علاقات دبلوماسية قوية بين القاهرة وبوينس آيرس.. السيسي يلتقي نائبة رئيس الأرجنتين.. يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي.. ومكافحة الإرهاب وأزمات المنطقة على طاولة الحوار
ترتبط مصر والأرجنتين بعلاقات دبلوماسية منذ أكثر من 70 عاما بدأت عام 1947، وتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير عام 1953 وتمثل هذه العلاقات التاريخية قاعدة هامة في الارتفاع بمستوى العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق ومجالات جديدة للتعاون بين مجتمع رجال الأعمال في البلدين خاصة أن كلا من مصر والأرجنتين تحتل مركزا إقليميا ودوليا متميزا وكذلك تمتلك قدرات وطاقات اقتصادية متنوعة وتتجه إلى زيادة معدلات التنمية وتوسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية.
نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين
ويعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، جلسة مباحثات مع جابرييلا ميكيتى نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين، والتي تشغل أيضا منصب رئيس مجلس الشيوخ.
ومن المقرر بحث دعم علاقات التعاون بين مصر والأرجنتين في كل المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية، وآخر التطورات على الساحتين العربية والدولية.
كما أنه من المقرر بحث مواصلة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية، وذلك في ضوء ما يمر به العالم والمنطقة من تحديات تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها، وعلى رأسها خطر الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين.
التعاون الاقتصادي
ويتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة في ضوء اتفاقية التجارة الحرة التي تربط بين مصر وتجمع دول "الميركوسور" التجمع الاقتصادي لدول أمريكا اللاتينية، والاتفاق على تبادل زيارات الوفود الفنية بين البلدين في المرحلة المقبلة لاستكشاف آفاق التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات مشتركة في عدد من المجالات.
ومن المقرر أن تستعرض المباحثات سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وحرص مصر على مواصلة العمل على الارتقاء بهذه العلاقات وتطويرها على مختلف الأصعدة.
وتشهد الجلسة الإشادة بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط وجهودها في استعادة الاستقرار والأمن وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، فضلا عن تصديها الحاسم للإرهاب، سواء من خلال المواجهات العسكرية والأمنية أو على المستويات الفكرية والثقافية وتقدير الأرجنتين الكامل لجهود مصر في هذا الصدد، وحرصها كذلك على دعم جهود مصر التنموية بما يلبي تطلعات الشعب المصري.
التطورات الإقليمية والدولية
ويبحث اللقاء التطورات الإقليمية والدولية، فضلا عن سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة في ضوء علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين.
ويشهد اللقاء أيضا تأكيد أهمية دور مصر في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة وأهمية تدعيم العلاقات وتكثيف الزيارات المتبادلة بالنظر إلى ما يسهم به ذلك في تعزيز أواصر الصداقة والتواصل بين البلدين.
ويتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتنسيق والتشاور بشكل متواصل إزاء القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وكذا جهود تسوية النزاعات القائمة بالمنطقة.
مكافحة الإرهاب
ويستعرض اللقاء الجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب وأن الرؤية المصرية تقدر أهمية تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال من خلال مقاربة شاملة تضمن وقف انتشار الجماعات الإرهابية والحد من قدرتها على جذب عناصر جديدة وتجفيف منابع تمويلها وأن يشمل ذلك المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وكذا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية.
ومن المقرر أن تتطرق المباحثات إلى القضايا والأزمات الإقليمية في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق والمواقف المصرية تجاهها، فضلا عن تناول قضية الإرهاب في أعقاب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مصر، بالإضافة إلى العواصم الأوروبية التي تعرضت لعدة أحداث إرهابية عنيفة مؤخرا مما يدق ناقوس الخطر بشأن تصاعد ظاهرة الإرهاب التي باتت تحصد الأرواح البريئة على نحو مستمر.
قمة مصرية – أرجنتينية بالصين
وفي الرابع من سبتمبر 2016 استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بمدينة هانجشو الصينية رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري، وذلك بحضور وفدى البلدين حيث ضم الجانب المصرى وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والمالية.
ورحب الرئيس السيسي بالرئيس الأرجنتيي، معربا عن تطلعه لتعزيز العلاقات متميزة والممتدة التي تجمع بين البلدين في جميع المجالات كما وجه اليه التهنئة لإستضافة الأرجنتين لقمة مجموعة العشرين في عام 2018.
وأكد الرئيس الأرجنتيني على إيلاء بلاده اهتماما كبيرا للارتقاء بعلاقات التعاون مع مصر على جميع الأصعدة،مشيرا إلى قوة ورسوخ أواصر الصداقة التي تجمع بين الدولتين.
واستعرض الرئيس السيسي خلال اللقاء مجمل التطورات التي شهدتها مصر على الساحة الداخلية خلال السنوات الماضية، فضلا عن الجهود التي قامت بها من أجل تدعيم الاستقرار وترسيخ القيم الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون ودولة المؤسسات، مؤكدا حرص مصر على تحقيق التنمية الشاملة وتوفير مناخ جاذب للاستثمار.
اتفاقية التجارة
كما أشار الرئيس السيسي إلى تطلع مصر للانتهاء من إجراءات تصديق الأرجنتين على اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع الميركسور بالنظر إلى ما سيساهم به ذلك في تعزيز التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع وعلى رأسها الأرجنتين.
ومن جانبه أكد الرئيس ماكري احترام بلاده للإرادة الحرة للشعب المصري وقراراته، مشيرا إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، ولاسيما في مجالات الزراعة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وغيرها من المجالات.
الميركسور
كما أكد الرئيس الأرجنتيني على قرب انتهاء بلاده من إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول تجمع الميركسور بما يساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين.
وتناول اللقاء سبل الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وزير خارجية الأرجنتين
كما زار هكتور تيمرمان وزير خارجية الأرجنتين مصر استقبله الرئيس السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أشاد تيمرمان بالجهود المصرية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة.
ولفت إلى أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين وصولا إلى تحقيق التسوية النهائية، مؤكدا إدانة بلاده لكافة أشكال الإرهاب، ومنوها إلى دور مصر المحوري في مكافحة الإرهاب ليس فقط لكونها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط ولكنها أيضا دولة يمتد تأثيرها السياسي والثقافي إلى خارج محيطها الإقليمي.
وأكد السيسي عمق الروابط التاريخية للعلاقات العربية اللاتينية، مشيرا إلى تثمين مصر لموقف الأرجنتين إزاء ثورة الثلاثين من يونيو، مستعرضا إنجازات مصر على صعيد خارطة المستقبل المتمثلة في إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية.
كما أعرب عن تطلعه للبناء على هذه العلاقات التاريخية واستثمارها لتعزيز كافة مجالات التعاون سواء على الصعيد الاقتصادي، أو في إطار المحافل الدولية، مشيدا بالاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي الذي حققته دول أمريكا اللاتينية.
العلاقات الاقتصادية
وأسهمت زيارة رئيسة الأرجنتين للقاهرة في نوفمبر 2008 على رأس وفد من رجال الأعمال في فتح مزيد من مجالات التعاون الاقتصادى.
كما شجعت الزيارة رجال الأعمال على استكشاف فرص التعاون من واقع أن مصر والأرجنتين لديهما قاعدة متينة للتنسيق والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية من خلال عضويتهما في مجموعة الـ20 التي تلعب دورا مؤثرا في الدفاع عن مصالح الدول النامية فيما يتعلق بمفاوضات منظمة التجارة العالمية وكذلك في مجموعة الـ15 النامية، والتي تستهدف زيادة التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا.
التبادل التجاري
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والأرجنتين 2.1 مليار دولار في عام2008.
وتتمثل أهم الصادرات المصرية للأرجنتين في الحديد والصلب والمواد الكيماوية والأسمدة والأدوية وأهم الواردات في القمح واللحوم والورق.
وتعد الأرجنتين ثانى الشركاء التجاريين لمصر في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل.
العلاقات الثقافية
كما يقدم المركز المصري للزراعة خمس منح سنوية للأرجنتين وتقدم وزارة التربية والتعليم والأزهر منحتين سنويا لتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية .
ويوجد مبعوث للأزهر في بيونس إيرس يتولي إمامة المركز الإسلامي وتوفده وزارة الأوقاف إماما للعمل بالمركز الإسلامي في مدينة مندوزا, كما وقعت مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية في بيونس إيرس اتفاقية تعاون بينهما.
كما ساندت الأرجنتين مصر في بناء مفاعل مصر البحثي، والذي تم توقيع عقده في 29 سبتمبر 1992 وافتتح في 4 فبراير 1998.