رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ إدارة الأزمات بالجامعة الأمريكية: الحكومة تتعامل مع فضائيات التطرف بـ «فكر الستينيات»

فيتو


قال أحمد توفيق، أستاذ إدارة الأزمات بالجامعة الأمريكية والمسئول السابق في الإدارة العامة للإدارة والبحوث بوزارة الداخلية، إن الفضائيات العربية والأجنبية الداعمة للإخوان، لا صدى لها سوى بين جمهورها الخاص من جماعة الإخوان والمتعاطفين مع الجماعات الإرهابية، إلا أن وسائل الإعلام المحلية ساعدتها في الوصول إلى مرادها في جذب ثقة الرأى العام من خلال تردي مستواها المهني.

ويؤكد توفيق في حوار مع «فيتو» أن الحكومة تعاملت مع تلك الفضائيات بأفكار من فترة الستينيات، مؤكدا أن رفع مستوى الإعلام المصرى بصفتيه الحكومى والخاص كفيل بأن يفسد مخططات هذه القنوات.. وإلى نص الحوار:


> في البداية.. إلى أي مدى نجحت القنوات العربية والأجنبية الداعمة للإرهاب في تهييج الرأى العام؟
تلك القنوات لا صدى لها إلا بين جمهورها من جماعة الإخوان الإرهابية والمؤيدين لها، بعدما فقدت مصداقيتها وانكشف أمرها أمام الجمهور، في محاولتها ضرب استقرار مصر، وإشاعة الفتنة وإثارة الفوضى وتصدير الأزمات، وعندما كشف الجمهور مخططها أحجب عن مشاهدتها.

> كيف ساعد الإعلام المحلى والحكومة تلك القنوات في الوصول لمرادها؟
القاعدة تقول إنك إذا اتبعت أسلوب الرد على ادعاءات شخص ومهاجمته تعطيه قيمة، وهو ما يفعله الإعلاميون الآن، فعندما تنشر تلك القنوات أكاذيبها، يبدأ الإعلاميون المصريون في سرد تلك الأكاذيب والهجوم بالرد عليها، وبالتالى يعرف المصريون الممتنعون عن مشاهدتها ما تقوله تلك القنوات ويبدءون في التفكير في مدى صحتها، وتدور في الأذهان أفكار بأنه إذا كانت تلك الأفكار كاذبة فلم الانتباه إليها، فالخوف منها يعنى أنها على حق.
والقاعدة تقول أيضا إن “الممنوع مرغوب”، وإن حجب شيء عن شخص، تلفت انتباهه إليه ويرغب في معرفة طبيعته وسبب حجبه، وما أسهل الطريق للوصول لتلك القنوات بعد حجبها في عصر التكنولوجيا، فالبحث خلال ثوان على المواقع الإلكترونية تصل لتلك القنوات.
نحن في زمن لا يصلح فيه الحجب، وقف بث قناة أو موقع إخبارى لا يمنع نشر أفكارهما، فمن الممكن توصيل تلك الأفكار من خلال أبسط الأشياء كألعاب أطفال ترمز لشيء توصل من خلاله رسالة بأسهل الطرق، ويمكن تلخيص ذلك بأن الحجب يزيد الجمهور، وعندما يصل إليها المواطن لن يتركها أبدا نظرا للسياسة الجيدة التي تتبعها في جذب الجمهور، والتي فشل الإعلام المحلى في تنفيذها.

> كيف تنجح تلك القنوات في جذب الجمهور إليها.. بعكس الإعلام المحلي؟
تتبع تلك القنوات سياسة تساعدها بالفعل في جذب انتباه الجمهور إليها، ودفعه لمتابعتها دائما بمجرد أن يدفعه الفضول لمعرفة ما تقوله، فهى تعمل على نشر جزء من المصداقية يتلامس مع الناس، مع التجديد في المحتوى الإعلامي المتداول على القنوات، مما يعطى إيحاء للمواطنين أن تلك القنوات تقدم كل ما هو جديد بعيدا عن المحتوى الإعلامي الثابت المتداول في كل برامج التليفزيون المحلي، وبذلك تنجح في جذب انتباه الجمهور، وتبدأ في إضافة أفكارها البذيئة إلى المحتوى، في وقت تكون فيه الأذهان متفتحة لتلك القنوات، وعلى استعداد لتلقى أي محتوى تقدمه، بعدما كسبت ثقته.

> ما دور الحكومة في ذلك الملف من وجهة نظرك؟
عدم النظر للخلف، كما تفعل الغزالة عندما يجرى وراءها الأسد، فهى الأسرع ولكنه يفترسها في النهاية لأنها تنظر للخلف، فالحكومة المصرية ينبغى عليها اتباع المصداقية فيما تقول دون التجمل، فأول الطريق للعلاج هو الاعتراف بالمرض، إلى جانب البعد عن الرد على ادعاءات تلك المنابر الإعلامية، لعدم لفت الانتباه إليها، وأيضا عدم إعطائها أكبر من حجمها، ففكرة الحجب سياسة الستينيات لا يصلح تطبيقها الآن.
كما أننى أتمنى أن يتم تدشين قناة إعلام للشرطة، تكون لسان حالها، وتعرض العيوب والمشكلات قبل المزايا، بالنظر إلى النفس قبل مهاجمة الآخرين، فنحن نعانى من عزوف إعلامي جماهيرى نظرا لنقص المصداقية.

> من وجهة نظرك.. ما سبب اهتمام تلك الفضائيات بالشأن المصري؟
اهتمت تلك القنوات بالشأن المصري، واخترقت جدران خصوصيته، لرغبتها في اغتيال العموم، وبث السموم السياسية فيها.

> البعض يقول إنه من الممكن الاستفادة من تلك القنوات في التعرف على العمليات الإرهابية المتوقعة، من خلال مراقبة محتواه، ما ردك على ذلك؟
من خلال عملى في الجهاز الشرطى لمدة ٢٠ سنة أستطيع أن أقول إن تلك القنوات فريسة جيدة جيدا يمكن من خلالها، الحصول على معلومات وبيانات تمكن رجال الأمن من الوصول للعناصر الإرهابية المزروعة في مصر، ومن خلال أيضا متابعة المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي لتلك القنوات تستطيع الداخلية التعرف على العمليات الإرهابية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية