«أردوغان» يغدر بروسيا ويطعن «بوتين» في الظهر.. زيارة مرتقبة لوزير الطاقة التركي للاحتلال لتدشين أنبوب غاز.. الخط يستهدف النقل من تل أبيب إلى أوروبا.. وصهر «الخليفة» مهندس
يبدو أن مرحلة دفء العلاقات بين الرئيس التركي وحليفته إسرائيل وصلت إلى الذروة، وهو ما يعكسه إعلان وزير الطاقة التركي، براءات البيرق، زيارة تل أبيب قريبًا خلال هذا العام، لإبرام اتفاق حول إنشاء أنبوب للغاز الطبيعي لنقل الغاز منها إلى تركيا.
وذكر موقع «جلوبس» العبري أن الوزيرين التقيا أمس الأربعاء، على هامش مؤتمر عقد في إسطنبول حضره وزير الطاقة الإسرائيلي، وأشار الموقع إلى أن الوزير الإسرائيلي صرح في مارس الماضي بأن الاتفاق مع تركيا بات وشيكًا وربما يجرى في الصيف.
ويستغل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط التي تجلس على فوهة بركان لا يهدأ، بما يخدم مصالحه التي بالطبع تتلاقى مع إسرائيل.
بداية الصفقة
مناقشة موضوع خط الغاز من جانب الطرفين بدأت في يونيو 2016 بعد تسوية الخلاف بينهما التي اندلعت على خلفية أزمة سفينة مرمرة التركية التي استهدفتها إسرائيل على شواطئ غزة، لكن إعلان وزير الطاقة التركي صهر أردوغان زيارة تل أبيب لإتمام هذه الصفقة ينهى بشكل رسمي صفحة الخلافات المزعومة التي تظاهرت بها تركيا، لتظهر أنها تناهض الاحتلال الصهيوني رغم أن العلاقات الاقتصادية بينهما على ما يرام.
وتحدث الوزير الإسرائيلي خلال المؤتمر الدولي للنفط الذي عقد أمس في أنقرة بعد لقائه نظيره التركي قائلًا: «نأمل أن يزور وزير الطاقة التركي إسرائيل هذا العام».
وأضاف: «هذا سيساعد في إسراع إبرام هذا الاتفاق»، ولم يتم تحديد موعد للزيارة التي ستجرى خلال الأشهر المقبلة.
أردوغان بحاجة لإسرائيل
الرئيس التركي سبق أن صرح بأن بلاده بحاجة لإسرائيل، كما تحتاج الأخيرة أيضا إلى أنقرة في منطقة الشرق الأوسط على حد قوله، داعيا إلى المضي في تطبيع العلاقات بين البلدين التي تشهد توترا منذ أكثر من 5 سنوات.
انتعاش الخزانة الإسرائيلية
ويبدو أن تصريحاته كانت تمهيدًا للصفقة الضخمة التي ستدخل خزانة الاحتلال أموالا ضخمة، وستساهم في انتعاش الاقتصاد الإسرائيلي.
وسبق أن تحدث الشركاء في حقل الغاز الإسرائيلي لفيتان عن مفاوضات مع ائتلاف من 15 شركة تركية للطاقة أعلنت عن رغبتها في شراء أكثر من نصف كمية الغاز الموجودة في الحقل، وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن تركيا ستشتري كمية تتراوح بين 8-10 مليارات متر مكعب من الغاز في عام 2020.
ومن أبرز تداعيات هذه الصفقة أن إسرائيل ستتمكن من تطوير حقل لفيتان الذي يحتاج إلى استثمارات ضخمة، ولا توجد دولة أخرى قادرة على شراء هذا الكم الضخم باستثناء تركيا.
طعنة لبوتين
الصفقة المرتقبة بين تل أبيب وأنقرة بمثابة طعنة في ظهر للرئيس الروسي، فلاديمير، لأن تصدير الغاز الإسرائيلي عبر تركيا إلى أوروبا التي تعتمد على روسيا في تزويدها بما يقدر بـ30% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي الذي يصل إليها عبر أوكرانيا، سيؤثر على موسكو، وخاصة أن تل أبيب تريد أن تحل محل موسكو في توريد الغاز لأوروبا
المورد الرئيس للسلاح
والعلاقات بين إسرائيل وتركيا بدأت في مارس 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، تعترف بدولة الاحتلال. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا. وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الإستراتيجية، كما يتفق البلدان حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص منطقة الشرق الأوسط.
وفي 1958، وقع رئيس وزراء الاحتلال وقتها ديفيد بن جوريون اتفاقية تعاون مع تركيا ضد نفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط. ترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية.