رئيس التحرير
عصام كامل

ماسبيرو واتحاد الكرة وتصالح المصالح!


ما زال هناك بعض المسئولين لم يتعظوا مما حدث مع حسني مبارك ومحمد مرسي، فلم نكن نتخيل أبدًا أن يأتي اليوم الذي نرى فيه وزيرًا خلف القضبان، ولكننا عشنا حتى رأينا رئيس الجمهورية نفسه في السجن بعد 30 سنة من النعيم والسلطة والجبروت، ثم جاء بعده رئيس آخر كنا نظنه سيحكم هو جماعته 500 سنة كما كان يطمع ويخطط ولكنه من أول عام ثار عليه الشعب ووضعه هو ونظامه في السجن أيضا، وكتب شهادة وفاة لجماعته..


أقول هذا الكلام بعد أن علمت بواقعة أتمنى ألا تكون صحيحة وهي التفكير في حرمان إعلام الدولة الرسمي (إذاعة وتليفزيون) من إذاعة مباريات الدوري المصري، لأول مرة في التاريخ منذ انطلاق الدوري عام 48، وإعطاء حقوق البث إلى قناة فضائية خاصة يمتلكها أحد رجال الأعمال، والذي يمتلك أيضًا 51% من وكالة الإعلان التي تشتري الحقوق الحصرية من اتحاد كرة القدم، ولم ينته الأمر إلى هذا الحد بل القادم أخطر، إذا كان صحيحا أيضا، وهو أن هناك مسئولا كبيرا في اتحاد كرة القدم شريكا لرجل الأعمال في هذه الوكالة ومعظم أعضاء الاتحاد يعملون في قناته ومع وكالته، هذه الواقعة نضعها أمام الأجهزة الرقابية والأمنية وأيضًا النائب العام والبرلمان للتحقق من صحتها وهل يمثل ذلك تضاربا للمصالح أم لا؟ كما أتساءل لماذا لم يتم تنفيذ حكم بطلان الاتحاد؟ ولماذا لم يحل واثنان من أعضائه في السجن؟

عموما هذا ليس موضوعنا وسواء كانت الواقعة صحيحة أم لا، أنا كل ما يعنيني هو التدمير المتعمد للإعلام الرسمي، لماذا ؟ ولمصلحة من؟

بالأمس منعوا ماسبيرو من إذاعة كأس العالم للشباب في كرة السلة، ولأول مرة في تاريخ تليفزيون الدولة يمنع من إذاعة حدث رياضي عالمي على أرض مصر، وهو صاحب شارة البث حصريا طبقا للقانون، فعلوا الأمر نفسه مع بعض مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم، وكذلك مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر، فلماذا إذن نغضب من قناة الجزيرة الرياضية القطرية التي تحرمنا من إذاعة المباريات الدولية لمنتخبنا وللفرق المصرية، إذا كان المسئولين المصريين يفعلون الأمر نفسه مع تليفزيون الدولة الرسمي؟

هل أصبح ماسبيرو هو الحيطة المايلة؟ أم أصبح عدوًا للدولة وللقنوات الخاصة ونحن لا نعلم؟ أم أنه هو سبب مشكلات مصر؟

ماسبيرو قد يكون مريضا حاليا، ولكنه لم ولن يموت أبدا ومن مصلحة الدولة أن يتعافى من مرضه، فالحكومة هي السبب الرئيسي في مرضه لأنه كان دائمًا في صفها فأصبح في نظر البعض إعلام النظام وليس الدولة، كما أنها هي التي كانت تختار قيادات فاشلة لإدارته، وماسبيرو لا تنقصه الكفاءات والكوادر، وأبناؤه هم بناة الإعلام المصري والعربي، فلا تشاركوا في هدم هذا المبنى العريق الذي يعتبر جزءًا من تاريخ مصر، وعلاج مشكلاته أسهل بكثير من هدمه.

وكما قال الرئيس السيسي إن ماسبيرو يقوم بعمل وطني ومهمة قومية، وليس مطلوبا منه تحقيق أرباح، ولذلك أنا على ثقة بأن الرئيس لن يرضيه ما يدبر في الخفاء لماسبيرو، أو أن يهان في عهده، فيجب الحفاظ عليه لأنه خط دفاع مهم عن الدولة الوطنية المصرية، ولقيادات ماسبيرو الحالية أقول لا تفرطوا في حقوقه حتى لو فرطتم في مناصبكم، فهي زائلة ولن يكون لها قيمة إذا سارت الأمور بهذا الشكل فلن تجدوا عملا، تمسكوا بإذاعة الدوري فضائيا، فليس هناك من يشاهد البث الأرضي.. أما لأصحاب المصالح أقول اعلموا أنه حتمًا سيأتي يوم للحساب، ومتعة الدنيا كلها لن تساوي ساعة واحدة خلف القضبان، وخبر صغير على "فيس بوك" كفيل بتلويث سمعتكم أنتم وأولادكم وأحفادكم.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية