رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. لجنة الفتوى بمترو الأنفاق .. للمسلم والمسيحي

فيتو

داخل محطة مترو الشهداء الركاب يسيرون على عجلة من أمرهم، كل منهم ينشغل بما يجول بخاطره من مشكلات الحياة والعمل، يلمحون المكان المخصص بلجنة الفتوى التابعة إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بنظرة خاطفة ربما تطول قليلا ولكن يعقبها قرار بوضع التذكرة داخل الماكينة ومن ثم ينطلقون، وبين كل هؤلاء قرر امرأتان الوقوف لتبادل الحديث أمام لجنة الفتوي، ودفعهم الفضول إلى الاستفسار عن ماهية هذا المكان، خاصة بعد ما استقلوا المترو للذهاب إلى دار الإفتاء للسؤال عن أمر تحيروا في التوصل فيه إلى إجابة.


قادتهم الحاجة إلى داخل لجنة الفتوى، الكائنة بمحطة مترو الشهداء، والتي بدأت نشاطها منذ الأحد الماضي، وتعمل على فترتين من التاسعة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا، وتمتد الفترة الثانية إلى الثامنة مساء، خرجوا ليدخل رجل في مقتبل الأربعينات بعدما انتظر لحين جاء دوره، فيما كانت تقف بجانبه امرأة ترتدي النقاب تريد هي الأخرى أخذ الفتوى، وظل هكذا الحال يقدم شخص من الحين والأخر ليدلي بسؤاله ثم ينطلق ذاهبا وكانت من بينهم إحدى العاملات داخل محطة المترو، كل ذلك وسط سير غيرهم من المواطنين داخل المترو غير عابئين بما يحدث.

اللجنة بدون شروط
داخل لجنة الفتوي جلس الدكتور سيد توفيق عبد العظيم، مدير توجيه منطقة الوعظ بالقاهرة، وكل من الواعظين يوسف عز الدين، وأحمد رمزي، لتلقي التساؤلات مما يزيد عن 80 شخصا يوميا، حيث يقول الدكتور سيد توفيق: "اللجنة مفتوحة للمسلم وغير المسلم وللصغير والكبير وداخل جميع المجالات"، وأضاف أن اللجنة جاءت بتوجيه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محيي الدين عفيفي، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، لرفع درجة الوعي وتعديل الأفكار المغلوطة إلى جانب توصيل الفكر الأزهري الوسطي.

وأوضح أن الاختيار وقع على 25 واعظا بتكليف من الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، وأن الأزهر يريد توصيل فكرة أنه متواجد بين الناس "ليل نهار"، بعدما وصلوا إلى مراكز الشباب وقطاعات الأمن المركزي، إضافة إلى الدروس الصباحية والمسائية بالمترو بعد الصلوات، ثم جاءت فكرة لجنة الفتوي وتواصلوا مع المهندس علي فضالي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، والمتحدث الرسمي لشركة مترو الأنفاق، أحمد عبد الهادي، والذين بذلوا جهودهم للوقوف بجانب الأزهر الشريف وتوصيل المعلومة للناس وتحملوا تكلفة إنشاء المكان.

وأشار مدير منطقة الوعظ بالقاهرة، إلى أن الأسئلة تدور حول البنوك وفوائدها، والتأمين على الحياة، والأحوال الشخصية خاصة في الطلاق والأفكار المغلوطة مثل الانتحار، قائلا: "بناخد رقم تليفون المستفتي عشان لو في حاجة بنرد عليها بعد كده"، وأن أكثر الفئات العمرية إقبالا هم الشباب "بدون شروط أو مال".

واستنكر حملة السخرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من لجنة الفتوى، قائلا :"كل واحد له أن يرى لكنه لم ينزل إلى أرض الواقع لكن احنا لما نعمل دعوة ونفهم الناس الصح يسخروا مننا"، وأضاف أنه لا يوجد مانع إذا تواجد إمام المسجد داخل حارة فالعلم ليس له مكان ولا زمان فما يريدونه هو تسهيل الأمور على المواطن.

اللجنة وفرت المشوار للأزهر
أوضح محمد مكاوي، أحد ركاب المترو: "فكرة اللجنة جيدة، بسبب حاجة الناس للتساؤل الكثير وتواجد اللجنة داخل المترو قرب على المواطن الحصول على إجابة لما يدور بباله"، وأضاف: "والإقبال عليها هيزيد ووفرت تكلفة المشوار للأزهر".

ونفت أمينة محمد معرفتها باللجنة، قائلة: "لسة شايفاها دلوقتي"، وأبدت إعجابها بفكرة تواجد لجنة الفتوي بالمترو الذي يرتاده الكثير من المواطنين يوميًّا، كما أيدت تعمميه داخل كافة المحطات.

فيما قالت أخرى: "الفكرة حلوة أنا كنت عاوزة شيخ أساله ولقيت اللجنة قدامي وفرت عليا إني أروح دار الإفتاء".
الجريدة الرسمية