«اتفاق إيران النووي يدخل ثلاجة ترامب».. طهران تخطط لاحتواء الموقف بمباحثات مع أمريكا.. الخارجية الإيرانية تعتبر موقف واشنطن عدائيا.. ومخاوف من دخول تهديدات الرئيس الأمريكي إلى حيز التنفيذ
منذ دخول الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" البيت الأبيض، وهو يسعي لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات إقليمية وعالمية وقعها سلفه باراك أوباما مثل اتفاق باريس لمكافحة تغير المناخ واتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، ومؤخرًا أثارت تقارير واردة من واشنطن مخاوف من انهيار الاتفاق النووي فعليا مع إيران، في مؤشرات ترجح انتقال تصريحات ترامب من التهديد إلى حيز التنفيذ.
وأثيرت المخاوف من انهيار الاتفاق النووي، الذي اعتبره العالم إنجازًا لأوباما ووزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" السابق، عندما وصف ترامب الاتفاق بين إيران ومجموعة 1+5، الذي يضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا، بأنه «اتفاق سيئ»، وكان الاتفاق رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية مقابل تقييد برنامجها النووي.
إصرار ترامب
وأثار إعلان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الثلاثاء الماضي، "تخطيط بلاده لإجراء مباحثات مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى الست الكبرى عام 2015"، مخاوف انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ما يسمح لها بإعادة فرض العقوبات على طهران وانهيار الاتفاق لعدم الالتزام الأخيرة به نكايةً في واشنطن.
وأضاف عراقجي إنه "من المقرر أن يشارك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك في 17 يوليو الجاري، حيث تجري المباحثات حول الاتفاق النووي، قائلا «مع الأمريكيين، أيضًا نجري مباحثات ثنائية».
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال، في أبريل الماضي، «إن ترامب أمر بمراجعة للاتفاق النووي مع إيران لبحث مدى التزامها بالاتفاق، ومدى استجابته لمصالح الأمن القومي الأمريكي».
وتابع: «إن ترامب اتخذ خطوة حصيفة عندما وجه الوكالات لمراجعة تستمر تسعين يوما بشأن ما إذا كان رفع العقوبات من خلال الاتفاق النووي مع إيران سيصب في صالح الأمن القومي الأمريكي، وذلك بناء على المراجعة التي أرسلها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الكونجرس».
وبالنسبة لطهران، فإنه اتفاق دولي أقرته الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ومن ثم فإن ترامب غير قادر على تغييره بشكل أحادي الجانب، وستكون زيارة ظريف لنيويورك أول زيارة لمسئول إيراني إلى الولايات المتحدة منذ تنصيب ترامب رئيسًا.
إلغاء الاتفاق
وكان أحد مستشاري حملة ترامب لشئون الشرق الأوسط "جابرييل صوما"، قال في فبراير الماضي، إن إدارة الرئيس الأمريكي ستعيد النظر في الاتفاق النووي مع إيران لتعارضه مع مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مرجحا، في حوار مع صحيفة "الرياض" السعودية "إلغاء الاتفاق النووي مع إيران بالكامل، جراء سياسة طهران التوسعية في المنطقة".
وأضاف صوما: "إن إعطاء إيران الحق بتفعيل مفاعلها النووي هو عنصر توتر كبير في الخليج العربي وبقية الدول العربية".
موقف عدائي
كما أعلن عراقجي أنه وفريقه النووي يسافرون إلى فيينا بعد اجتماع نيويورك لعقد الجولة التالية من المحادثات مع مجموعة 1+5 على مستوى نواب وزراء الخارجية في 21 يوليو الجاري، والذي يوافق الذكرى السنوية الثانية لعقد الاتفاق.
واستطرد عراقجي "أيضًا سوف يكون الموقف العدائي من جانب الولايات المتحدة إزاء الاتفاق النووي على رأس الأجندة".
ويهدف الاتفاق النووي إلى التخلص من التهديد الذي يشكله تطوير إيران لسلاح نووي.
ورغم رفع العقوبات ضد طهران في مقابل المراقبة الدولية لبرنامجها النووي، تبقي الولايات المتحدة على بعض العقوبات ضد إيران.