مطالب بوضع ميثاق اجتماعى يجنب مصر العنف
أكد الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية والقس رفعت فكرى سعيد راعى الكنيسة الإنجلية أن مصر أكبر من أى أزمات طائفية تعترض طريقها بين الحين والآخر وأن تطبيق القانون على الجميع سيحد من الأزمات الطائفية التى تمر بها مصر خاصة وإن الخطاب الدينى يعد من من أهم أسباب الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين فى المجتمع، حيث دخل إلى منبر الخطاب عدد من المتشددين فتسببوا فى تصاعد حدة العنف والاحتقان بين افراد المجتمع المصرى.
جاء ذلك فى ندوة "الوحدة الوطنية ..هلال وصليب " التى نظمتها جريدة اضاءة الاليكترونية اليوم ويتبناها الامير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية وعقدت بمقر المجلس حيث ناقشت موضوع الفتنة الطائفية ودوافعها ومناهضتها.
وشدد ضيفا الندوة على اهمية معالجة الخطاب الدينى ومنع مثيرى الفتن من اعتلاء منابر الخطابة فى المساجد والكنائس بالاضافة الى تعليم الاجيال الجديدة سبل اجراء الحوار الهادىء والمنطقى بين طرفى المجتمع المصرى وغرس ثقافة قبول الاخر والاعتراف بحقه فى ممارسة شعائره الدينية.
واكد الدكتور محمود عاشور ان علاقات المسلمين وغير المسلمين فى مجتمعات الاسلام هى قضية شائكة وقديمة ومرتبطة بالتاريخ الاسلامى كله ..مشيرا الى انه لا عنصرية ولا تعصب فى الاسلام وان العلاقات بين المسيحية والاسلام علاقات قديمة وعظيمة ولم يشوبها فى ايام الاسلام الاولى اى مناوشات او مشاكل .
واضاف ان حادثة الخصوص "قد تكون مدبرة وتم فيها احراق كنيسة ولم نسمع فى التاريخ الاسلامى كله عن حرق كنائس النصارى الا فى هذه الاونة التى نعيش فيها.
واكد اننا بحاجة للعودة بمصر الى سيرتها الاولى فمصر ام العالم العربى والاسلام نزل فى الجزيرة العربية ولكنه درس وعلم فى مصر وصار له مركزا فيها.
ونبه الشيخ عاشور الى ان الكنيسة دار عبادة وحين تكثر دور العبادة يزداد نشر الاخلاق والخير ويحاصر الشر فالاديان جميعها تزرع الحب وتنشره.
ومن جهته اكد القسيس رفعت ان انكار المشكلة فى مصرهوما يفاقم من حجمها وعلينا ان نعترف بوجود مشكلة مزمنة فى عالمنا العربى وهى مشكلة عدم قبول الاخر "فى اشار الى المسلم والمسيحى" ..مشيرا الى ان التعصب مشكلة نفسية خاضعة للظروف البيئية التى ينشىء فيها كل شخص حيث يلعب دورا هاما فى نشر بذور الفتنة الطائفية التى يعظمها الخطاب الدينى على كل المستويات.
وطالب راعى الكنيسة الانجلية بميثاق اجتماعى يجنب المصريين العنف والتطرف والتعصب فلابد من الاعتراف بحق كل مصرى فى هذا الوطن فى اعتناق الافكار التى يرى انها تحقق له السعادة ..منوها الى ضرورة التسليم باننا نعيش فى مجتمع تتعدد فيه العقائد والافكاروالاجتهادات واساليب الحياة ويجب اعتماد الحوار الهادىء اسلوبا للتعامل والبعد عن المناظرات التليفزيونية ذات العنف اللفظى، بالاضافة الى الاعتراف بحق كل انسان فى ممارسة شعائر دينه فلسنا مطالبين بالحكم على ضمائر الناس ولابد من اعلاء مبدا ان الوطن للجميع وان الجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.