن العثور على حجرتين سريتين بهرم خوفو لا أساس له من الصحة، وأن الفريق العلمي المشرف على المشروع طالب الأجانب بنفي تلك الشائعات التي أعلنوا عنها مؤخرا.

أهم المقابر المستهدفة
وأضاف الدكتور مصطفى وزیري مدیر عام آثار الأقصر، أن المسح الراداري سيكون لوادي الملوك والوادی الغربی، حیث من المتوقع وجود مقابر ملکیة مثل مقبرتي أمنحتب الأول ورمسيس الثامن اللذين لم يتم الكشف عنهما، وأيضا مقبرة لاعنخ اسسن امسون "زوجة توت عنخ آمون".

وكان وزير الآثار الدكتور خالد العناني، قد حدد شرطين لاستكمال المسح الراداري على مقبرة توت عنخ آمون، للتأكد من وجود مقبرة الملكة نفرتيتي خلفها من عدمه حسب نظرية نيكولاس ريفز عالم الآثار البريطانى، وهما أن تكون التقنية المستخدمة مختلفة وعن طريق جامعة أو معهد علمى، مشيرا إلى أنه يثق في العمل المؤسسي.

اكتشاف مقبرة نفرتيتي
وأكد وزير الآثار أن الوزارة لديها عرضان لاستكمال العمل نحو اكتشاف مقبرة نفرتيتى، مشيرا إلى أنه عندما كان في اليابان مؤخرا رأى الجهاز الذي يتحدث عنه لاكتشاف ما هو خلف مقبرة توت عنخ آمون، وهو جهاز له ذراع قطره 2 بوصة، ويعمل عن طريق خيمة فاكيوم، ومكان الثقب المحدد ليس على جدار مقبرة توت عنخ آمون، ولكن في الجبل وراء الجدار بـ 1.5 متر.

وتابع إنه لم يرفض الثقب في الجبل على الإطلاق، لكنه أجله لحين عمل بحث برادار ثالث يؤكد وجود فراغ، مشيرا إلى أن نيكولاس ريفز خاطبه وقال إنه حلل نتيجة رادار نهاية مارس، وأكد أن نتائجة إيجابية فرد عليه وزير الآثار، قائلا: "أرحب بشدة في التعاون طالما هناك تقنية حديثة من خلال معهد علمي أو جامعة".

وأشار إلى أنه لا يشكك في أحد، لكنه يؤمن بالعمل المؤسسى، مؤكدا أنه تلقى عرضا من المركز القومى للبحوث الإيطالى، ووافق عليه لعمل رادار أفقى في منطقة وادى الملوك كلها، متمنيا أن يؤكد صدق نظرية نيكولاس ريفز عالم الآثار البريطانى بشأن مقبرة "نفرتيتى".

أهداف المشروع
يذكر أن مشروع "استكشاف الأهرامات وأسرارها" والمسمى ScanPyramids، بدأ في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2015، تحت رعاية وزارة الآثار المصرية وبقيادة كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بباريس "HIPInstitute"، ويهدف المشروع إلى استكشاف الهيكل الداخلي والخارجي للأهرامات، باستعمال وسائل تكنولوجية حديثة غير ضارة، وذلك عن طريق توظيف الأشعة تحت الحمراء والأشعة الكونية الطبيعية المسماة بالـ"ميون"، التي تتواجد في كل مكان.

ويتضمن المشروع توظيف تقنيات تجمع بين التصوير الحراري، التصوير الإشعاعي بالميون، والتصوير ثلاثي الأبعاد، لمدة عام كامل لأكبر الأهرامات المصرية "خوفو، خفرع، والهرم المنحني والهرم الأحمر"؛ بهدف البحث عن أماكن لم يتم اكتشافها داخل الأهرامات، بالإضافة لمحاولة التوصل لفهم أفضل لتصميمها المعماري وكيفية بنائها.

