أردوغان عن أزمة قطر: لا نريد رؤية قتال بين المسلمين
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في حوار مع شبكة "بي بي سي" البريطانية أن تركيا "سترتاح" إذا خلص الاتحاد الأوروبي إلى عدم قبول عضويتها فيه.
وأضاف متحدثا لبرنامج "هارد توك "إن تركيا "قادرة على أن تقف على قدميها منفردة".
ونفى أردوغان قيام السلطات التركية بسجن 150 صحفيا، قائلا:"إن شخصين فقط يحملان الهوية الصحفية مسجونان في تركيا".
ويأتي تصريح أردوغان في وقت مددت السلطات التركية اعتقال مديرة فرع منظمة العفو الدولية في تركيا وتسعة أشخاص آخرين.
وقال أردوغان لـ"بي بي سي": "نحن مخلصون لكلمتنا إذ يقول لنا الاتحاد الأوروبي بصراحة نحن غير قادرين على قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك سيكون مريحا لنا.. وسنبادر إلى تطبيق الخطة بي أو سي".
وأضاف "الاتحاد الأوروبي ليس أمرا لا غنى عنه بالنسبة لنا... لذا نحن مسترخون".
وتابع: "في الماضي، عندما كنت في أول دورة لي في رئاسة الوزارة، كانت تركيا تُوصف بأنها البلد الذي أنجز ثورة صامتة في قمة قادة الاتحاد الأوروبي، لكن الآن الاتحاد الأوروبي نفسه لم يعد يدعونا إلى قمة قادته فحسب، بل ويضيع وقتنا.. وهذا هو الوضع الآن".
وشدد أردوغان على أن غالبية الأتراك "لم يعودوا يريدون الاتحاد الأوروبي" ويعتقدون أن مقربته إلى تركيا "مُراء"، لكنه استدرك بالقول "على الرغم من كل ذلك سنواصل بقاءنا مخلصين في علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي لوقت إضافي قصير، وسنرى ما الذي سيجلبه ذلك لنا".
وكان أردوغان يتحدث بعد مرور عام تقريبا على محاولة الانقلاب العسكري في تركيا في 15 يوليو 2016، وقد قتل 260 على الأقل عندما قصف الجنود المتمردون مبان حكومية وقادوا الدبابات في مواجهة حشود من المدنيين.
وتفرض حالة الطوارئ في عموم البلاد منذ نحو 12 شهرا، حيث اعتقل أكثر من 50 ألف شخص وفصل أو أوقف 140 ألف شخص عن أعمالهم.
وأغلق نحو 160 منبرا إعلاميا، وفصل 2500 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام من وظائفهم، بحسب لجنة حماية الصحفيين، لتصبح تركيا أكثر البلدان سجنا للصحفيين في العالم.
ويشكك أردوغان بهذا الرقم، إذ قال، في البرنامج "انظروا، أنتم تتحدثون أكثر مني.. وتمتلك حرية أكثر مني. أنت لم تضمني لي حق الحرية (في التعبير) حتى الآن.. تجرين مقابلة معي ولكنك لا تعطيني فرصة للحديث".
وأضاف: "لم يسجن أحد بسبب الصحافة هنا، علينا الإقرار بذلك.. كتب صحفيو المعارضة الكثير من المقالات المسيئة لي.. وحتى مؤخرا فعلوا ذلك في المسيرة (التي خرجت ضد حكومة الرئيس أردوغان واختتمت الأحد)، وهذه المقالات المسيئة مازالت تنشر هناك".
وأكمل "أولئك الأشخاص الذين داخل السجن، لا يحملون عناوين صحفية، وبعضهم متعاون مع منظمات إرهابية وسجن البعض الآخر لحيازة سلاح ناري، وسجن بعضهم أيضا لتخريب ماكينات الصرف الآلي في المصارف وسرقتها".
وأوضح الرئيس التركي "أنهم يحملون شارة صحفية ولكن ليس لديهم بطاقة هوية صحفية رسمية، لذا فإنهم يزعمون أنهم صحفيون عبر حمل هذه الشارة.. والعدد ليس 170 كما ذكرت الآن.. هذه أكاذيب.. وقد قلنا ذلك مرارا".
وأضاف "ثمة صحفيان فعليا في السجن الآن. وعدا ذلك، كل ما يقال عن هذه القضية أكاذيب... وأرجوك دعينا لا نخدع العالم بمثل هذه الأكاذيب".
وبعيدا عن الشئون المحلية التركية سألت "بي بي سي" الرئيس التركي بشأن دعمه القوى لقطر التي تقاطعها أربع دول عربية لدعمها للإرهاب.
وكان أحد شروط الدول التي تقودها السعودية لرفع المقاطعة إغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، ورد أردوغان بإرسال مزيد من العسكريين إليها.
وردا عن سؤال إن كان يخشى أن تتصاعد التوترات لتتحول إلى نزاع (مسلح)، شدد أردوغان على أن تركيا لا تريد المشاركة في المواجهة.
وقال "انظروا، الآن تسألونني هذا السؤال، ولكن لماذا لا تسألونه للولايات المتحدة؟ لماذا لا تسألين هذا السؤال لفرنسا؟ ولماذا لا تسألينه لإنجلترا؟".
وشدد أردوغان على القول "لسنا جزءا من هذه الأزمة، بل بالعكس، نريد أن نشجع الحوار والسلام في منطقة الخليج.. ونسارع لإيجاد حل هنا.. لا تفضل تركيا أبدا أن يقتل مسلم مسلما آخر في هذه المنطقة.. لا نريد أن نرى قتالا بين المسلمين.. لقد جزعنا من ذلك".
وأضاف "لا نريد أن نرى ما يحدث في اليمن.. لا نريد أن نرى تلك التطورات الحاصلة في فلسطين وليبيا.. وبات واضحا ما يحدث في سوريا، وواضحا ما يحدث في العراق، وتركيا تدفع الثمن بسبب هذه القضايا.. لا نريد ذلك.. ولذلك لا نريد ذلك لقطر أيضا".