هيبة الدولة.. ورضاء الناس
لا جدال أنه يجب الحفاظ على هيبة الدولة بالإصرار على تطبيق القانون على الجميع وبدون أي استثناء.. فلو اهتزت هيبة الدولة سوف يتعذر تطبيق القانون وبالتالي سوف نعيش في غابة يسود فيها الأقوى والذي يستخدم العنف ويلجأ إلى ممارسة البلطجة، وسوف تضيع الحقوق وينتشر الظلم في المجتمع.
لكن هيبة الدولة تحتاج لأمر أساسي آخر غير الإصرار على تطبيق القانون هو الحفاظ على نسبة معقولة من رضا الناس أو قدر من حالة القبول لدى الناس في المجتمع لما تتخذه الحكومة ومؤسسات الدولة وقرارات وتصرفات وإجراءات لتنفيذ القانون ولمعاقبة من يخرج على القانون، خاصة أن الدولة وحدها التي تحظى بحق ممارسة العنف واستخدام القوة في مواجهة الخارجين عن القانون والرافضين للانصياع له والذين يصرون على ممارسة العنف.
وتحقيق رضا الناس يحتاج لأن تؤمن مؤسسات الدولة وهي تمارس صلاحياتها بأن من حق الرأي العام أن يفهم ويعرف كي يتفهم ويرضى ما نتخذه من إجراءات.. وذلك يحتاج بالتأكيد للتواصل المستمر مع الرأي العام وعدم مفاجأته بقرارات وتصرفات صادمة يمكن أن يستثمرها من يريدون تضليل الناس.
باختصار مطلوب أن تتخلى مؤسسات الدولة عن قدر من بيروقراطيتها وتستعين بالسياسة للحفاظ على هيبة الدولة.