رئيس التحرير
عصام كامل

نجل كمال الدين حسين يكشف خزائن أسرار والده في حوار «فيتو».. لم نعرف بانتمائه للضباط الأحرار.. 23 يوليو تعرضت للتزييف.. «الجماعة 2» تشويه.. خلافاته مع «ناصر» بسبب التأميم.

فيتو

عمله السياسي كنائب في البرلمان عن دائرة بنها بمحافظة القليوبية جعله يجيد التواصل مع الإعلام جيدًا، يدرك إن أباه هو الإرث الحقيقي له، يعترف أيضًا أن لولا اسم «كمال الدين حسين» ما كان ليجلس تحت القبة الآن.


للأسباب الماضية كان اللواء مصطفى كمال الدين حسين أكثر المرحبين للحديث عن والده عكس آخرين كان التحفظ هو ردهم، وفي بيته في مدينة نصر بدأ الحديث وسط صور لأبيه وهو في بيت لحم، وبجواره صورة للمشير عبد الحكيم عامر عم «زوجته» كما أشار أثناء الحوار.

وفي البداية يقول «مصطفى كمال الدين حسين»، إن ثورة 23 يوليو لم تعد موجودة الآن، فقد بدأ محو آثارها منذ بداية عهد الرئيس الراحل أنور السادات، لافتًا إلى أن ثورة يوليو يجب ألا يتم تقييمها بالظروف الحالية وإنما بالظروف التي قامت فيها، وقت أن كان العالم مليئا بالثورات وتغيير النظم الملكية واتجاه اشتراكي عالمي ووطني، لذلك ثورة 23 يوليو حين قامت أثرت على الدول العربية ومصر هي من ساعدت في تحرير الدول الخليجية وحتى الآن في الميادين العربية والعالمية هناك ميدان يحمل اسم عبد الناصر.

لا يعني أنها مثالية، يكمل نجل عضو مجلس قيادة الثورة في حواره لـ«فيتو»، مشيرًا إلى أن ثورة 23 يوليو من قام بها بشر لهم وعليهم، لكنهم في النهاية عملوا من أجل مصلحة الوطن وشالوا أرواحهم على أيديهم أما الطريق فالخطأ فيه وارد بالطبع.

ويتابع أن أهداف 23 يوليو حاليًا تراجعت، فالفلاح والعامل أساس الثورة يتعرضون لظلم فادح الآن، الطبقة المتوسطة اندثرت رغم أنها عماد أي دولة، ورغم أننا بعد 25 يناير قلنا إن الطبقة المتوسطة ستعود لكن اجراءات الحكومة الحالية تقضي على تلك الطبقة، أما الذين يجذبهم الحنين للملكية فهم لا يعرفون شيئًا ويكفي أن في تلك الفترة كان هناك بند دائم اسمه محاربة الحفاء، لأن الشعب لم يجد ما ينتعله في قدميه.

ويوضح أن ثورة 23 يوليو تعرضت لحملة تزييف كبيرة آخرها كان مسلسل «الجماعة 2»، واصفًا الكاتب وحيد حامد بأنه شوّه ثورة الضباط الأحرار وجلب التعاطف للإخوان.

ومن الحاضر إلى الماضي، يتذكر مصطفى كمال الدين حسين ليلة 23 يوليو، وقتها كان في سن السادسة، يقول «والدي ليلة الثورة خد مسدس ساقية ومحدش عارف هو رايح فين وفوجئنا الصبح بالثورة، مكناش نعرف أنه في أي تنظيم، مش زي وحيد حامد اللى مطلع جمال ماشي يقول أنا بعمل انقلاب في الشارع».

ويكمل «إحنا معرفناش أن بابا ضمنهم إلا بعديها بكام يوم لأنه مرجعش على طول، وأول ما رجع كان فرحة اسطورية زي فرحة الشعب المصري».

كغيره من أعضاء مجلس قيادة الثورة كان الخلاف حاضرًا دومًا، لكن مع كمال الدين حسين أصبح الأمر مختلفا، فالرجل قدم استقالته 3 مرات أولها قبل 1952، ويروى نجله تلك القصة فيقول «في 1947 قدم استقالته وذهب مع البطل أحمد عبدالعزيز لتدريب الفدائيين قبل الجيش النظامي ما يدخل في فلسطين وحققوا بطولات هناك ولولا الخيانة كان نجحوا، وكان متطوعا وكان في إخوان وقتها وده سبب إشاعة أن والدي ضمن الإخوان لكن هما كان ضمن مجموعة من الفدائيين».

أما الاستقالة الثانية وأزمته الشهيرة عام 1957 مع جمال عبد الناصر، يقول «مصطفى»: « والدي لم يسع في حياته إلى أي منصب، وكانت أبرز أزماته 57 لما حصلت أزمة التعليم وكانوا بعض من في السلطة عاوزين ينجحوا شوية ساقطين فوالدي قالهم المجلس الأعلى للجامعات هو من طلع القرار واذا كنتوا عاوزين كده فانا مستقيل وهناك رجعوله».

الحياة اليومية لم تكن تتأثر بكون والده وزيرًا وأحد صناع الثورة، يروى الرجل تلك الحقيقة قائلًا «لما كان أبويا وزير التربية والتعليم وكنت في مدرسة خاصة لسه وروحت بلبس مخالف لزي المدرسة، الناظرة طلعتني وذنبتني وكلمت البيت وقالتلهم اني جاي مخالف ولو سمحت ده ميكررش تاني، بعديها أبويا نقلني لمدارس حكومية علشان مينفعش ابقى في مدارس خاصة».

لم يكن جمال عبد الناصر مجرد قائد للثورة وللبلد في وقت ما، فبالنسبة للضباط الأحرار وعائلاتهم هو الأخ الأكبر، يتذكر مصطفى كمال الدين حسين أن علاقة والده ظلت جيدة مع «جمال» حتى بعد الاستقالة، وكانت العادة أن نصلي صلاة العيد في مسجد الحسين ثم نذهب لمنزل جمال، لافتًا إلى أن الدكتورة هدى عبد الناصر هي رفيقة طفولته.

ويشير إلى أن الخلاف الحقيقي بين كمال الدين حسين وجمال عبد الناصر بدأت أيام حرب اليمن ومع قوانين الاشتراكية عام 1962، فوالده لم يكن يؤيد تأميم كل شيء وبالتالي استقال على أثرها بعد أن قال لجمال «أنت عاوز تأمم كل حاجة».


رغم ذلك كما يروى «مصطفى» فإن والده أرسل جواب لجمال عبد الناصر بعد النكسة قائلًا إنه مستعد أن يكون جندي في الحرب لكن «جمال» لم يوافق، مشيرًا إلى أن الخلاف أصله أن والده كان لا يرجع لأحد في أي قرار يتخذه.

وعن لحظات وفاة «جمال» يؤكد أنه كان يومًا صعب لوالده الذي ذهب فورًا للمشاركة في الجنازة ولم ينجده سوى أحد ضباط الحرس الجمهوري من الزحام.

ويختتم اللواء مصطفى كمال الدين حسين حديثه لـ«فيتو» بالتأكيد أن والده ترك لهم اسمه ولم يترك لهم أموال، بل جاءهم في يوم وقال «هناكل عيش وجبنة بس»، أما اقرب اصدقائه كان عبد اللطيف البغدادي.
الجريدة الرسمية