رئيس التحرير
عصام كامل

عماد متعب.. رزق


عندما تحذف 200 كلمة وتغير جهاز الكتابة 3 مرات أملًا في العثور على مقدمة تُجسد من بعيد مدى قناعتك بقضية دافعت عنها طوال المواسم الثلاثة الماضية، وواجهت بسببها اتهامات المجاملة تأتي الأيام والمواقف لتزيدني صلابة حول قضيتي "عماد متعب" أسطورة الكرة المصرية والأهلاوية والذي بسببه تحديت الجميع وأثبتت الأيام صدق رؤيتي بشأن امتلاك الكرة المصرية يورانيوم مشع للسعادة يدعى "أبو تمارا".


متعب نجح مؤخرًا في إعادة البسمة لعشاقه بأهدافه، وأثبت للجميع أنه ما زال صامدًا واقفًا على قدميه متسلحًا بصبره وجلده وعزيمته مؤكدًا فقط بـ"الأهداف" وليس بالكلام والأزمات واللسان الطويل عبارته الشهيرة "أنا مش محتاج أرد على حد أنا عماد متعب".

عزيزي القارئ تحدثت مرارًا وتكرارًا عن ظُلم عماد متعب في الأهلي وتسديده فاتورة إخلاصه وعشقه للأهلي و"تربيته" التي لعبت دورًا محوريًا في مواجهة مسلسل اضطهاد بحت، لكن هذه المرة لن أتحدث في الأمر نفسه وأكرر كلماتي الدفاعية عن المُتعب، لكن سأتحدث عن الحالة التي صنعها متعب لجماهير الأهلي التي لم تحتفل بعبور عقبة دوري المجموعات الصعب واحتفلت بمتعب في برج العرب في مشهد أنسى الجميع اهتزاز الأحمر ومدربه في البطولة الأفريقية، ودفع البعض للحديث عن إمكانية اعتزال اللاعب بعد تحيته الشهيرة قبل أن يخرج اللاعب ويؤكد استمراره، سأتحدث عن ليلة عاشتها جماهير الأهلي سعيدة بإخلاص نجوم الفريق لمتعب وإصرارهم على تسجيله في شباك وادي دجلة، سأتحدث عن مراسم تسليم الدوري ومشهد إصرار متعب على عدم ارتداء شارة القيادة التي عرضها عليها زميله حسام غالي، سأتحدث عن كرة ابتعدت عن قدم متعب في مباراة القطن "دون قصد" وغفرت له الجماهير بل دعمته بشكل غير طبيعي تحت شعار "متعب يعمل اللي عايزه واللي عنده كورة يلمها".

سأتحدث عن المناقشات الجدلية مع الزملاء والأصدقاء والأقارب حول أزمة عماد متعب في الأهلي كنت أحسمها بعبارة فاصلة "سهل تبقى مهاجم.. صعب تبقى عماد متعب" نعم.. متعب لن يتكرر ولن يأتي مثله فالكرة لم تنجب الخطيب من جديد ولم تصنع حسام حسن آخر ولم تستتنسخ أبو تريكة وبنفس الحال لم ولن يظهر عماد متعب جديد في ملاعبنا مجددًا، ورغم سخرية البعض وتهكم الآخر على دفاعي عن متعب والتأكيد على أن متعب "شطب كورة" إلا أنني كنت جاهزًا بالرد "رأس متعب فقط بمهاجمي الكرة المصرية مجتمعين فما بالك بقدميه بشرط العدالة".

وهنا يحضرني موقف لم أكتب عنه من قبل حدث من فترة ليست بالبعيدة يجسد فصلا واضحا وصريحا في الحرب الباردة التي عاشها متعب داخل الأهلي، حيث خرج متعب من غرفة خلع الملابس بعد استبعاده قبل إحدى المباريات وأثناء تواجده في "تراك التتش" هتف له صبي صغير "عماد يا متعب أوعى تمشي إحنا بنحبك.. أوعى تبطل يا متعب أنا نفسي أتصور معاك" ولسوء حظ الصبي أن أحد مساعدي البدري دون ذكر أسماء كان شاهد عيان على هتافات الصبي للاعب فأصدر فرمانه لأحد رجال الأمن بإخراج الطفل الداعم لمتعب، فجاء رد الأخير سريعًا "الواد ده يجي ويتصور معايا وأوعى حد يطلعه بره وبالفعل حضر الولد وقام متعب بترضيته ووعده بالتقاط صور أخرى معه في أي وقت".

ما سبق ليس تغزلًا في عماد متعب الذي لا يحتاج لكل ما سبق، لأنه التاريخ نفسه لكنه مجرد رسالة تؤكد أننا نعاني من "شيزوفرنيا بحتة" حيث من خرج وهاجم متعب بعد تصريحاته الشهيرة التي لم يتحدث فيها سوى عن حقه في اللعب والفرصة هو نفسه الذي خرج وهلل "عماد يا متعب" لمجرد إحراز اللاعب في شباك المقاولون أو فقط لرؤية اللاعب يجري عمليات الإحماء في مباراة الوداد المغربي، وهو أيضا من قام بتغيير صورة بروفايله بأخرى لمتعب لمجرد نجاح اللاعب في التسجيل، وهو نفسه من كتب وغرد ونشر صورة لمتعب وقال "عودة +90".. فقط لا تدافعوا أو تهاجموا اللاعب لكن ارفعوا أيديكم عن متعب واتركوه يحدد "وحده" مستقبله ويحسم قراراته الخاصة جدًا واستمتعوا فقط بكل لحظة يتواجد فيها اللاعب سواء على الدكة أو بالمستطيل الأخضر قبل أن تستعينوا بالعبارة الشهيرة "يوم من أيامك يا متعب" كما تفعلوها الآن بمجرد رؤية ضلعي مثلث السعادة الأهلاوي أبو تريكة وبركات فالرزق "مش فلوس ولا صحة ولا جاه فقط"  لكنه أيضًا أن تمتلك مهاجمًا بمواصفات متعب.
"عماد يا متعب.. دُمت محبوبًا منصورًا عاشقًا لتراب الأهلي وجماهيره".
الجريدة الرسمية