رئيس التحرير
عصام كامل

«هذه راية الله».. قصيدة لـ«حيدر محمد الوائلي»

حيدر محمد الوائلي
حيدر محمد الوائلي

هذه راية الله
خِرقة توسطها البياض
غطت سواد ما كان
من فتنة القوم العمياءْ

وسط الشر...
ووسط الذل...
وسط الشرف اغتصبوه أمام الملأ

لم يحرك ساكنًا هذا الملأ
صار وجود الملأ كعدمه
كِلا الأمرين سواءْ

لو رفعوا حصاة ورموها لقلنا قاوم الملأ
لو بصقوا بصقة بوجه أصواف اللحى لقلنا قاتل الملأ
لكنهم رموها قاذفين جيش العراق لما انسحب
مصفقين لقدوم دولة الخلافة
دقوا الدفوف...
وبايع الشيوخ قادة الشيشان والأفغان
ذبحوا الذبائح
مثلما صاروا هم الذبائح لاحقًا
هذا جزاء الخيانة
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
يا من رميتم الإخوان في البئر...
في سبايكر...
قبورهم الماءْ

وحجاب رمته عجوز أمام الملأ
نشرت شعرها الأشيب
أن يا ولدي المغدور توسد خد النهر
ستوصلك دجلة الخير للبصرة
سيحلو ملح الماءْ

ارفعوا الراية في كبد السماء
‏‎الله أكبر
ليست شعار وحسب
بل صراخ النساءْ

يتلونَها نائحاتٌ
عويل وصراخ ونشيد
عندما لاح في الأفق البعيد
طوابير طويلة
توابيت مغطاة بخرقة توسطها الله
تشرأب الأعناق
هذا حصاد كثير
فيعلو النداءْ

نساء باكيات وأُخرٌ مزغردات
الله أكبر... الله أكبر...
أذن مؤذن بين الناس
فعلا البكاء

ناشفة الدماء أتت
أهرقت الدم في الشمال
لهذي الحشود أتت شهداءْ

يا من رفعتم راية النصر وسط الخراب
وسط الدموعِ
بالله عليكم ابقوها ترفرف
يداعب أطرافها الممزقة الهواءْ

أيتها الأرواح القادمة من أقصى العراق
عبرن القفار مدافعاتٍ عن أرضٍ
لا ناقة لهن بها أو جمل
ها هي الراية تلفحها الشمس وسط الدمار
كما لفحت أجسادكم المضرجة بالدماءْ

سَقين الأرض بدماءٍ من عميق القلب
من صميم الضمير
لينبت الجسد المسجى في العراءْ
شجرة،
أصلها ثابت وفرعها في السماءْ

مهما ستبنى بيوت
وعمارات،
وطرق مشيدة
ستبقى مدى الدهر ذكريات البطولة
ذكريات الإقدام والوفاءْ

كلما ستخطو قدمٌ بشارعٍ
ستدوس على بقعة دمٍ لشهيدٍ
ستلمس حائطًا ملطخًا بالدم حناءْ

أيتها الأجساد التي توسدت الأرض
لتصون العِرض
لتصون الشرف المباع
وسط من خان الأرض والعِرض معًا
أيتها الدماءْ

قد علت راية الله
وحدها خفاقة هذا المساءْ

أيها الجمع المحتفل بالنصر تذكر
ففي الذكريات أيتام وأرامل وشهداءْ

تذكر عند رَفعِك راية النصر
ففي الذكريات شجون
تذكر كي لا تسقط من جديد
فقد سقطت من ذي قبل كثيرًا
تذكر...
تذكر...
تذكر...
ففي القوم ساقطين وسفلة
فقط تذكر...
ففي الذكريات عناءْ.
الجريدة الرسمية