قاضى «اغتيال معتز خفاجى»: من يدعو للقتل والتخريب «مخالف للشرع»
قضت محكمة جنايات القاهرة، بالمؤبد للمتهمين حسن عبد الغفار، محمد السيد محمود "حضوريًا"، وأسامة إبراهيم، عبد الرحيم إبراهيم"غيابيًا"، وبالسجن المشدد 15 سنة "حضوريًا" على محمد طه وهدان، ومحمد سعد، في قضية محاولة اغتيال القاضى معتز خفاجى قاضى غرفة عمليات رابعة.
وقبل النطق بالحكم، قال المستشار شبيب الضمرانى، رئيس الدائرة: إن نظرة الإسلام للنفس البشرية بصفة عامة أنها مكرمة ومعظمة وليس فيها استثناء بسبب لون أو جنس أو دين، مضيفًا: «فالدين يتعامل مع نفوس بشرية مكرمة لايجوز إهانتها أو ظلمها أو التعدى على حقوقها أو التقليل من شأنها، لأن الله تعالى قال "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر".
وتابع :"حق الحياة للنفس البشرية مقدس عند الله تعالى، ويستوى في ذلك المسلم وغير المسلم، والحر والعبد، والرجل والمرأة، والكبير والصغير، وان الجميع بشر متساوون في استحقاق الحياة، ومن حق الإنسان أن يعيش حياة آمنة مطمئنة، ولذلك فقد حرم الله تعالى الاعتداء على النفس بقوله تعالى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
ودعا رئيس المحكمة أصحاب العقول المنغلقة والقلوب المتحجرة والأهواء المنحرفة أن تنظر إلى واقع المجتمعات المسلمة التي ترفع فيها المأذن ويتلى فيها القرآن ولينظروا كيف وصل إلينا واليهم الإسلام، مؤكدا أن رجال العدالة لا يتوانون عن نصرة المظلوم وتوسيد الحق في عليائه فهم أيدي متوضأة لايخشون في الحق لومة لائم، منهجهم إحقاق الحق وإبطال الباطل ويسطرون بأقلامهم أحكامهم العادلة.
وأشار إلى أن جميع الأديان السماوية تأمر بالخير والحق والصلاح وتدعو إلى الرحمة والبر والإحسان وتوصى بالأمن والسلام، وما كانت يوما عائقا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما كان العائق فيمن يتوهمون انفسهم أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، ويستغلون الأديان في تقدير مصائر الناس مع أن ذلك لم يمنحه الله سبحانه وتعالى حتى لأنبيائه المصطفين.
وأشار رئيس المحكمة إلى أن التسامح يعنى قبول الاختلاف مع الآخرين، سواء في الدين أو العرق أو السياسة، وقد حمل الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام اللين واللا عنف والتسامح الذي أكدته آايات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف.
وأوضح رئيس المحكمة أن من يدعو الناس للخروج والقتل والتدمير مخالف للشرع ولمنهج الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، لأن الله سبحانه وتعالى حفظ لعباده أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم، فلا يجوز إراقة الدماء وقتل الأبرياء والتعدى على الممتلكات العامة والخاصة، لأن الرسول الكريم قد رد إلى كفار قريش أموالهم وودائعهم التي ائتمنوه عليها رغم كفرهم به وتكذيبهم له.
أكد رئيس المحكمة أن الشعب المصرى محب بطبيعته للسلام، ويكره العنف وينبذ الإرهاب ويعشق الاستقرار والأمن، فمن كنفهما بنى مجده وشيد حضارته منذ أكثر من سبعة آلاف عام، لذلك فإنها لن يقبل في يوم من الأيام أن يكون بين صفوفه من يتخذون العنف والإرهاب منهجا لهم، أو يدعون إليه للوصول إلى أغراضهم، لأن معدن الشعب المصري الاصيل ينفر كل من يحاول أن يعتدى أو يخطط لتدمير المؤسسات الوطنية، وإهدار مكتسبات الشعب ومقدراته وزرع بذور الفتنة بين أبنائه.
استغرب رئيس المحكمة من إطلاق اسم الجهاد على التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب وترويع الآمنين وتخريب الديار، مؤكدا أن ذلك لن يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية، بل يحقق تصور الظالم الذي يروجه الأعداء عن الإسلام من أنه دين قتل قد انتشر بحد السيف، وشتان بين الجهاد الذي جاء به النبى عليه الصلاة والسلام والذي يدفع به العدوان وينكسر به الشر وبين ما تقترفه التنظيمات الإرهابية من إجرام في حق الإسلام لأن التفجير والتكفير والإرهاب هدم أما البناء والتعمير فهما شريعة خلفاء الله في الأرض، وأن ما يقوم به الإرهاب هو الضلال المبين والتحريف الواضح للشرع وحضارة المسلمين، وأن المسلم معصوم دمه وعرضه وماله بمجرد نطقه بالشهادة.
زذكر رئيس المحكمة :"أن الأقدار مكتوبة عند الله تعالى والكون كله مملوك لله، وكل إنسان له قدره وعمره وعمله شقي أم سعيد".
صدر الحكم برئاسة المستشار شبيب الضمراني، وعضوية المستشارين أيمن البابلي، وخالد سلامة، وحضور أحمد عبد العزيز مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة وأمانة سر عمر عاشور ومحمد الجمل.
كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص، ومحاولة اغتيال المستشار خفاجي في مايو العام الماضي.