دول تداوي مرضاها بالمخدرات.. 28 ولاية أمريكية تزرع القنب لأغراض طبية.. بريطانيا تصنع المورفين من مزارع الخشخاش.. وشركة هولندية تبيع الماريجوانا للاستخدام الطبي
عرف الإنسان المخدرات منذ الأزمنة البعيدة، وأدرك تأثيرها على الصحة؛ ودونها المصري القديم على شكل نقوش على جدران المعابد وأوراق البردي وكان يعتقد الهندوس أيضًا أن الإله "شيفا" يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الإلهة الرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش.
ولكن مع تطوير أنواع المخدرات لتشمل المهدئات (المهبطات)؛ والمنشطات (المنبهات)؛ والمهلوسات (رحلات الأوهام)؛ والمثيرات للجنس (المنشطات الجنسية)، أدركت الحكومات خطورتها على صحة المواطنين، فحظرت زراعة القنب أو ما يُعرف بالحشيش، والخشخاش، الذي تعرضت مساحة الأرض المزروعة به إلى التقلص عام 1999 بنسبة 14% عما كانت عليها عام 1990.
أمريكا
ومع مرور الوقت، أدركت الدول شيئًا فشيئًا أهمية المخدرات في صناعة الأدوية مثل أمريكا التي لا يزال فيها ثمان وعشرون ولاية بجانب العاصمة واشنطن يُزرع فيها القنب لأغراض طبية، وتوسعت كندا عام 2014 في زراعته، لدرجة طلبت منها دولا أخرى مثل "أوروجواي" المساعدة بمدهم بعينات لاختيار السلالات التي يحتاجون إلى زراعتها، للاستعانة به في علم الصيدلة والاستخدامات العلاجية.
تشيلي
وفي تشيلي، جرمت الحكومة رسميًا استخدام القنب بشكل خاص وشخصي عام 2005، ولكنها سمحت بزراعته للأغراض الطبية وبإذن من خدمة الزراعة التشيلية SAG وتستخدم وزارة الصحة التشيلية "الماريجوانا" في علاج السرطان، والصرع الحراري، وألم التهاب المفاصل المزمن.
جامايكا
وفي جامايكا، أصدر مجلس النواب قانونًا في فبراير 2015 يجرم حيازة ما يصل إلى 2 أوقية من القنب، لكنه وضع أنظمة لزراعته لأغراض طبية ودينية.
هولندا
واشتهرت هولندا مؤخرًا بصناعة "الماريجوانا" الطبية ولكن بشكل محدود، وكلفت وزارة الصحة بتأسيس شركة "بدروكان كانابيز" لبيع الماريجوانا للاستخدام الطبي.
المملكة المتحدة
واختارت المملكة المتحدة في يونيو 2015 أن تزرع الأفيون، ليس لتحويله إلى هيروين وشحنه إلى دول العالم ولكن لصناعة المورفين الطبي لاستخدامه في تخفيف آلام المرضى قبل وبعد العمليات الجراحية.
ويغطي محصول الأفيون في بريطانيا ما يقرب من 6 آلاف و300 فدان في مزارع منتشرة بجميع أنحاء المملكة المتحدة حيث تتولى شركة أدوية لإنتاج العقاقير المخففة للآلام مثل "الكوديين" و"المورفين" مهمة الحصاد بآلات خاصة بعدما يزدهر ويُترك ليذبل ويجف.
ويمكنك الآن رؤية محاصيل خشاش المورفين "بابافر سومنيفيروم" في مقاطعات دورسيت، ولينكولنشاير، وأوكسفوردشاير وهامبشاير للاستخدام الطبي وليس التجاري مثلما ظهرت لأول مرة في المزارع البريطانية عام 2002.
وعن الكوكايين الذي يصيب متعاطيه بالقلق المفرط، وجنون الارتياب (بارانويا)، والهلوسة، والإرهاق والاكتئاب، روجت حكومات بعض الدول مثل بوليفيا، وبيرو وفنزويلا لتعزيز وتوسيع أسواق زراعة النبات الذي يُستخرج منه (كوكا) بشكل قانوني لدرجة أن الرئيس البوليفي "إيفو موراليس"، انتخب في ديسمبر 2005، وكان رئيس نقابة مزارعي الكوكا، كي يستفيد الشعب من أوراقها دون تحويلها إلى كوكايين، وأثناء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 19 سبتمبر عام 2006، كان يحمل ورقة كوكا في يده لإثبات فائدتها.
رئيس بيرو
وأوصى رئيس بيرو "جارسيا" بإضافة أوراق الكوكا في طبق السلطة والوجبات الأخرى بالإضافة إلى إعلان شركة في بيرو خطط لتسويق نسخة جديدة من الدواء المنشط "فين مارياني".
ومن ناحية أخرى، تستورد شركة "ستيبان" في مدينة "مايوود" بولاية نيوجيرسي" الأمريكية أوراق الكوكا لتصنيع الكوكايين الخام للاستخدام الطبي، بجانب إنتاج مستخلصًا من أواراق الكوكا خالي من الكوكايين لإضافته إلى المكونات اللازمة لتصنيع مشروب "كوكا كولا".
وتسمح الحكومة الأمريكية لشركات أخرى، مسجلة بإدارة مكافحة المخدرات، مثل "جونسون ماتيي" باستيراد أوراق الكوكا، وشركة "مالينكرود إنك" للصيدلة البيولوجية، وشركة "بينيك" للأدوية في نيوجيرسي، ومؤسسة الأبحاث في ولاية كارولينا الشمالية "آر تي آي".