رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الأنفاس الأخيرة.. مقاتلو «داعش» يلقون بأنفسهم في نهر دجلة

فيتو

ألقى مقاتلو تنظيم "داعش" بأنفسهم في نهر دجلة اليوم في محاولة للفرار من معركة الموصل حيث يواجهون هزيمة وشيكة على أيدي القوات العراقية التي تقاتل لطردهم من آخر جيب لهم في المدينة.

قال التليفزيون العراقي إن قوة خاصة تقاتل تنظيم داعش بالمدينة القديمة بالموصل وصلت اليوم الأحد إلى ضفة نهر دجلة مما يشير إلى أن آخر معقل للمتشددين بالمدينة على وشك السقوط.

وبعد ثمانية أشهر من القتال الذي دمر أجزاء من المدينة وأزهق أرواح آلاف المدنيين وشرد نحو مليون نسمة يقول مسئولون عراقيون إن النصر قريب.

وستكون هذه الهزيمة الأكبر لتنظيم "داعش" منذ سيطرته على الموصل قبل ثلاث سنوات في إطار هجوم واسع اجتاح خلاله مساحات كبيرة في العراق وسوريا معلنا قيام "دولة الخلافة".

وفر المتشددون من كل أنحاء مدينة الموصل باستثناء رقعة من الأرض على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة حيث تمركزوا في الأزقة الضيقة في المدينة القديمة. وارتفعت أعمدة الدخان فوق المدينة القديمة اليوم وتناثرت الجثث المتحللة لمقاتلي التنظيم في الشوارع. وترددت أصداء زخات متفرقة من الرصاص ونفذت طائرات عدة غارات جوية.

تقدم مستمر
وقال العميد يحي رسول المتحدث باسم الجيش العراقي للتليفزيون الرسمي في وقت سابق اليوم إن 30 متشددًا قُتلوا وهم يحاولون الفرار بالسباحة في نهر دجلة. وفي وقت لاحق كتبت قناة العراقية الإخبارية على الشاشة "قوات مكافحة الإرهاب ترفع العلم العراقي على حافة نهر دجلة في المدينة القديمة بالموصل".

وقالت القناة العراقية نقلًا عن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله "قوات مكافحة الإرهاب تحرر منطقة الميدان وتصل إلى حافة نهر دجلة وتتقدم باتجاه منطقة القليعات آخر الأهداف لقوات مكافحة الإرهاب ولازال التقدم مستمرًا".

وتعهد تنظيم "داعش" أمس السبت بالقتال حتى الموت في الموصل. ولجأ المتشددون المحاصرون في منطقة آخذة في التقلص بالمدينة لدفع انتحاريات لتنفيذ تفجيرات بين آلاف المدنيين الذين يفرون من ميدان المعركة وهم جرحى يعانون الخوف وسوء التغذية. كما فرضت المعركة أعباء ثقيلة على كأهل قوات الأمن العراقية.

معركة صعبة
وقال الجنرال الأمريكي السبت روبرت سوفجي إن السلطات العراقية ستعلن "في وقت وشيك" النصر النهائي في الموصل. ويدير سوفجي مركز عمليات مشتركة للتحالف الذي يقاتل تنظيم "داعش" في بغداد وخارجها و"خلية ضاربة" تنسق الضربات الجوية في العراق.

وأشار إلى أن الجهاديين الذين بقوا في الموصل يقاتلون حتى الموت في منطقة صغيرة جدًا في البلدة القديمة المجاورة لنهر دجلة، وأنهم "يائسون".

وقال الجنرال إن بعضهم يحاول التسلل داخل صفوف المدنيين الفارين من المدينة ويحلقون لحاهم ويغيرون ثيابهم، بينما يتظاهر آخرون بالموت وبعد ذلك يفجرون ستراتهم الناسفة عند اقتراب قوات الأمن العراقية منهم.

واعتبر الجنرال الأمريكي أن قوات الأمن العراقية "تستحق أن تحتفل وأن تفخر وتشعر بالإنجاز"، مقدمًا "التهاني المسبقة لعناصرها في معركة عظيمة".

وأضاف أن "القتال في الموصل لا يشبه أي شيء قام به أي جيش حديث في وقتنا الحاضر. فقط الحرب العالمية الثانية يمكن أن تشبهه من بعيد".

ولا تكشف الحكومة العراقية عن حجم الخسائر في صفوف قواتها لكن طلب تمويل من وزارة الدفاع الأمريكية، قال إن قوات مكافحة الإرهاب التي تقود المعركة في الموصل بلغت خسائرها 40 في المائة.

وطلبت وزارة الدفاع الأمريكية 1.269 مليار دولار من الميزانية الأمريكية لعام 2018 لمواصلة تقديم الدعم للقوات العراقية. وبعد انتزاع الموصل ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" في العراق بالأساس على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان.

ح.ز/ ع.غ (رويترز)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية