رئيس التحرير
عصام كامل

حرب لا تكتمل!


من الأربعينيات في القرن الماضي ونحن نخوض حربًا ضد التطرف والإرهاب ولكنها حرب لا تكتمل.. حرب تتوقف لسنوات ثم تستأنف مرة أخرى مجددًا أشد عنفًا وأكثر دموية.


لقد بدأنا هذه الحرب ضد التطرف والإرهاب بعد أن كشفت جماعة الإخوان -التي ابتلينا بها عام 1948- عن وجهها القبيح، وبدأت تمارس العنف المنظم والإرهاب الممنهج وعلى إثر ذلك أغلقنا هذه الجماعة وحظرنا نشاطها وطاردنا قادتها وكوادرها، غير أننا عدنا بعد وقت قصير لنسمح لهذه الجماعة بالنشاط والعمل، بل إعادة بناء جهازها السري الذي يمارس العنف والإرهاب.

وبعد محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954 حظرنا مجددًا نشاط هذه الجماعة وطاردنا قادتها وكوادرها.. غير أننا مع مرور الوقت غفلنا عن خطرها بل وعفونا عن بعض قادتها، وفي مقدمتهم سيد قطب، لنفاجأ بأنها استفادت من ذلك في إحياء تنظيمها السري مجددا، وأن هذا التنظيم خطط ليس فقط لاغتيال عبد الناصر ومسئولين آخرين، وإنما لإغراق الدلتا كلها.. وبعدها عدنا لمطاردة هذه الجماعة وكوادرها.

إلا أننا بعد موت عبد الناصر عدنا لمهادنة هذه الجماعة والعفو عن قادتها وكوادرها والسماح لها بالعمل والنشاط لتبدأ اختراق النقابات ومنظمات المجتمع المدنى الأخرى وتقوى شوكتها.. والأخطر لتفرغ لنا تنظيمات إرهابية أخرى عديدة.. وحتى بعد اغتيال السادات انشغلنا بمطاردة بعض هذه التنظيمات الإرهابية، وغفلنا عن خطر التنظيم الأم لها وهي جماعة الإخوان لتتمدد في المجتمع وتخترق أحزابنا ثم برلماننا فيما بعد، وتستثمر ذلك في التحضير للقفز على السلطة كما حدث عام 2012.

إن القضاء على الإرهاب يقتضي التخلص من رأس الأفعى وتصفيتها.. وهذا يقتضي أن نكمل هذه المرة حربنا ضد الإرهاب حتى نتخلص من شرور هذه الجماعة.
الجريدة الرسمية