يستخدم الباحثون من الثلاث جامعات الرئيسية: كلية الهندسة جامعة القاهرة، جامعة لافال بكيبيك وجامعة "ناجويا" باليابان، أحدث التقنيات في مجال المسح وهي: تقنية ميونات التصوير الإشعاعي Radiographic muons، جزيئات أكا الكونية aka cosmic particles، التصوير الحراري باستخدام الأشعة تحت الحمراء infrared thermography التصوير المساحي photogrammetry، المسح الضوئي وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد scanner and 3D reconstruction، ويهدف هؤلاء الباحثون إلى اختراق قلب أكبر الأهرامات المصرية دون حفر.

وبعد أربعة آلاف سنة من بنائها، لا تزال هذه البنية العملاقة تضن علينا بأسرارها، يتعلق السر الأول بالبناء، خاصة هرم الملك "خوفو" آخر عجائب الدنيا السبعة الذي لا يزال باقيًا حتى الآن؛ حيث لا يزال من المستحيل حتى وقتنا هذا وصف الكيفية التي تم من خلالها بناء أكبر مبنى حجري شيده الإنسان؛ حيث شيد على قاعدة تتعدى الـ5 هكتار ويبلغ ارتفاعه أكثر من 150 مترا ووزنه نحو 5 ملايين طن، كيف تمكن قدماء المصريين من بناء تلك العجيبة في 25 سنة فقط؟؟

لغز آخر، وهو البنية الداخلية للأهرامات، فعند المقارنة بين التخطيط المختلف للأهرامات فإننا نواجه شيئا يصعب تفسيره، لكونها آخر بيوت للفراعنة في الدولة القديمة (2575 - 2134)، فكان لا بد أن تكون منيعة وألا تنتهك حرمتها، لذا قام مشيدو هذه الأهرامات بابتكار العديد من الحيل حتى يحموا ما تبقى من ملوكهم، وهناك العديد من الاستكشافات التي تمت في الماضي ولكن بإمكانيات أقل مما نمتلكها في وقتنا الحاضر، ونتج عنها بعض الصور الغريبة التي من المحتمل أن تكون حجرات سرية.

ويعد المشروع العلمي "المسح الضوئي للأهرامات" مشروعًا غير مسبوق، فهو واسع النطاق سيبدأ أوائل نوفمبر المقبل، وسيقوم بتسليط الضوء على أربعة من أهم آثار الأسرة الرابعة (2575 - 2465) في منطقة دهشور، التي تبعد نحو 50 كم جنوب سقارة، وستقوم البعثة بدراسة الهرم الجنوبي الذي يسمى الهرم المنحني، والهرم الشمالي المعروف باسم الهرم الأحمر، والهرمان قام ببنائهما الملك سنفرو (2575 - 2551)، على هضبة الجيزة على بعد نحو 20 كم من القاهرة، وستقوم البعثة بدراسة هرمي خوفو وخفرع، اللذان شيدهما ابن الملك سنفرو وحفيده.

التقنية المستخدمة
هناك أربع وسائل تقنية غير ضارة بالمرة سيتم تنفيذها، سيتم رسم خريطة حرارية للأهرامات من خلال بعثات الرسم الحراري؛ للكشف عن الاختلافات في الكثافة: استخدم الخبير "جون كلود باريه" إحدى هذه التقنيات، في حين تقوم جامعة لافال باستخدام التقنية الثانية منذ قرابة العام.

وبالتوازي مع عمل البعثات، سوف تقوم شركة "Iconem" بعمل حملة للتصوير المساحي بواسطة طائرات دون طيار؛ لإعادة بناء هضبة الجيزة وموقع دهشور بآثاره كافة، بواسطة تقنية ثلاثية الأبعاد بقياسات دقيقة، وهذه النماذج ستتاح للباحثين والعامة عن طريق معلومات سوف يتم إعدادها عن طريق معهد الحفاظ على التراث والابتكار، وهو هيئة غير هادفة للربح هدفها الفائدة العامة.
الجريدة الرسمية