دعم الدول الغنية لأفريقيا.. انتقائية تعرقل التنمية
كان من المتوقع أن تضع مجموعة العشرين القارة السوداء على قائمة أولويات قمتها بهامبورغ. لكن بيانها الختامي وضع حماية المناخ وحرية التجارة العالمية على قائمة أولوياتها هذه. ولم يُلتفت إلى مشكلات أفريقيا إلا قُبيل ختام القمة رسميًا، فقد قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم 639 مليون دولار للجمعيات التي تعمل على مكافحة الجوع في نيجيريا والصومال واليمن وجنوب السودان. أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد ختمت القمة برفض صريح "للمساعدات التنموية التقليدية".
وعوضًا عن ذلك، يجب دعم الاقتصادات الوطنية لدول أفريقية في إطار مبادرة "الشراكة مع أفريقيا" من خلال المزيد من الاستثنارات الخاصة، مع التركيز على التعالم والبحث والصحة ومشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى الاستثمار في الاستقلال المهني للنساء.
دول معينة دون غيرها
من الواضح أن هذه العروض التي تنوي دول العشرين تقديمه من خلال المبادرة، لا يشمل كل الدول الأفريقية، إذ تركز في المقام الأول على إثيوبيا وساحل العاج وغانا والمغرب ورواندا والسنغال وتونس كشركاء.
وعن اختيار الدول الشريكة بشكل أساسي تقول السياسية مع حزب الخضر بيريتا هيرتزبيرغ-فوفانا: "مبدئيًا، فكرة الشراكة مع أفريقيا فكرة جيدة، ولكن على أي أساس يتم اختيار ما يسمى بالدول الرائدة في الإصلاح؟".
جنوب أفريقيا هي الدولة الأفريقية الوحيدة الممثلة في مجموعة دول العشرين، ولكن ممثلين من دول أفريقية أخرى حضروا القمة، كالرئيس السنغالي ماكي سال كممثل "الشراكة الجديدة لتطوير أفريقيا"، والنيجيري أكينوومي أديسنا رئيس بنك التطوير الأفريقي، بالإضافة للمدير الجديد لمنظمة الصحة العالمية، الأثيوبي تيدروس أدانوم.
و رغم هذه الانتقائية فقد أبدى رئيس غينيا ألفا كوندا - الحاضر للقمة بصفته رئيسًا للاتحاد الأفريقي - رضاه عن الوعود التي قدمتها القمة لأفريقيا قائلًا: "إحدى نتائج قمة العشرين هو الاتفاق على ضرورة الاستماع للأفريقيين وليس اتخاذ القرارات عوضًا عنهم، بل ضرورة مناقشة ما يحتاجونه بالفعل".
كما أكد كوندا على ضرورة التزام دول مجموعة العشرين بوعودها التي قدمتها لأفريقيا، مشيرًا إلى أنه "عندما أسمع الرئيس الفرنسي أو المستشارة الألمانية، فإنني أتفاءل بذلك".
"انعدام الاهتمام الجدي بأفريقيا"
ولكن وزير الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو لديه رأي آخر: "قمة العشرين لم توقظ الاهتمام بأفريقيا في نفوس المشاركين"، فمن الواضح أن اهتمام الدول انصب على المشكلات والأزمات التي تخصها كالأزمة السورية مثلًا أكثر من اهتمامهم بأزمات القارة السمراء.
كما أن تنمية القارة الأفريقية لا يقتصر على الاستثمارات وحدها، وإنما على المشاركة في مكافحة المعوقات التي تقف في وجه تلك التنمية. وفي هذا السياق، كتب نائب الرئيس النيجيري في صحيفة لوموند الفرنسية: "إذا كانت الدول الأوروبية مهتمة فعلًا بمساعدة تطوير أفريقيا، فعليها أن تدعم الحكومات الأفريقية في مكافحة الفساد.
ويرى البعض أن الحل يجب أن يبدأ من الداخل، إذ "لا يمكن حل مشكلات أفريقيا في هامبورغ أو واشنطن أو شنغهاي، وإنما من قبل القادة الأفريقيين فقط"، كما يقول الصحفي التنزاني جنرالي أوليموينكو.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل