الغلاء يفجر أزمة بين عمال القطاع العام والمسئولين.. «تقرير»
في الوقت الذي يعاني فيه عمال قطاع الأعمال العام من تدني الأجور، ترتفع أسعار السلع والخدمات يوما بعد الآخر ويزيد الأوضاع سوء غياب أي خطط لزيادة الإنتاج بالشركات لتحقيق الأرباح التي تضمن زيادة الأجور، خاصة وأن الاقتصاد القومي لا يملك وفرة يستطيع من خلالها تلبية مطالب العمال.
وفي ظل الإدراك العمالي للأوضاع الاقتصادية الحالية طالب عمال قطاع الأعمال العام بتطبيق الحد الأدنى للأجور وتحقيق العدالة في الأجور بدلا من البحث عن مصادر أخرى لتوفير السيولة التي تساهم في ارتفاع أجورهم.
وخاطب عمال شركة عمر أفندي إحدى الشركات التابعة للقابضة للتشييد والتعمير المجلس القومى للأجور بوضع الحد الأدنى للأجور بما يتماشي مع نفقات المعيشة وارتفاع الأسعار وفقا للمادة 34 من قانون العمل 13 لسنة 2003، مشيرين إلى أن بعضهم ما زال يحصل على رواتب لا تتجاوز 600 جنيه شهريا، وسط معاناة من غياب العدالة في توزيع الأجور.
وهدد العمال بإقامة دعوى قضائية لإلزام الحكومة بالحد الأدنى للأجور حال بقاء الوضع على ما هو عليه، خاصة وأن أجورهم ثابتة منذ خصخصة الشركة أواخر عام 2006، لافتين إلى أنهم لا ذنب لهم في فشل الإدارات المتعاقبة التي لم تستغل إمكانيات الشركة وتشغيل الكوادر بها.
وبالتزامن مع مطالب العمال المشروعة خرج الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام مؤكدا أن عدد العاملين بالقطاع يبلغ 230 ألف عامل يتقاضون رواتب 13.8 مليار جنيه قبل الزيادات الأخيرة، مشددا على أن هذه الأموال لا تتحملها ميزانية الدولة بل الشركات، منوها بأن محفظة القطاع واحدة، وأى مكسب في أي شركة يصب في صالح القطاع كله.
وتابع: "إن الشركات الخاسرة يحصل موظفوها على مكافآت وأرباح، والقانون ينص على صرف علاوة سنوية ثابتة بنسبة 7% من الراتب الأساسي، ويضاف لذلك حافز الأرباح.
وأكدت مصادر بشركة عمر أفندي أن الشركة ملتزمة بدفع الأجور للعاملين رغم عدم تحقيق أي إيرادات وافتقار الشركة للسيولة اللازمة، الأمر الذي يكبلها بمزيد من الأعباء المادية، حيث تلتزم بصرف نحو 7 ملايين جنيه رواتب شهرية.
ويبدو أن أوضاع العمال لا تختلف كثيرا بالشركات التابعة للشركات القابضة الأخرى. حيث أكد عدد من رؤساء الشركات، الذين رفضوا نشر أسمائهم، لـ فيتو، استحالة زيادة مرتبات العاملين لديهم في ظل الأوضاع الاقتصادية للشركات والدولة بشكل عام في الوقت الحالي، مؤكدين أنهم يلتزمون بالكاد بدفع الأجور الحالية في ظل الإنتاج المتدني لشركاتهم والشركات التابعة.
وأضافوا "نحتاج إلى تغيير سياسات العمل بالشركات بهدف ربط الإنتاج بالعمل، فمن غير المنطقي منح العلاوات للعمال بالشركات الخاسرة ومساواتهم بمن أنتجوا وحققوا لشركاتهم الأرباح، مشيرين إلى أن هناك زيادة سنوية في الأجور بنسبة تقدر بـ 10%، بالإضافة إلى زيادة الحوافز والتأمينات، علما بأن الأجور تشكل نحو 65% من مصروفات موازنات شركات قطاع الأعمال العام.
وتابعوا: زيادة الإنتاج بالشركات هو الضامن الوحيد لتحسين أوضاع العمال وزيادة مرتباتهم.
ومن جانبه، قال جمال الديب، منسق ائتلاف منقذي شركة عمر أفندي، إن الرواتب بقطاع الأعمال العام متدنية للغاية فلم تزد منذ سنوات رغم الارتفاعات المتعاقبة في أسعار السلع والخدمات، متسائلا : "كيف لنا أن نعيش حياة كريمة بالتزامن مع ارتفاع معدلات التضخم بشكل مرعب في ظل ثبات الرواتب.
وأضاف الديب لـ فيتو أن القدرة الشرائية لعمال قطاع الأعمال العام وفي مقدمتهم عمال شركة عمر أفندي، تراجعت بشكل ملحوظ الأمر الذي انعكس سلبا على مستواهم المعيشي
وقال عامل رفض ذكر اسمه بشركة تابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج: "نطالب بعدالة في توزيع الأجور وليس بزيادتها في المطلق، لأننا ندرك طبيعة الأوضاع الاقتصادية الحالية، وما وصلت إليه الشركات من تراجع في الإنتاجية، فليس منطقيا أن يتقاضى رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات أجور ومرتبات ضخمة مقابل حصول العمال على مرتبات هزيلة، مطالبا بسرعة إدراج شركات قطاع الأعمال العام ضمن قرار تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور.
وأضاف "الجميع يدرك استحالة زيادة الأجور حاليا مع خسائر القطاع، ولكن العامل لا يمكنه مواجهة نيران ارتفاع الأسعار دون دعم الدولة له".