رئيس التحرير
عصام كامل

أبو بكر البغدادي.. مقتل رجل الظل وزعيم الإرهاب (بروفايل)

أبوبكر البغدادي
أبوبكر البغدادي

صباح يوم الأحد الموافق 29 يونيو 2014 استيقظ العالم على فاجعة جديدة تبشر بسنوات جديدة من الدموية، إذ أعلن قيام ما يسمى بالخلافة الإسلامية برعاية تنظيم داعش الذي تميز عن أقرانه بوحشيته وتفننه في القتل وسفك دماء وتعذيب ضحاياه دون شفقة.


ألقى التنظيم الضوء على أحد هؤلاء المتمرسين في الإرهاب من رجال الظل الذين خرجوا من العدم ليعيثوا في الأرض فسادا.. وسبق ذلك الإعلان تسجيل صوتي في أبريل 2013 أعلن أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش أن جبهة "النصرة" في سوريا هي جزء من التنظيم.. وقبل تلك الأحداث المتتالية لم يكن يعرف العالم شيئا عن هذا الرجل الذي أخرج الأفكار الظلامية إلى النور وحقق نجاحات تكسوها الدماء للتنظيمات الإرهابية إلا أنها سرعان ما بدأت تتقهقر وتعود أدراجها.

من هو الخليفة المزعوم ؟ هو عواد إبراهيم البدري من مواليد مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين شمال العراق عام 1971، تتلمذ على يد أبي مصعب الزرقاوي الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في القصف الأمريكي عام 2006.

أوردت العديد من التقارير طفولة وشباب البغدادي، التي بدأها محبا للقرآن الكريم ومعلما له، وكان شديد الالتصاق بالمسجد المقارب لمنزله، فضلا عن تعلق قلبه بكرة القدم وتواجده الدائم في الملعب الملاصق للمسجد، إذ كان ملقب بـ"ميسي" الفريق !

إذا كيف تحول "ميسي الفريق" إلى زعيم أحد أعتى التنظيمات الإرهابية، يبدو من سيرة البغدادي الشحيحة المعلومات، أن نقطة التحول المركزية في حياته حسبما كشفت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية أن البغدادي الذي كان معتقلًا في قاعدة أمريكية بالعراق لسنوات طويلة، قال لسجانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في عام 2009: «نراكم في نيويورك».

ونقلت الصحيفة عن الجنرال كينيث كينج أنه يتذكر ما قاله أبوبكر البغدادي لحظة مغادرته السجن عندما قال: «أراكم في نيويورك يا شباب»، وحينها لم يأخذ الجنرال كينج هاتين الكلمتين على محمل الجد ليكتشف الآن أن البغدادي كان يعني ما يقول، وأنه كان خارجًا من السجن لمواصلة القتال، كما تم إيداعه في سجن بوكا لمدة تقترب من 10 شهور عكف خلالها على تعليم المساجين الدين الإسلامي ومن ثم خرج ليبدأ في جمع شتات الإرهابيين الذين فرقتهم السجون ويبدأ في إعداد العدة للانتقام من الجميع.

تمكن البغدادي من تكوين تنظيمه الإرهابي في أشهر قليلة وتمكن من أن يفرض سيطرته في أول هجماته على ثاني أكبر مدينة في العراق ليبدأ سلسال الدم والوحشية في التفشي، مع استمرار مطاردة القوات الأمريكية للزعيم الغامض وظهور العديد من المعلومات المتضاربة عن وفاته واستهدافه بضربات جوية أمريكية إلا أنه كان سرعان ما ينفي تلك المعلومات ويثبت كذبها.

وكانت المفاجأة في إعلان تنظيم داعش الإرهابي، عبر مصدر محلي في محافظة نينوى، اليوم الثلاثاء، في بيان مقتضب جدًا عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، وتحدث عن قرب إعلان اسم "خليفته الجديد"، مشيرا إلى أن التنظيم دعا مسلحيه إلى مواصلة ما سماه "الثبات في المعاقل"، ليتم طي صفحة الزعيم الغامض وتبدأ مرحلة جديدة من تقهقر تنظيم داعش الإرهابي.


الجريدة الرسمية