انتهاء أسطورة داعش.. التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد 4 سنوات إرهاب.. يخطط لإنقاذ عرش الخلافة الضائع بالمفاوضات.. الأقليات الدينية بالعراق وأنصار باعشير سلاحه للبقاء.. وسامح عيد: النهاية اقتربت
يوم بعد الآخر، يخسر تنظيم «داعش» الإرهابي المدعوم بآلاف المرابطين على أفكاره الإرهابية، مساحات شاسعة من الأراضي التي وضع يده عليها، قبل أربعة أعوام، لإقامة خلافته المزعومة.
تحرير الموصل
وآخر ما خسره الدواعش، كانت مدينة الموصل العراقية، التي تحررت بالكامل من سيطرة التنظيم، في معركة تخوضها بلاد الرافدين، لاستعادة كامل ترابها الوطني.
تقهقر التنظيم وانتاكسته في العراق، وقبلها ليبيا، التي أعلنت على لسان اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي الوطني، تطهير مدينة بني غازي من داعش؛ ومُحاصرته في سيناء، بواسطة الجيش المصري الباسل، كل ذلك يجعل التنظيم الإجرامي، يغرق في حسابات كابوسية، لنقل نشاطه إلى مناطق بديلة، بات اللجوء إليها في ظل هزائمه المتلاحقة، ليست أكثر من «مسألة وقت».
جماعات عنقودية
ويتجه تنظيم داعش، إلى تنفيذ خطة من ثلاث محاور، حسب دراسة موسعة للباحث في مؤسسة راند الأمريكية للدراسات، كلاين كلارك، أولها إقامة تحالف جديد مع تنظيمات جهادية، حتى لو كانت تتنافر معه أيدلوجيًا، على أن يعيد تشكيل صفوفه وخططه، في جماعات عنقودية، وتحت مسميات مختلقة، للحفاظ على عناصر التنظيم، التي تشربت خبرة كبيرة في حروب العصابات، وكيفية إدارة المدن، بعد تمرس في الإرهاب المنظم، اقترب من 4 سنوات.
ويعتمد التنظيم الإرهابي بشكل أساسي، على التقرب من الجماعات السنية المهمشة، في بلدان مختلفة بالشرق الأوسط، ويبدأ تنفيذ خطته حاليا من العراق نفسها، وخاصة مناطق، صلاح الدين، ونينوى، والأنبار؛ في نفس الوقت الذي يستقتل على ما تبقي له بسوريا، للاستفادة من ضغوط القوى الدولية، لتشكيل نظامها السياسي الجديد، على نهج لا مركزي، وهو التصور الذي ترفضه مصر، لأنه سيصب بالأساس في صالح الجماعات الإرهابية.
اتفاقات جديدة لداعش
الجزء الثاني في خطة داعش، بحسب "كلارك"، يهدف إلى إعادة توثيق التحالف مع الجماعات المتشددة، في أندونيسيا والفلبين، وخاصة أنصار أبو بكر باعشير، زعيم جماعة المجاهدين الإندونيسية، وجماعة «موتي» الفلبينية المسلحة، وكذلك جماعة أبو سياف، التي أعلنت مبايعة أبو بكر البغدادي؛ وهنا يعود التنظيم إلى سيرته الأولى، بالتركيز على الحواضن الاجتماعية، التي مكنته في بداياته، من تشكيل ظهير شعبي، مؤيد لفلسفته الدموية، الرامية إلى إعادة الخلافة بالسيف والقتل والتفجير.
نهاية التنظيم
سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أكد أن نهاية التنظيم في الموصل قاربت على الانتهاء، خاصة بعدما أعلنت الحكومة العراقية السيطرة على المدينة، إلا أن ذلك لا يعني أن التنظيم يلملم أوراقه ويستسلم للنهاية التي وصل إليها.
وأوضح القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، أن التنظيم الإجرامي، يرتب أوراقه حاليًا ويعيد حساباته، ليعود أكثر شراسة، وخاصة بعدما بات لديه كوادر مدربه، كونها على مدار سنوات، وبات لديهم أمل في إقامة الخلافة، التي استمرت طابقة على أنفاس العالم أربع سنوات، ما يعني أن استعادتها أمر متاح بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن الوضع في حاجة مُلحة الآن إلى تكاتف دولي وعربي لاجتثاثه من على وجه الأرض، حتى لا يعود مرة أخرى، ووقتها لن يستطيع إيقافه أحد.