العلماء يجمعون عينات قبل اختفاء الأنهار الجليدية
أكد علماء بمركز البحوث العلمية الفرنسي، أن الجبال الجليدية ذات الارتفاعات العالية تحتفظ داخلها بمعلومات مسجلة عن المناخ والبيئة التقطها الجليد، ولكن مع تسبب التغير المناخي في ارتفاع درجات الحرارة، فإن العديد من الأنهار الجليدية تتراجع، ما يهدد بضياع هذا الكنز من البيانات العلمية الموجودة بالمناطق الجبلية في جميع أنحاء العالم.
وسارع فريق من العلماء بالمعهد الوطني للبحوث العلمية في باريس، بالحفر لاستخراج عينات جليدية من الأنهار الجليدية التي يهددها الاحترار العالمي.
ويهدف مشروع "ذاكرة الجليد" -الذي يقوم به المركز الفرنسي- لإنشاء أول مكتبة في العالم لأرشفة الثلوج الجليدية، ومن أجل هذا الغرض سافر 15 باحثًا من جميع أنحاء العالم إلى ارتفاع ما يزيد على 6 آلاف و300 متر فوق مستوى سطح البحر عند نهر إليماني الجليدي في بوليفيا.
وتمكن العلماء من استعادة اثنين من العينات الجليدية من الصخور الصلبة الكامنة وراء صفائح التربة - يصل طول كل منها إلى أكثر من 400 قدم - ومنع ضيق الوقت العلماء من التمكن من حفر عينة ثالثة.
ويصاحب تنفيذ هذه المهمة صعوبات (تساقط الثلوج الكثيفة، وهبوب الرياح القوية)، ما أدى إلى تباطؤ المشروع لأكثر من أسبوع.
وقال جيروم تشابيلاز، كبير العلماء في المركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا ومنسق المشروع، "إن العلماء يعرفون ما تعنيه الظروف القاسية وأعدوا أنفسهم نفسيا.. لقد أظهر العلماء تفانيا كبيرا لهذه المهمة".
ومن المقرر أن يقوم العلماء بعد انتهاء عمليات الحفر، بنقل عينات الجليد إلى أول قبو للتراث العالمي للعينات الجليدية الموجود في كونكورديا في القارة القطبية الجنوبية؛ ومن ثم سيتم تخزين مئات العينات الجليدية من جميع أنحاء العالم في كهف الجليدي تصل درجة حرارته إلى ناقص 50 درجة مئوية، جنبًا إلى جنب مع العينات الأولى المستخرجة من جبل مونت بلان في جبال الألب الفرنسية.
يذكر أن مشروع ذاكرة الجليد، يركز على الأنهار الجليدية ذات الإمكانيات العلمية المؤكدة، ويهدف الباحثون إلى استخراج ثلاث عينات من كل موقع جليدي مختار، ويقوم العلماء بتحليل العينة الأولى كمرجع، وتخزين العينتين الأخريين في أنتاركتيكا لأغراض الأرشفة.
ويعد الهدف الأساسي للمشروع تأسيس موقع آمن للعينات الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، أو كما يصف تشابيلاز: "تخصيص قارة للسلام وللعلوم".