رئيس التحرير
عصام كامل

محمد كعربان يكتب: غابة الموت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اجتمع الخراف في ساحة الغابة، ونصب الذئب حكما، وبعد أن بدأت الجلسة، صاح الحكم قائلا: إن هذا المكان ممر عبور ويجب أن ننتقل إلى مبنى القيادة العليا.


فانطلق الذئب والخراف من حوله يتسابقون حتى إذا دخلوا مبنى القيادة وأغلقت الأبواب بدءوا يتساءلون، لماذا أغلقوا علينا الأبواب؟ نحن غير آمنين فتقاسموا بينهم نحن قادرون ولن يمسنا أحد وستعلمون.

ثم بدأت الجلسة والخراف مجتمعون وأمامهم الذئب ومعه شاهدا عدول عن يمينه الثعلب وشماله حمار.
فبدأ أحد الخراف بالحديث فأحسن الحديث فقال الخراف وهم يتخافتون سنولى هذا علينا بعد أن نولي مدبرين.
فأومأ الذئب بعينه بمن عن اليمين اذهب وأخبر سيدك الأسد أن الفرائس مجتمعون وهم غافلون، فأشار الذئب إلى الخروف أن أكمل حديثك ثم همس الذئب في أذن الحمار أقبل بين يدى كى أعظم أمرك، فأقبل الحمار فرحا مسرورا فجلس بين يدى الذئب وهو لا يعلم عاقبة الأمور، وبينما الخراف يشاهدون، إذ بالذئب يجتز رقبة الحمار.

فدب الهلع والخوف في نفوس الخراف، وبلؤم شديد نظر الذئب إلى الخراف، فقال: "أيها الخراف كان حريا بكم أن تسألوا لماذا أيها القاضي صنعت بالحمار ما صنعت، فصاح الجميع لماذا لماذا يا سيدنا.

فأجاب الذئب لقد أقسمت على أن أثأر لكم من كل من أراد بكم سوءا، والحمار كان يحرضنى على ظلمكم فانتقمت منه لأبر قسمى وأثأر لكم فابتسم الخراف وهتفوا جميعا عشت وعاش عدلك.

وبينما الذئب يلتهم لحم الحمار، إذا بالأبواب تفتح ويدخل الأسد ومن خلفه الثعلب ترتعد فرائسه فلما رأه الذئب انطلق يقبل يدا مولاه وخر الخراف تعظيما لسيدهم.

فاعتلى الأسد منصة القيادة وعن يمينه الثعلب وعن يساره الذئب، فأشار الأسد إلى أحد الخراف بالحديث وأومأ بعينه إلى الثعلب أن انطلق وأخبر أسيادك الأسود الذين بالخارج أن المكان مهيأ للهجوم وهمس في أذن الذئب أقبل بين يدى مولاك أعظم أمرك، فأجاب الذئب بصوت خافت لا سيدى يكفينى شرف الجلوس بين يديك، وحار في عقله التفكير هل يصنع بي ما صنعت بالحمار؟
أعاد الأسد وهو غاضب، مطلبه على الذئب وكرر الذئب رفضه، وما هي إلا لحظات وفتحت الأبواب على مصراعيها وهجم قطيع من الأسود.

فتساقط الخراف ضحية تلو الأخرى، وصاح أسد القيادة في الذئب حان وقت افتراسك، فقال الذئب بصوت يئن من الاحتضار، ليس هذا ما اتفقنا عليه، فقال الأسد ليس بينى وبينك اتفاق.

لم ينج أحد من المشهد إلا الثعلب الذي فر ليقف فوق أحد الأسوار، ولكن أسدا من خلفه يهاجمه فيجد الثعلب قد مات من هول ما رأى.
الجريدة الرسمية