رئيس التحرير
عصام كامل

مسار العلاقات التركية الألمانية الصعب بعد محاولة الانقلاب الفاشل

فيتو

منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا في يوليو من العام الماضي، تدهورت العلاقات الألمانية التركية على نحو غير مسبوق.

DW جمعت أهم القضايا الخلافية بين البلدين في التقرير التالي، لم تهز المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في 15 يوليو 2016 الوضع السياسي الداخلي فحسب، بل تعدت ذلك لتشمل حتى العلاقات مع الغرب، فالواقع يشهد، على سبيل المثال، أن ألمانيا وتركيا بلدان ربطتهما على مدى سنوات طويلة علاقات تاريخية جيدة، لكنهما يبتعدان في الفترة الأخيرة عن بعضهما

التوترات الأولى قبل الانقلاب الفاشل
توترات حقيقية في العلاقة الألمانية التركية كانت موجودة حتى قبل المحاولة الانقلابية، ففي 2016 حاول أردوغان ممارسة التأثير على حرية التعبير والرأي في ألمانيا عندما شعر بأنه مستهدف من خلال قصيدة للفنان الساخر الألماني يان بومرمان.

وعندما اعترف البرلمان الألماني في الثاني من يونيو 2016 بالقتل الجماعي بحق الأرمن في 1915 1916 كمذبحة جماعية، انتاب الغضب الحكومة التركية التي منعت نوابا برلمانيين ألمان من زيارة القاعدة الجوية في إنجرليك التركية. ثم حصلت المحاولة الانقلابية التي وصفها أردوغان "نعمة من الله".

محاربة حركة غولن
أردوغان استغل المحاولة الانقلابية للتخلص من عناصر في حركة غولن، وتعتبر الحكومة التركية أن الداعية الإسلامي فتح الله غولن وحركته هم من يقف وراء المحاولة الانقلابية، فيما ينفي غولن تلك الاتهامات. وفي غضون سنة بعد الانقلاب الفاشل تم إلقاء القبض في تركيا على أكثر من 50 ألف شخص، فيما سُرح أكثر من 100 ألف موظف حكومي بدون حصولهم على تعويضات. وقد اعتبر أردوغان انتقادات الحكومة الألمانية ومنظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لهذا الوضع "دعاية للإرهاب".

كما وصف أردوغان الدول التي منحت حق اللجوء بعد اتهامات التعذيب في السجون التركية لمواطنين أتراك بأنها "داعمة للإرهاب"، وقد منحت ألمانيا اللجوء لأكثر من 400 مواطن تركي من بينهم دبلوماسيين وجنود وقضاة وموظفين حكوميين تتهمهم أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، ويشدد القانون الألماني على ضرورة توفر "أدلة ملموسة ومقنعة" لتسليم المتهمين.

صحفيون معتقلون
ليس فقط أنصار غولن، بل حتى منتقدي النظام يعانون من فرض حالة الطوارئ، وقد ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين منذ 2016 إلى أكثر من 150 صحفيا، بينهم أيضا الصحفي الألماني التركي دنيس يوجيل الذي اعتقل في فبراير 2017 في إسطنبول في إطار التحقيقات التي انطلقت بسبب نشر الرسائل الإلكترونية لوزير الطاقة التركي وصهر أردوغان بيرات البيراك.

وتتهم السلطات التركية الصحفي يوجيل "بالتحريض والدعاية الإرهابية". يوجيل الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية ليس الصحفي الألماني الوحيد في المعتقل التركي، فبعد المحاولة الانقلابية تم في تركيا اعتقال عشرة ألمان، منظمة مراسلون بلا حدود انتقدت هذا الوضع ووضعت أردوغان في قائمة "أعداء حرية الصحافة"، حيث تحتل تركيا المركز 155 من بين 180 في قائمة حرية الصحافة.

منع الساسة الأتراك من الخطب في ألمانيا
وبموازاة اضطهاد المعارضين والقضاء عليهم أدرج أردوغان تعديلا دستوريا بهدف تركيز صلاحيات السلطة في يده. وقد ساعده في تحقيق ذلك تصويت الأتراك المقيمين في ألمانيا في الاستفتاء على الدستور في الـ 16 من أبريل 2017، إلا أن ظهور بعض الوزراء الأتراك أمام الجمهور تم رفضه لأسباب أمنية، الأمر الذي دفع أردوغان إلى اتهام الحكومة الألمانية بممارسة "أساليب نازية"، ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الاتهام، وقالت بأن هذا النوع من المقارنات بين جمهورية ألمانيا الاتحادية والنظام النازي يجب أن تتوقف.

وحتى رغبة أردوغان في التحدث إلى الجمهور التركي قبل قمة مجموعة العشرين في هامبورج أو بعدها لم يتحقق. وتعليل هذا القرار كان هو عدم توفر عدد كاف من رجال الشرطة لضمان الأمن، كما أن هذا الظهور لا يتناسب مع المشهد السياسي في ألمانيا، كما ورد في السبب الرسمي لرفض ظهور أردوغان.

أزمة إنجيرليك
بعدما حصل جنود أتراك على اللجوء في ألمانيا منعت تركيا نوابا برلمانيين ألمان من زيارة جنود ألمان في القاعدة الجوية التركية إنجرليك، ورغم المحاولات الدبلوماسية وزيارة وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل لم تتراجع الحكومة التركية عن قرارها مغلقة كل الأبواب.

وعلى إثر ذلك، قرر البرلمان الألماني في يونيو 2017 سحب القوات الألمانية من قاعدة إنجرليك، حيث يتمركز نحو 260 من الجنود الألمان المشاركين بطائرات الاستطلاع تورنادو في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وستُنقل تلك الوحدات إلى قاعدة في الأردن.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية